الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنهج السياسي / في تجربة العراق الديمقراطية

علي غالي السيد

2012 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


المنهج السياسي
(في تجربة العراق الديمقراطية )
في هذا العام الذي تتسارع فيه الإحداث لدرجة الاختلاط والتشابك ، يصبح من الصعب دون تحليل وتدقيق سليم وفرز الحقائق من عوامل التشويه والتدخل ، وتغدو مهمة مسك الموقف الصائب مهمة تتطلب قدرا كبيرا من الحسابات الشاملة والتفصيلية أيضا ....
وفي تجربة العراق السياسية دلالات واضحة على السياق المبدئي لمواقف العراق السياسية ، العربية والدولية ومدى قدرة ذلك التوجه للمحافظة على سفينة الديمقراطية وهي تواصل تقدمها في وسط بحر متلاطم الأمواج وسريع التيارات لكي تؤكد أن تحقيق الديمقراطية هو نجاح السياسة في البلد وبالتالي لاتسعى نحو ركوب التيارات وان تهدف إلى أن تكون دفة السفينة محكومة بالتوجه الجماهيري المطلوب وان استقامة مسار السفينة يفرض مسك الدفة بقوة وثقة ....
وهذا التوجه الذي يعبر عنه في قاموس السياسة ومصطلحاتها انه الموقف المبدئي المستقل أضحى بعد تجربة السنوات التسع من عمر هذه التجربة الفتية منهجا لا تراجع عنه وأصبحت تفاصيل العمل السياسي في التجربة العراقية تعبر تعبيرا مبدئيا عن السير في ذلك الطريق ، ويسعى العراق لان تأخذ الأمة العربية موقفا ينسجم مع المبادئ إزاء القضايا المطروحة، ليس لان العراق يرغب في فرض تجربته السياسية على أشقائه بل لان العراق يدرك جيدا إن السير على طريق الاستقلال والحرية في اتخاذ القرارات والمواقف السياسية سيؤدي إلى نهج مطلوب ستحقق من خلاله موقفا عربيا موحدا إزاء التحديات المصيرية ، وموقف يضع أمام هذا الجيل والأجيال القادمة صورة المسؤولية التاريخية للأمة نحو قضايا نضالها الأساسية ونحو قضايا النضال الإنساني عموما ....
ولهذا فان العراق طرح تجربته الديمقراطية منذ الانتفاضة الشعبانية عام 1991 مستندا إلى تلك المبادئ التي تحقق للأمة العربية سيادتها وحقوق شعوبها (انطلاقا من المسؤولية القومية التي تعلو على كل مصلحة ذاتية أو قطرية) وليس الاحتلال الذي بات على الطوى هو من أرسا دعائمها بل هم من فتح الباب على مصراعيه من اجل تنفيذ مخططاتهم ،ومخططات أعداء التغيير( ولا نريد الخوض بتفاصيلها وأسبابها) مما افرز التدخل في شؤون العراق الداخلية يهدف في جوهرة إلى إعاقة العراق والنيل من إرادة السير على طريق الموقف المبدئي والمستقل ( ولكن هل تستطيع هذه الحكومات وسياستها الفاشلة الصمود أمام مد الربيع العربي القادم آم إن التجربة العراقية أسقطت رهاناتهم وعدوانهم ، لاسيما وان الشعب العراقي تحدى اكبر دكتاتورا بطشا وقتلا بين حكامهم .........؟
إن الإجابة على هذا السؤال بكل فروعة لايتطلب جهدا أو عناء ذلك لان العراق يوما بعد يوم يحتل موقعه الدولي والعربي والذي يتناسب مع الدور الذي يلعبه في جميع المرافق، وتطلعاته للشعوب العربية في تقرير المصير، كما أدركت الشعوب العربية النجاحات التي تحققت في الانتخابات لدورتين و ( إجلاء القوات الأمريكية)وهذا النجاح يعد نضوجا واضحا للعملية السياسية لاسيما وان الحياة السياسية في العالم العربي والذي يمتاز بعضة بمنحى استبدادي باحتكار السلطة ومؤسسات البلاد وهي أنظمة غالبا ما يسيرها رجل واحد أو آسرة حاكمة فارض رأيه ورؤيته على الوضع السياسي والحياتي مما ترتب عليه نتائج وخيمة في تأخير وتطور الحياة السياسية مما أفرضت رغبة الشعوب العربية لقبول ذلك التغيير حتى تستطيع أن تواكب المتغيرات الحاصلة في العالم ، وإمام هذه المتغيرات وسباق التطور بدأت كثير من الشعوب العربية بالضغط على الحكام بكل الوسائل المتاحة بالشروع بأجراء إصلاحات سياسية لمواكبة نزعة التغيير في العالم ، لان ليس من المعقول ولا يمكن تصور أن يتغير العالم من حولنا ونحن نقف متفرجين لانتحرك ، كما إن بداية النظام العربي الجديد فرضته الوقائع والإحداث في المنطقة ولابد من إيجاد التوازن والتوافق مع مبدأ أو الأيدلوجية جديدة التي أصبحت تحكم المصالح بين العملاقين المتوافقين والمتناقضين الشرق والغرب .......
وأكيد سيكون الجواب بالنفي . كون الشعوب العربية تريد التغيير والإصلاح السياسي الحقيقي لأنها تشعر بغبن حقوقها الشرعية بتمثيل نفسها ولها الحق بالترشيح لقيادة بلدها ، كما في نجاح التجربة العراقية والتي باتت توثر في نفوس الشعوب العربية وحكامها ، والفرح والتفاؤل العربي هو دليل على رغبة الشعوب إلى التغيير نحو الحرية والاستقلال والانفتاح على العالم بموقف مبدئي مستقل ، كي تتحمل مسؤولية الأمة بآراء وأفكار جديدة ، وسياسة تحفظ للأمة ماء الوجه بعيدا عن كل إشكال الوصايا والتدخلات الأجنبية سعيا لتحقيق التوازن بين مصالحنا ومصالح الآخرين بقدر ما يخدم أهدافنا ويعزز وحدتنا ونحن متفائلون رغم كل شيء......؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل