الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيل العربي يصر على البقاء في بيت الطاعة الأمريكي

تميم منصور

2012 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



في منتصف شهر أيار من السنة الماضية أذعن المجلس العسكري الحاكم في مصر إلى مطالب واشنطن وقام بانتزاع نبيل العربي بعملية خاطفة من وزارة الخارجية المصرية التي كان يرأسها عصام شرف، قرر المجلس المذكور خوفاً من الانتقاد والفضيحة تصدير الوزير المذكور كي يصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربية وقد رحبت وقتها العجوز كلنتون بهذه الخطوة واعتبرتها حكيمة.
على أثر هذه الخطوة كتب العديد من دهاقنة الصحافة في مصر وفي مقدمتهم إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية ، كتبوا بأن هذه الخطوة ما هي إلا دسيسة من دسائس واشنطن فرضتها على المجلس العسكري، لأن واشنطن لم يعجبها استمرار نبيل العربي في وزارة الخارجية فهو من وجهة نظرها يميل إلى المشاكسة ويعتريه بين الحين والأخر حماس يخرجه عن الخطوط الحمراء التي تربى عليها في فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك.
شعرت واشنطن بأن نبيل العربي نسي أو تناسى حالة الانضباط والتفاهم مع واشنطن وأن الأخيرة هي التي كانت ولا زالت تضع وتتدخل في تصاميم سياسة مصر على كافة الأصعدة خاصة السياسية منها، وأن الثورة لم تدخل بعد إلى حقل الألغام السياسي الذي تسيطر عليه واشنطن.
شعرت واشنطن بأن لسان نبيل العربي قد فلت وبدأ يطلق التصريحات التي لم تعهدها مصر منذ 40 عاماً ولم تتوقعها واشنطن، إحدى هذه التصريحات التي اعتبرتها خارجة عن بيت طاعة مصر لها، مطالبة العربي بفتح ملفات اتفاقية كامب ديفيد ومن حق مصر إعادة النظر في بنود هذه الإتفاقية، اعتبرت واشنطن هذا الطلب الدخول في الممنوع وأن هذا يعني خطوة أولى في تمرد مصر بعد الثورة على بيت الطاعة الأمريكي.
على الرغم من قيام المجلس العسكري بالرد السريع لإطفاء ما أشعله هذا التصريح من نار غضب واشنطن حيث صرح المشير طنطاوي بأن مصر متمسكة بأنيابها ومخالبها بكل الإتفاقيات الدولية، وأي اتفاقيات دولية عقدتها مصر غير إتفاقية كامب ديفيد التي كانت بمثابة شهادة ميلاد شرعية ثانية لإسرائيل، لكن هذه التصريحات لم تشبع رغبة واشنطن فطلبت نقل العربي من منصبه ورميه داخل أوحال وعفن جامعة الدول العربية.
حتى الآن فإن ثورة 25 يناير المصرية لم تفرز القادة السياسيين والعسكريين القادرين على الوقوف في وجه مطالب واشنطن، من هنا فإن المجلس العسكري ترك كل شيء على حاله خاصةً في العلاقات مع واشنطن وإسرائيل، لا زال هذا المجلس أداة طيعة بأيدي الادارة الأمريكية، لم يوقف التنسيق الأمني الكامل معها ومع إسرائيل حتى بعد الثورة وقد أثنى على ذلك في مطلع هذا الأسبوع رئيس الأركان الاسرائيلي السابق غابي أشكنازي.
هناك من إدعى بأن وضع تاج الجامعة العربية على رأس نبيل العربي سوف يكون لمصلحة هذه المؤسسة المتآكلة،على أمل أن يقوم بضخ دم عربي قومي ووطني داخل عروقها، وهناك من ذهب بعيداً واعتقد بأن الأمين العام الجديد سوف يقوم بتطهير الجامعة العربية من دنس أموال الخليج ويوقف ظاهرة شراء ذمم العديد من الدول الأعضاء فيها.
لكن ما حدث في عهد نبيل العربي هو العكس، فقد انضمت هذه الجامعة إلى حلقات التآمر ضد القضايا القومية والوطنية العربية، من كان يتوقع أن تقوم هذه المؤسسة الفارغة من كل معايير الاستقلالية والكرامة والتأثير السياسي أو المعنوي أو الإقتصادي بالتآمر والوقوف في صف الدول المعروفة بعدائها لأهم عضو فيها وهي سوريا في عهد نبيل العربي الأسود، إذا كان نبيل العربي حقيقة يحلم بفك أسر مصر من قيود إتفاقية كامب ديفيد فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك بدون سوريا والمقاومة وإيران.
إن مجرد موافقة نبيل العربي على ترك ساحات المواجهة والتحدي ومساعدة شباب الثورة في تطهير مصر من دنس فترة حكم مبارك وقبوله هذا المنصب الشرفي فقط يؤكد بأن اختياره من قبل طنطاوي وواشنطن كان في مكانه، كانوا يعرفون ثمنه في اسواق السياسة وكونه مزيف قابل للإنحناء كما انحنى في عهد السادات عندما كان مستشاراً له، وانحنى أكثر في زمن مبارك.
كانت واشنطن تعرف بأن منصب الأمين العام سوف يستعبده وأنه يصبح من السهل على أجلاف الخليج اصطياده داخل شباك المال والنفط، نعم سقط هذا القاضي الدولي داخل الشرك وأصبح مُسيراً أسيراً لسياسة داء العرب القاتل الدائم السعودية وحلفائها من بدو الخليج.
لقد حوله المال بعد أن فقد إرادته إلى الناطق بإسم السياسة الأمريكية الخليجية الاسرائيلية ، فقد وضع سياسة سوريا وممانعتها داخل أسواق الدلالة الأمريكية رغم استجابة حكامها لجميع مطالب قرارات الجامعة، هو يعرف أن الكثير من هذه المطالب تتناقض مع استقلالية القرار فيها، فرض عليها لجان للمراقبة فوافقت وتعاونت معها كل التعاون لكن عندما شعرت واشنطن وتل أبيب بأن هذه اللجان لم تقدم على ادانة النظام في دمشق أوعزت إلى عملائها في السعودية والدول الرخيصة الأخرى بسحب مندوبيهم لأن التقارير جاءت مغايرة لما أرادوه، رغم ذلك أعلن نبيل العربي بأن مهمة هذه اللجان سوف تستمر، لكن القاضي الدولي نبيل العربي لم يكن عادلاً في حكمه عندما سقط أمام الضغوط من قبل الذين ينتظرون تحويل سوريا إلى دولة أشباح فركع أمامهم وأمر بوقف عمل هذه اللجان وقد إختار البديل الذي كشف كل المؤامرة، هذا البديل محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن لإيجاد المبررات بالسماح بالتدخل الخارجي في سوريا.
والمضحك المبكي أن العربي أصبح كالبعير وقام بجره حامي العرب والحمار الذي يقود قوافلهم حمد بن ثاني إلى واشنطن، كي يقدم شهادة زور ضد سوريا بإسم العرب لعل مجلس الأمن هذا الذي رفض بالأمس القريب الاعتراف بدولة للفلسطينيين على مساحة 20% من وطنهم يصدر قراراً يحول سوريا من دولة عربية قومية ممانعة إلى دولة من دول العصور الوسطى.
إن الذي أجبر النظام الحالي في سوريا اللجوء إلى الحسم العسكري هو استجابتها لمطالب الجامعة العربية وفشل هذه الجامعة في البحث عن معادلة كافية لمساعدة سوريا على الخروج من هذه المحنة.
كل طفل في سوريا يسأل اليوم نبيل العربي، لمصلحة من تقوم عصابات الإرهابيين المدعومة من واشنطن وتركيا و إسرائيل وسعد الحريري بقتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية في بلاد الشام؟ ما يطمئن كل عربي شريف بأن الورقة التي ينتظرها نبيل العربي من مجلس الأمن لم تصدر وإذا صدرت فسوف تكون رماداً في عيونهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما بين الدابي والعربي.. لاحظوا الـفـرق!...
أحـمـد بـسـمـار ( 2012 / 2 / 2 - 19:28 )
نبيل العربي؟ من يصدق بعد اليوم هذا الاسم وهذه الكنية. هل لاحظتم ازدياد اصفرار وجهه يوما عن يوم. وكيف يلتصق بوزير خارجية قطر, ويتبعه كالخادمات الآسيويات ـ مع احترامي لهن ـ اللواتي تعملن في بيوت العائلات العربية البورجوازية والمتبرجزة اليوم بكل خنوع وطاعة غير طبيعية, وخاصة غير إنسانية. أقسم لكم بأن هذا الإنسان الذي لا حول له ولا قوة, يثير في مشاعري إحساس الشفقة, نظرا لخنوعه ومذلته وتبعيته. كأنه الموظف الصغير الخانع المطيع الذي يخشى إن خالف أسياده سوف يقطع رزقه وعيشه..لا بد أن ينفجر يوما ضمير هذا الإنسان!
بينما الفريق الدابي, رئيس فرقة المراقبين المعينين من الجامعة, يكذب بكل شفافية وشجاعة في مؤتمر صحفي, كل إدعاءات واتهامات هذا العربي ضد سوريا في مجلس الأمن. لاحظوا الفرق سيداتي سادتي.......
مع أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة.


2 - حق يراد به باطل
نبيل السوري ( 2012 / 2 / 3 - 06:34 )
كل شخصيات العالم العربي اليوم هي عاهات صنعها الاحتلال الداخلي، أي الطغاة
ونبيل العربي ليس استثناءً
لكن هذا لا يعني أن من تقف ضدهم الجامعة أو العربي أو قطر هم أفضل حالاً
حين تقول حضرتك بالحرف
فقد وضع سياسة سوريا وممانعتها داخل أسواق الدلالة الأمريكية
هل يمكن أن تحدثنا عن هذه الممانعة المشهورة؟ وماذا تمانع؟
هل يدخل من ضمن الممانعة نهب سوريا وسرقة خيراتها على يد نظام-عصابة-أسرة وتحويله إلى الخارج باسم الممانعة؟
هل يدخل سحل المتظاهرين واعتقال عشرات الألوف ومنذ 40 عام وتعذيبهم وقتل كثيرين منهم تحت بند الممانعة؟
هل الحفاظ على هدوء الجولان ل40 سنة ممانعة؟
هل تهديد إسرائيل عند كل عملية طيران تذل النظام بالرد في الزملكان المناسب، الذي لم ولن يأتي، لكن الرد بكل أسلحة الجيش المشتراة من أموال الشعب على التظاهر هي ممانعة؟
ألا تستحوا بتنظيراتكم الهفتانة المتهافتة التي تبرر العهر لنظام تفوق على بول بوت بالإجرام وماركوس بالفساد وستالين بالقمع؟
أقسم أن إسرائيل هي أكبر رابح من هيك ممانعة
وتجي وتصرع راسي إنها ممانعة
إبقى سلملي عالممانعة حين تنفتح ملفات النظام بعد سقوطه
وسيسقط
ولن يصح إلا الصحيح


3 - العربي
محمود سلمي ( 2012 / 2 / 3 - 12:08 )
نبيل دولارات هذا الاسم الجديد له.من يصمد امام اموال قطر فنبيل العربي ليس الا بوسطجي

اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة