الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إعداد البرامج السياسية في العراق
عبدالناصرجبارالناصري
2012 / 2 / 1الصحافة والاعلام
واحدة من أهم واجبات معد البرامج بشكل عام والبرامج السياسية بشكل خاص من واجبه الأول هو القراءة الجيدة للموضوع الذي يريد أن يعده لكي يصبح برنامج سياسي يحاكي المشاهد ويطرح همومه أضافة الى أقناع المشاهد بأن كل قضايا الساحة السياسية سوف تطرح في هذا البرنامج حتى يضمن المشاهد بأن هذا البرنامج يطرح أفكار جيدة وبالتالي يحضى هذا البرنامج بنسبة مشاهدة عالية
وكذلك من واجبه الثاني هو القراءة أيضا ولكن هذه المرة قراءة أفكار الضيوف فالضيف جزء أساسي في أنجاح البرنامج السياسي فلايمكن أن يكون هنالك برنامج سياسي ناجح من دون أن يكون هنالك ضيف لديه فكر سياسي يتماشى مع فكرة الموضوع المطروح في البرنامج , فعلى سبيل المثال نحن في العراق يدور الحديث في هذه الأيام عن عقد القمة العربية المزمع عقدها في بغداد وماهي النتائج التي تحققها هذه القمة ومامصلحة العراق من عقد القمة في بغداد أضافة الى من هي الدول التي تشارك وهل سوف يكون للمجلس الأنتقالي السوري دور تمثيلي في القمة أم لا
وهنا يبدأمعد البرنامج في القراءة الدقيقة لكافة الآراء التي تطرح في الصحف العراقية ومواقع الأنترنت لكي يبحث عن أفضل مقال أوتحليل كتب في هذا الصدد والبحث عن طريقة أتصال مع كاتب المقال الجيد وتوجيه الدعوة له لكي يناقش ماكتبه على الشاشة وبالتالي يضمن معد البرنامج أن هذا الضيف سوف يزيد البرنامج أفكاراً جديدة قد تغيب على البعض من المشاهدين , وبالتالي نعطي للمشاهد العراقي عدة وجوه وعدة أفكار
أما مانشهده اليوم في البرامج السياسية العراقية هو منظر مأساوي ومنظر لايرتقي الى تسمية هذه البرامج بالبرامج السياسية وذلك بسبب قصر نظر معدي البرامج السياسية فالمعدون أقتصروا البرامج على ضيوف محددين مسبقاً ويتكررون في كل حلقة من حلقات البرنامج كالمحلل السياسي أبراهيم الصميدعي وغيره من المحلليين الذين يوميا نراهم في أكثر من عشر قنوات والمضحك في هذا الصدد بأننا نريد أن نشاهد قناة عراقية فنجد فيها الصميدعي ونقلب القناة على قناة أخرى فنجد الصميدعي أيضا ً ونذهب الى قناة ثالثة فنجد الصميدعي أيضاً , وعندما مللت من مشاهدة الصميدعي مع أحترامي له ذهبت للأنترنت لكي أبحث في مقالات الصميدعي لكي أقرأ مقال له بموضوع البرامج التي يناقشها ولكني لم أجد مقال واحد يتحدث عن القضية المطروحة للنقاش , وهذا مايؤكد بأن معد البرنامج السياسي لايقرأ مايكتب ولايقرأ عن الضيف ولكن المعد معتمد على بعض الضيوف ومن الذين حفظنا أفكارهم
وهنا لاأريد أن أشخصن المقال فهنالك العديد من الكتاب الذين يكتبون المقال السياسي بطريقة رائعة ويتمتعون بحس وطني خالص وينبذون الطائفية ولديهم المئات من المقالات السياسية وكذلك يوميا يكتبون مايدور على الساحة السياسية العراقية ولكنهم لايجدون معد برنامج يقرأ مقالاتهم لكي يناقشهم ويستضيفهم في البرامج السياسية
وهنا لاأريد الخوض في الأسماء التي تخرج علينا يوميا حتى سأمنا من طرحها الطائفي فأنا أوجه دعوة للقراء الأعزاء أن يكتبوا أسماءهم في كوكول فهل يجدون لهم مقالات ؟ وأنا بحثت قبلكم فلن أجد لديهم أي نشاطات تستدعي أن يخرجوا علينا يوميا في وسائل الأعلام المرئية وفي البرامج السياسية
وهنالك خطأ كبير يقع فيه معد البرنامج السياسي من وجهة نظري وهو أستضافة أعضاء مجلس النواب وهذا خطأ لأن عضو مجلس النواب يمثل سلطة سياسية ولايمكن له أن يطرح القضايا العالقة والمراد مناقشتها بطريقة حيادية وموضوعية وهنا اقول من حق عضو مجلس النواب أن يكون ضيفا في برنامج سياسي ولكن يجب أن يكون البرنامج خاص بالقاءات السياسية كبرنامج لقاءخاص أو برنامج خاص بلقاء الشخصيا ت السياسية فقط أما البرامج السياسية التحليلية فيجب أن يكون الضيوف من المحلليين والكتاب الذين يكتبون في أتجاه فكرة البرنامج وفكرة الموضوع المراد طرحه
فالبرنامج السياسي بشكل خاص لاتوجد لديه وسائل أخرى تساعده على النجاح مثل الأضاءة والتصوير المتطور والأجهزة المستعملة فهذه وسائل تساعد بقية البرامج الترفيهية والفنية أما البرامج السياسية فأنها تتعامل مع الفكر فقط ووسيلة نجاح البرنامج السياسي القراءة والضيف الذي يكتب عن فكرة وموضوع البرنامج .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر