الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفرد والديكتاتورية

مرتضى عبدعلي مديح

2012 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يصف بعض السياسيين وفي فترات متباعدة وبصورة مستمرة السيد المالكي رئيس وزراء العراق الديمقراطي بالمتفرد والديكتاتوري ويبدو انه يراد لهذا الامر وبطريقة العرض ومستوياتها ان يكون شائعا ومؤثرمن الناحية الانتخابية بما يجعل المالكي معزولا وخارج القدرة الديمقراطية
التفرد هو ابعاد المنافسة والمشاركة والتعدد .في العراق كان و مازال الوضع بسبب الفئوية وتضارب المصالح وتقاطع الحاجات هو استخدام العنف والاجرام كطريق للتفرد مع نفي كل الطرق الايجابية للتفرد كالتميز المعرفي او السلوكي او الانساني الا على اعتبار ذلك مظاهرعصرية لمراكز محلية غير عصرية. التفرد في العراق تفرد فردي واخر تفرد فئوي .التفرد الفئوي معناه القيام بجريمة بسبب الفئوية او بالاعتماد عليها بينما التفرد الفردي غالبا ما يكون بداعي الوصول الى الفوقية او السلطوية او الراسية او الزعامة المطلقة مع استخدام التفرد الفئوي لتحقيق ذلك او الحفاظ عليه.ما يحدد التفرد او كونه فردي او فئوي هو المركزية الشخصية في هيكلية الجماعة او التقادم الزمني او العلمية او الدينية او الحالة الاقتصادية او السلطة او الذكاء او مستواه او مدياته او طبيعة الشخصية وسلوكياتها او مستوياتها او امكانياتها التعاملية وكيفية الاستجابة للحاجات والظروف وطريقة الاستجابة للمحيط او كيفية النظر اليه او الفكرة الشخصية عن طبيعته.
الكل يعرف ان الديكتاتورية تعني الفرض او الفرضية مع منع الحريات والحقوق بطريقة تجعل السلطة مطلقة او غير محدودة
المالكي يعمل بالمشاركة والتعدد مع محافظته على المنافسة بالاطار الدستوري والقانوني والديمقراطي وهذا جزء من طبيعة النظام الديمقراطي في كل العالم وجزء من النموذج المنهجي للديمقراطية . سلطة المالكي محدودة وفق الدستور وهو بعيد عن منع الحريات والحقوق ذاتيا او بسبب المراقبة المحلية او الدولية فيما يمكن ملاحظة سلوكيات فرض فعلية ولكهنا تتعلق بالوضع من اجل السلمية والسلم المجتمعي ومن ضمنها خطة فرض القانون. هناك جزء اخر هو فرض الزعامة الديمقراطية ونفي كل سلوك غير ديمقراطي كحالة نظامية مع توجه نحو الديمقراطية الجميعية وليس الفئوية.
هناك صفة اخرى تطرح على المستويات غير النخبوية وهي الامريكية من اجل انتقاص النظام الديمقراطي وشخصياته الرئيسية وادعاء سلبيتها وعدم وطنيتها. الديمقراطية ليس نظاما امريكيا فرضيا وانما هو نظام عالمي انساني موضوعي وواقعي وهذا السبب في قبوله وطرحه وتبنيه وهو يشدد على السيادة والاستقلال والشرعية وليس الفرضية العنفية ويضمن المنافسة في اطار سلمي يستلزم التعددية والتداول. ازالة الانظمة الدكتاتورية هو الجزء الفرضي والذي يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية لكن الديمقراطية ذات الموضوعية والعالمية هي حيادية وذات افضلية واهلية لمناسبتها واقع الانسان وتطلعاته مع قابلية التطور الذاتي والتطوير المحيطي.كون النظام ديمقراطي لا يعني انه امريكي بسبب المشاركة والاستقلال وهذا يجعل من الممكن تحديد خطأ او مغالطة في تعريف النظام الديمقراطي في العراق على اعتباره فئويا او خارجيا.
وعلى كل ذلك يمكن القول ان المالكي ليس متفردا او ديكتاتوريا وليس امريكيا باي شكل وانه بكلمات قليلة زعامة ديمقراطية عمومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا