الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والتنظم الذاتي

بشير الحامدي

2012 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية والتنظم الذاتي
لا حديث عن ثورة دون انخراط الجماهير في هذا الفعل عبر مجالسها وهيئاتها الجماهيرية الثورية في كل قطاع. كما أن الثورة تحتاج إلى إستراتيجيا وتكتيك وتنسيق وتنظيم أي قيادة . هذا متفق عليه.
المسألة هي في: ما طبيعة هذه القيادة وما دورها وما طرق عملها ومن أين تأتي وبما تأتي. تجارب الثورات بينت أن مسألة الديمقراطية مسألة جوهرية في الفعل الثوري وأن إشاعة الديمقراطية وتوسيعها وجعل القرار فعلا قرارا تشاركيّا مسألة حيوية أيضا وأن القاعدة الأفقية للتنظم ولأخذ القرار هي القاعدة الأكثر قدرة على خلق ظروف النجاح للفعل الثوري. الديمقراطية الواسعة الجماهيرية التشاركيّة هي صمام الأمان لخلق الشروط الأولية للانتصار في الثورات.
الديمقراطية فعل غير مؤجل في المسارات الثورية .
الديمقراطية فعل أساس في تنظم الجماهير وفي ممارستها وفي تنظيم نضالها.
النضال الجماهيري فعل ديمقراطي في الأساس وإذا انتفت عنه الديمقراطية تحول إلى عمل لا يمكن أن ينتج غير أشكال مشوهة للمقاومة تكون حاملة لبذور فشلها ولا يمكن ان يعيد إلا إنتاج القمع والتسلط والديكتاتورية تحت مسميات أخرى. لذلك نرى أن القيادة لا يمكن أن تكون مفصولة عن الجماهير بل يجب أن تكون من داخل الجماهير أي ليس جزءا منها فقط بل هي منصهرة في الجماهير وبالتالي إذا صار الوضع إلى هذا الحد انتفي الحديث عن قيادة وقاعدة وانتفى الكلام عن جزء من الجماهير يفكر ويخطط وينظم وجزء آخر ينفذ ويقاد.
على كل ما يمكن أن نقوله أن ثنائية قيادة قاعدة المبنية على تصور هرمي بيروقراطي للتنظيم وللممارسة هي ثنائية أدت إلى حد الآن إلى هزائم مدوية ولعل النموذج الساطع لها هو ما ألت إليه جل الثورات في القرن العشرين. وعليه فلابد من تجاوز كل هذه الأشكال التي لم تنتج غير الهزائم إلى أشكال أخرى ثورية وفاعلة .
إن تبنينا لأطروحة التنظم الذاتي كشكل للمقاومة الجماهيرية أكثر ديمقراطية وأكثر فاعلية من التنظيمات الحزبية لم يأت من فراغ ولم تبتدعه عقلية عبقرية لا ندعيها بل إنه نتاج رؤية وتحليل ودراسة للفعل الجماهيري ولأساليب وأشكال التنظم التي أبدعتها الجماهير أثناء مقاومتها للديكتاتورية لذاك كانت مبادرتنا بالنداء للتنظم في هيئات عمل ثوري والنداء هنا موجه لكل القطاعات الجماهيرية والشعبية عمال فلاحين معطلين طلبة تلاميذ في كل مواقع العمل والإنتاج والدراسة وخارج هذه المواقع في الأحياء وفي البلدات وفي المدن. هذا هو التوجه الممكن اليوم لتجاوز خيانات الأحزاب اليسارية الإصلاحية الإنتهازية وتخليها عن الفعل الثوري لصالح الوفاق الطبقي بتعلّة طبيعة المرحلة و تخلف الوعي في صفوف الشعب وضعف أو غياب العامل الذاتي .... إلخ.
ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
03 ـ 02 ـ 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطليعة
محمد المثلوثي ( 2012 / 2 / 3 - 18:31 )
قبل الموجة الثورية الحالية بزمن كنا من الذين يناضلون ضد مفهوم الحزب الطليعي اللينيني وضد ما يسمى بالقيادة الثورية منتصرين للكمونية والمجالسية سواء كأشكال لتطوير النضال ضد الدولة أو كنواتات للتحويل الاجتماعي..وطبعا لم نكن نجابه أكثر مما يجابهنا اليسار متهميننا بالفوضوية واليوطوبية...لكن التخلي عن مفهوم الطليعة يقتضي بالأساس التخلي عن النزعة السلطوية وأسطورة تجاوز الرأسمالية من خلال الدولة -البروليتارية-، فليست الاشتراكية بنظرنا سوى الحركة التاريخية لنشوء وتطور الكومونات والمجالس الاجتماعية وشمولها لكل المجتمع وامساكها بكل دوائر الادارة والتسيير وتوجيه الانتاج الاجتماعي نحو تلبية فعلية ومتوازنة لكل أفراد المجتمع على أنقاض الانتاج من أجل الربح والمنافسة والتبادل

اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال