الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمنيات مواطن سوري في العام الجديد

إبراهيم إستنبولي

2005 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بعض أمنيات مواطن سوري - في العام الجديد
( ع التقويم الشرقي )
ربما إن الحلم هو أساس الدين .. إذ لطالما كان الحلم و التمني بمثابة العزاء بالنسبة للإنسان الذي راح ينظر حوله فما استطاع أن يجد تفسيراً للكثير من الظواهر و الألغاز ، التي تحيط به . و نحن ، في هذه البقعة من الدنيا ، قد أصبحنا في زمن لم يعد ينفعنا شيء سوى الحلم و التمني .. نتمنى لو ننتصر على أمريكا ، و أن ننتصر على الفقر و الجهل و التخلف .. و نتمنى لو تصبح شعوبنا مثل جميع " خلق الله " ينتصرون على اليأس و التشتت و الجمود و الاحباط . ولكن علينا قبل كل شيء أن ننتصر على أنفسنا ؛ .. و يحلم المرء منا لو يتضاعف راتبه ، و أن يتمكن من شراء سيارة و قبلها أو بعدها بيتاً .. و البعض منا يتمنى أن يقلّ الكلام و يحلّ مكانه العمل ، و نتمنى لو يختفي الكذب ، الذي يردده المسؤولون عن وزاراتنا و مؤسساتنا و شعوبنا و ... و هذه بعض تلك التمنيات أوردها هنا ، على سبيل الحلم لا أكثر . و مَن أراد أن يزيد فليفعل .


1- أن يعرف المرء المدة ، لتكن التقريبية ، التي سيشغلها المسؤول في منصبه .. دون أن يبقى وزير الخارجية أو الصحة ، مدير الكهرباء أو الخدمات الفنية أو الزراعة .. الخ ، إلى ما شاء الله .. إذ فقط عن طريق " تداول الكوادر " في مختلف المؤسسات على أساس الكفاءة و ليس المحسوبيات ، يمكن النهوض بالوطن و تحقيق التغيير و الإصلاح ...
2- أن يعلن عن " وفاة " ما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية بصيغتها الحالية .. لعله يزداد التفاؤل في البلد قليلاً .. فهذه الجبهة قد أكل الدهر عليها و شرب ، و السوريون لا يثقون بأي حزب من أحزاب الجبهة و لا بقيادات أحزابها . لقد أدت مهمتها " التاريخية " . و لأنها لا تمثل ( 5 – 6 أحزاب منها ) سوى الشاغلين لمناصبهم من هذه الأحزاب الشكلية .. أقسم أنني ، و بعد أن استمعت خلال اكثر من ساعة إلى جلسة الجلد ، التي كان يقوم بها الإعلامي نضال زغبور لثلاثة أمناء عامين لثلاثة من أحزاب الجبهة ، و رغم تكرار أسمائهم و مناصبهم و أسماء الأحزاب ، التي يرأسونها – أقسم أنني لم أستطع تذكر : مَن منهم هو رئيس لأي حزب ، و لا أن أتذكر بشكل صحيح اسم أي حزب من الأحزاب الثلاثة التي ظهرت أسماؤها على الشاشة عدة مرات ( و اقسم أن الزهايمر لم ينل مني بعد ) .
3- أن يصبح سعر السيارة في حدود معقولة بما يتناسب مع سعرها الحقيقي و مع دخل المواطن المتوسط .. وهذا يمكن تحقيقه بسهولة عن طريق تقليص عدد سيارات المسؤولين و المدراء العامين و المنظمات الحزبية و الشعبية و الموظفين و .. إذ أن عدد سيارات القطاع العام و الحكومي ، التي تجوب شوارع البلاد هي تعادل - إن لم تكن اكثر - سيارات جميع باقي المواطنين ..
4- أن يتطور إعلامنا إلى درجة لا يكون المواطن مضطراً لأن يسمع الأخبار فقط من خلال قنوات أخرى و لا أن يقرأ عنها في صحف غير سورية و أن لا تكون الإشاعات هي المصدر الأساسي للمعلومات و القصص المثيرة بدءاً من " أطنان الذهب " ، التي اكتشفها مزارع في السويداء و تمت سرقتها أو أنها ستساعد على رفع الرواتب و الأجور بحدود 100 % ، و انتهاء بعلاقاتنا مع العالم ... يجب أن لا يخاف إعلامنا من المواطنين إذا كان على مستوى مهني رفيع و قام بنقل و تحليل الخبر بحرفية عالية ... و لذلك لا بد من اختيار الصحفيين و العاملين في وسائل الإعلام ( بل وفي كل مكان )على أساس الكفاءة فقط و ليس على أساس الولاء ..
5- أن تصبح الطرق و الأرصفة جيدة و خالية من المطبات و الحفر و أن تقل ( و الأفضل أن تختفي ) الحفريات ، التي تقوم بها مختلف الجهات بدون تخطيط أو تنظيم أو دراسة بعيدة النظر .. " أقسم بهذا البلد " ( عذراً من الصحفي يعرب العيسى على هذه السرقة ) أن شوارع المدن السورية هي الأسوأ في بلدان المنطقة و العالم .. و الأرصفة – حدث و لا حرج ... و المطبات ظاهرة غير حضارية ، أعتقد أننا ننفرد بها . و هي تضع سوريا في مكان لا يليق بها ..
6- أن تنخفض أسعار العقارات و العرصات المعدة للبناء .. و أن تزداد المساحات الخضراء في جميع المدن السورية و أن يقل الغبار و أن يصبح الهواء أكثر نظافة و أقل تلوثاً .. و أن تعود السنة مؤلفة من أربعة فصول عن حق و حقيقة و ليس في الروزنامة فقط ..
7- أن يتحسن الوضع الاقتصادي للمواطن بحيث يكون قادراً و راغباً في شراء و قراءة الكتب الثقافية و الأدبية .. فالشعب السوري معروف بشغفه بالكتاب و بالثقافة الرفيعة المستوى و المضمون ( بس أشبعوه الأكل بالأول ).. و لا يعقل أن تحتل الكتب الدينية الساحة السورية بنسبة فائقة و من ثم يرفع شعار محاربة الإرهاب . فويل لأمة لا تقرأ إلا خرافات و قصص التراث الديني و التاريخ المليء بالسخافات ، الذي يختلف الجميع حوله ..
8- أن تصبح سوريا من أهم البلدان التي يقصدها السياح في العالم .. حتى ولو تعرضنا لزلزال بحري ( لعله جهلنا و كآبتنا و هزائمنا ) .. فالفرق كبير بين أن يموت المرء وهو يركب الأمواج من أن يموت ببطء ، من التحلل و التفسخ و القرف ... ( و رحمة الله على جميع مَن قضى نحبه في زلزال تسو نامي ) . و أقسم ، ليس الهدف الشماتة بمن تضرر من الكارثة التي ضربت جنوب شرق آسيا .
9- ....

ملاحظة :
1 – اترك مكان الأمنية التاسعة و ما يليها فارغاً .. لكي يقوم كل واحد باختيار الأمنية التي يراها ضرورية .
2 – إن ترتيب الأمنيات هنا لا علاقة له بأهمية كل منها بما في ذلك الأمنية التاسعة و ما بعدها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق