الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو الفوضى من مبارك للعسكرى ومن موقعة الجمل إلى موقعة استاد بورسعيد

الحزب الاشتراكي المصري

2012 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



خلال المشهد الرائع للشعب يدافع عن استمرار الثورة فى عامها الثانى ويثبت بقوة بالغة استبساله وإصراره على تحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق، تأتى الثورة المضادة بتكتيكها المعروف فى الفوضى المنظمة لكى تبدأ هجومها لإجهاض الثورة بقتل العشرات وإصابة المئات فى استاد بور سعيد كجزء من مخطط واسع غير بعيد عن تواطؤ السلطات والمجلس العسكرى.

استندت المؤامرة إلى بداية سياق من الانفلات الأمنى فى الأيام الماضية بسرقة بنوك وأعمال سطو مسلح والاستيلاء على أرض الضبعة وتخريب مؤسسات بخمسة مليارات جنية وغيرها. وتم انتهاز فرصة مباراة ساخنة بين المصري والأهلي في بور سعيد لتفجير المجزرة المتعمدة ومحاولة إخفاء تفاصيل المخطط فى ثنايا التعصب الكروى. إلا أن خفايا المخطط بالغة الوضوح، فلم يتم تأمين المباراة الحساسة بقوات أمن ذات بال، ولم يحضر المباراة محافظ بور سعيد ومدير الأمن كما اعتادوا. ودخل البلطجية المستأجرون وسط مشجعى الناديين مسلحين بالأسلحة البيضاء من المطاوى للسنج، كما دخلوا باللافتات المستفزة التى ترفع فى اللحظات المناسبة من نوع "شعب البالة مافيهوش رجالة"! وشمل المخطط أيضا إشعال الموقف فى مباراة استاد القاهرة بين الزمالك والمقاولين. وحينما تم إلغاء المباراة واستجاب الجمهور بنضج بعد معرفته بما حدث فى بور سعيد لجأ أحد البلطجية إلى إشعال المخلفات بزجاجة مولوتوف كان يحملها وكأنها من مستلزمات التشجيع، للثورة المضادة طبعا.

ومن الملفت للنظر بشدة أن يجيئ تفجير تلك الموجة من موجات الثورة المضادة فى الأول من فبراير عشية ذكرى موقعة الجمل يوم 2 فبراير من العام الماضى. والارتباط بين المناسبتين يتعدى كثيرا حدود التناظر التاريخى. فموقعة الجمل الأولى قد أبرزت تورط رجال أعمال بارزين من الحزب الوطنى فى التنظيم والتمويل تردد من بينهم أسماء أبو العينين وإبراهيم كامل (صاحب المصلحة فى تخريب الضبعة) وغيرهم. كما أبرزت تورط الإعلام الحكومى وقتها فى التواطؤ والمشاركة فى معسكر تشويه الثورة. وتبلور الترابط بين البلطجية المنظمين والشرطة ورجال الأعمال. ورغم تكرار هذا المخطط بحذافيره فى المناسبات المتعددة فى ماسبيرو ومحمد محمود وحتى الأحداث الأخيرة فى بور سعيد والاستاد إلا أنه لم تتم حتى الآن أى محاسبة جدية لأى رجل أعمال ممول، لا رصد للبلطجية المسجلين والمعروفين لدى كل أقسام الشرطة لا فى موقعة الجمل التى مضى عليها عام ولا فى غيرها كما لم يتم تطهير أجهزة الشرطة ولا إعادة هيكلة جدية لأجهزة الأمن. وفى مقابل التدليل الشديد لسكان بورتو طرة يظهر الحزم الأمنى فقط فى مواجهة المتظاهرين بالسحل والقتل والتحرش وفى مواجهة المضربين بقوانين المحاكمات العسكرية!

ولم يحاول المجلس العسكرى إخفاء رعبه من ذكرى مرور سنة على اشتعال الثورة، وظل يكرر الأحاديث عن أنه يعرف أن هناك مخططا لتخريب البلد فى ذلك التوقيت، وعن المصالح الخارجية (التى لا تتحقق بدون عملاء فى الداخل هم الثوار الذين دأب المجلس وإعلام الدولة فى تشويه سمعتهم مثل كفاية و6 إبريل وشباب الثورة من مختلف المشارب). وأخذت التيارات الإسلامية تسايررغبات المجلس العسكرى بادعاء أن الثورة قد حققت أهدافها وبنت مؤسساتها مادامت قد استقرت فى مجلس الشعب، ولا داعى لشعار الثورة مستمرة مادامت قد نجحت (!) وسوف يذهبون للتحرير "للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة"!

ولكن الثورة ليست مخططا سريا معزولا ولا صنع قلة يمكن إجهاضها بمثل تلك المؤامرات المتواضعة. الثورة فعل جماهيرى شديد الاتساع وتفجر للسخط يكتسح كالشلال كل دناءات معسكر الثورة المضادة. وقد فاجأ شعبنا كل هؤلاء المتآمرين بتحضير قوى للدفاع عن شعلة استمرار الثورة بقوة فى عامها الثانى. وتمثل هذا التحضير فى الحيوية الفائقة للشباب الثورى الذى توجه إلى جماهير شعبنا فى أحيائها بالأشكال المبتكرة المتعددة من مسيرات العديد من التنظيمات الثورية: حملة كاذبون لفضح أكاذيب الإعلام والمجلس العسكرى، وحملة مصرنا التى نظمت السلاسل البشرية وغيرها. وصمم احتفالاته بحيث تغطى معظم الأيام الثماني عشر الخالدة للثورة بين 25 يناير و11 فبراير. وصعقت كل فلول الثورة المضادة من مليونيات الإصرار على استمرار الثورة التى استعصت على كل محاولات الإجهاض وكسبت حتى القطاعات التى كانت قد تبلبلت وترددت من الجمهور. وأبرزت حتى الصحف العادية معسكر الكاسبين وهم شباب الثورة ومعسكر الخاسرين وهم المجلس العسكرى والإخوان. ووجه هذا المعسكر بمطالبات تحقيق مستهدفات الثورة وبالذات العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الشعب فى الديمقراطية بإلغاء المحاكمات العسكرية وضمان حريات التعبير السلمى من اجتماع وتظاهر وإضراب. فوق كل ذلك المطالبة برحيل العسكر وتسليم السلطة.

لهذا كله بادرت كل قوى الثورة المضادة مجتمعة من الفلول إلى أجهزة الحكم وفجرت موجة جديدة سافلة من موجات الثورة المضادة المتعددة التى راح ضحية كل منها عشرات القتلى والجرحى بأحداث مباراة بور سعيد وما تلاها.

ولكن يقظة الثوريين ستستمر لإفشال ذلك المخطط كما أفشلت ما قبله. إن مغزى الثورة هو فى المزاج الجماهيرى الذى مازال مشتعلا متحديا للظلم ومستعدا لتقديم كل التضحيات من أجل تحقيق مطالب ثورته. وعلى شعبنا وضع استمرار الثورة نصب عينيه، واللجوء إلى تنظيم قوى شعبنا فى كل الأحياء والأماكن دفاعا عن استمرار ثورته حتى تحقيق أهدافها، فإنها لثورة حتى النصر.




الحزب الاشتراكي المصري فبراير 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط