الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع اتفاق مع حكومة الصين

حامد حمودي عباس

2012 / 2 / 2
كتابات ساخرة


الصين كانت تظهر لي وانا ثالث ثلاثة ، من خلال شاشة التلفاز ، وكأنها لوحة أبدع الفنان في رسم ملامحها البهية .. جسور عملاقة ومباني شاهقه ، وابداع معماري مبهر ، وسواعد لا تكل ولا تمل في صنع ما يشبه الخيال ... مجموعة من المهندسين والفنيين ، رجال ونساء ، يتفانون من اجل تخطي بعض المخاطر عند نقطة التقاء جزئين من جسر عملاق ، يطفو فوق فضاء واسع ، لا تسنده اية دعامات ولا تمده ركائز غير ركائزه الذاتية الكامنة في صلب مواد صنعه لا غير .. وبعد جهود مضنية يحركها الاخلاص النقي للوطن والمهنة ، ينتصب الجسر بشموخ يعكس تحدي ارادة الانسان الحقيقية والصادقه .
بعد انتهاء سفرنا الى ربوع الصين من خلال ذلك البرنامج التلفزيوني الوثائقي ، تلاطمت افكارنا وهي تحمل حلول شتى لما نحن فيه من حال سرمدية تقطر من البؤس ما لا تعرف انواعه .
اتفقنا على ان نحمل ، وبالتوافق ، اوراق استأجار طوعي ، يكون فيه وطننا تحت عهدة حكومة الصين الشعبية ، ارتكازا على الاتي :
1 – يقوم فريق مالي متخصص باحصاء كامل ميزانية البلاد السنوية ، محسوم منها حصة وزارة الاوقاف الدينية باعتبارها لا تقبل المساومة مهما كان البديل ، ووضعها تحت تصرف حكومة الصين الشعبية .
2- الطلب من الصينيين مقابل ذلك ان يقوموا باعمار بلادنا وفق قائمة بالاحتياجات الضرورية وغير الضرورية ، من جسور وطرق معبده ، وتشييد دور للعلم بكافة مراحلها ، واعداد المناهج التدريسية المتطوره .. وعليهم توفير الطاقة الكهربائية وبشكل دائم ، وتشييد المصانع عالية الكفاءة لشتى الصناعات التحويلية ، ومن ثم تدريب الكادر الفني والهندسي لادارتها بعد حين يتفق على مداه .. وعليهم ايضا ان يجهزوا البلاد بآليات جمع القمامة .. وبناء المستشفيات الراقية وتجهيزها بالفرق الطبية وكافة المعدات الطبية الحديثه .. ونطلب منهم كذلك ، القيام باعداد الدورات المهنية لتدريب موظفينا ومسؤولينا على لياقة التصرف وادارة شؤون المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، ولنا الحق وفق هذا الاتفاق ، ان نطلب منهم اعادة اركان الزراعة في البلاد ، وانشاء السدود على انهارنا لحماية حصصنا المائية .. واعداد البرامج الفنية الكفيلة بدرء مياهنا الجوفية من الضمور ، وحساب كميات نفوطنا الاحتياطية بدقتهم المعهوده كي نعرف مديات عيشنا قبل ان نموت ، ومعرفة حصة الاجيال القادمة من ابنائنا واحفادنا .. ومن المؤكد انهم سوف لن يصيبهم الملل ، لو توسعنا في رغباتنا بمعرفة طرق صنع ابر الخياطة واعواد تنظيف الاسنان وكيفية صنع سوائل تطهير الحمامات .. وعلينا لهم ان نترك نهائيا التعامل بمفردات المقاومة ، والعملية السياسية ، والرئيس القائد ، والتفاني من اجل قضيتنا المركزية ، والاحتلال ، والاستعمار ، والامبريالية واننا سنسقط من حسابنا العمل بالآية الكريمة التي تأمرنا ليل نهار ، بان نعد الخيل والرجال والسيوف لمحاربة الكفار حيث لا مؤمن بحق في عالم اليوم .. لهم علينا ان ندير ظهرنا ، ما دامت بنود هذا الاتفاق سارية المفعول ، عن المطالبة بآثارنا المسروقة ، وتركها نظيفة معافاة في متاحف العالم خارج حدودنا غير المصانه ، وهي تنعم بالهدوء ويزورها السياح بكل احترام .. ونتعهد لهم بصدق ، ان تعاف ذاكرتنا امجاد حمورابي وابن المقفع والقعقاع دون ان نساهم في تحقير تاريخهم ، كي نترك لهم سبل العمل دون ضجيج .. وان يتراجع علماء ديننا الكرام الى مقرات العبادة مكتفين باننا سنتقبل لثم اياديهم بكل سخاء كلما صادفنا احد منهم على قارعة الطريق ..
للاخوة الصينيين علينا أن تتراجع جميع الفرق العربية المكلفة بدراسة ابواب الصرف المالي وتنظيم الميزانيات المركزية والعامه ، وان تسترد منها صلاحياتها طيلة فترة سريان الاتفاق ..
نتعهد باغلاق كافة دوائر الامن والاستخبارات والمخابرات ، واحالة وظائفها الى وزارة الداخلية الصينيه ، ولهم ان يسحقوا اية حركة مضادة لبنود هذا الاتفاق ، وبذات الطريقة التي سحقوا بها حركة الطلاب المعارضين لنظامهم في يوم ما ، ان لم تكن لديهم طرق اخرى ..
باختصار شديد .. فنحن امام مشروع ضخم ، سنطرحه ، نحن الثلاثة ، على من يهمه الامر ، نتبرع بموجبه بكامل ميزانية بلادنا الى حكومة الصين الشعبية ، مقابل ان تهب لنا حياة يختفي من اجوائها الغبار ، وتمدنا بقصور وجسور ومساحات خضراء .. وتجعل من نفوسنا متقبلة لكل ما هو جميل .
فهل من مجيب لينظم الينا بالتوقيع على بنود هذا الاتفاق ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07