الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!

زاهر زمان

2012 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كل الشواهد تؤكد أن الشعب المصرى مازال ثائراً ، لم يهدأ بعد ، وأن الهدوء الذى يسود الشارع المصرى بين الحين والآخر ، ماهو الا هدوء حذر ووقتى ولا يعبر عن حقيقة الموقف السياسى فى مصر . ولا أدل على ذلك من الهياج الشعبى الذى ينطلق عقب كل مشكلة جماهيرية وآخرها المأساة التى وقعت لجماهير النادى الأهلى المصرى فى استاد مدينة بورسعيد ، والتى راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى ! كان فى اعتقادنا أن نجاح الانتخابات البرلمانية فى مصر سوف يفرز لنا أعضاءاً برلمانيين يمثلون هذا الشعب بحق ! أعضاء برلمانيين قادرين على تلبية تطلعات الجماهير التى انتخبتهم ، الى الأمن والاستقرار ودفع عجلة الانتاج الى الامام ، بما كنا نعتقده من أن هؤلاء الأعضاء البرلمانيين هم تعبير عن جموع هذا الشعب وبالتالى فهم الأقدر من غيرهم على توعية الجموع الثائرة والهادرة بأهمية توفير الهدوء والظروف الملائمة للحكومة المؤقتة لدفع عجلة الانتاج الى الامام ! كنا نظن أن هؤلاء الأعضاء على مستوى المرحلة التاريخية الحساسة التى يجتازها الوطن نحو بناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية ودفع عجلة الانتاج فى هذا البلد الى الامام ! كنا نظن أن هؤلاء الأعضاء واعين لمتطلبات المرحلة فى الحفاظ على وحدة هذا الشعب واستقلال أراضيه من أن تقع فريسة للتدخلات الاقليمية والدولية ، فاذا بهم يفتعلون المعارك مع الحكومة المؤقتة ومع المجلس الأعلى ومع وسائل الاعلام وحتى مع من جردتهم ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير ، من جميع نفوذهم وصلاحياتهم من رموز النظام السابق وزجت بهم فى غياهب السجون ينتظرون أن يقول القضاء المصرى النزيه كلمته فى التهم المنسوبة اليهم ! كنا نعتقد أن هؤلاء سوف يكونون أحرص الناس فى الحفاظ على المؤسسات الاستراتيجية التى تشكل الدعامات الرئيسية فى استقرار الدولة المصرية ، فاذا بهم يحاولون وبكل أنواع البلاغة اللغوية تحريض جموع الشعب ضد مؤسساته ومن يتولون ادارتها فى أحلك مرحلة من مراحل التاريخ المصرى المعاصر ! كنا نظن أنهم سوف يقودون الشعب من على منبر الشعب نحو البناء والتعمير وتدعيم المؤسسة الأمنية لتحقيق الأمن للمواطن المصرى فى الشارع وفى كل مكان على أرض مصر ، فاذا بهم يطلقون عليها رصاص الكلمات والعبارات غير مقدرين أو مهتمين لما قد تؤدى اليه عباراتهم وتصريحاتهم من دفع الأمور فى البلاد الى حافة الهاوية ، اذا ماتصاعدت موجات الاعتصامات والاحتجاجات فى الشارع المصرى ، وأدت فى نهاية الأمر الى فرض الأحكام العرفية فى البلاد ، ولا أقول اضطرار المجلس العسكرى الى الانقلاب على كل وعوده اذا ماأحس أعضاؤه بالخطر الداهم على أمن وسلامة واستقرار الوطن ، فى لحظة ما من اللحظات التى لم يحسب لها هؤلاء حساباً ، وهم يسكبون البنزين على النار ، اثر كل حادث أمنى يدبره فى الخفاء أعداء هذا الوطن ، الذين يخرجون على الناس وهم يذرفون دموع التماسيح ، ويوجهون اتهاماتهم لكل من تصدوا لتحمل المسئولية بكل أمانة وشرف فى ظل ظروف حرجة ودقيقة لم تمر البلاد بمثلها من قبل طوال تاريخها الحديث !

يبدو أن هذا المجلس هو استنساخ لسيد قراره الذى كان فى عصر المخلوع ، والا ماهو تفسيرنا لما يقوم به بعض أعضائه من القاء التهم على كل من يتصدون للمسئولية ، دون سند قانونى يدعم تلك الاتهامات ، ويؤيدهم فيما ذهبوا اليه رئيس المجلس ، كما حدث عندما اتهم أحد الأعضاء بعض وسائل الاعلام بأنها عميله ، ورفض عضو آخر هذا الاتهام وطالب بسحبه من مضبطة المجلس ، فرفض رئيس المجلس نزولاً على رغبة غالبية الأعضاء الذين وافقوا على اتهام بعض وسائل الاعلام بالعمالة دونما أى سند من الدستور أو القانون ! هل نفهم مما حدث أن سيد قراره قد عاد الى الواجهة السياسية المصرية ولكنه هذه المرة بعدما أطلق لحيته وحزبل وحوقل ببعض النصوص الدينية فى بداية حديثه وفى معرضه وفى آخره ؟!

الموضوع الأساسى كان بغرض بحث المذبحة التى وقعت على جماهير النادى الأهلى فى استاد مدينة بورسعيد ، أو هكذا كانت الدعوة التى تم على أساسها استدعاء مجلس الشعب للانعقاد فى جلسة طارئة ، فاذا بنا نفاجىء بمن يحكى لنا عن تجربته فى سجن العقرب وسجن الثعبان وماالى ذلك ، ثم يوصى فى نهاية حديثه بنقل الرئيس المخلوع الى مركزى طرة !ماأفهمه أنا شخصياً ويفهمه كل منصف هو أن هذا العضو قد جاء لتصفية حسابات وثارات شخصية مع المخلوع ونظامه ! وآخر يأتى ويقول لك أن هناك فلولاً للنظام السابق تلعب فى الخفاء وتدير ثورة مضادة ! وثالث يأتى ليتحفنا بأن المجلس العسكرى ينتهز مايحدث لاطالة أمد تمسكه بالسلطة ! شماعات ..شماعات ...شماعات ..يعلق عليها كل هؤلاء فشلهم فى التغلغل بين جموع الشعب لاقناعهم بضرورة التكاتف مع وزارة الداخلية والحكومة والمجلس الأعلى للوصول بالبلاد الى بر الأمان والخروج بها من كبوتها الحضارية الرهيبة التى تسبب فيها فى زمن المخلوع أمثال هؤلاء جميعاً الذين انتخبهم من خرجوا للادلاء بأصواتهم ، وتم دفع ملايينها من قوت المواطن المصرى الطامح لحياة أفضل على أرض وطنه ! اننى كثيراً ماأتساءل : كيف تسنى لغالبية هؤلاء الجلوس تحت قبة البرلمان لتمثيل شعب مصر وغالبيتهم لا يحسن التركيز على الموضوع الرئيسى الذى من أجله تمت دعوة المجلس للانعقاد فى جلسته الطارئة ؟؟

القاهرة فى 2 / 2 / 2012

رؤية سياسية تحليلية بقلم / زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية حزينة
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 3 - 17:17 )
مصر الجميلة كما نعرفها انتهت

قتلها أبناؤها وهم على وشك تمزيقها

يالحزني على روعة مصر


2 - قتل مبارك الوعى ويقتل الغوغاء مصر !
زاهر زمان ( 2012 / 2 / 3 - 18:27 )
المحترم / موجيكي المنذر
أقدر فيكم حبكم لمصر وأشكركم على مشاعركم الأخوية النبيلة ! وهنيئاً للتيارات الاسلاموية وسادتهم من بدو شبه الجزيرةالعربية وخاصة ( الغادر بأبيه ) بخراب الدولة المصرية على أيدى أشباه الرجال العاجزين عن اتخاذ قرارات مصيرية حاسمة من أجل الدفاع عن بلدهم ضد أعداء الخارج وعملائهم فى الداخل !
تحياتى

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال