الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو حوار وطني ثقافي

أحمد زكارنه

2012 / 2 / 3
الادب والفن


شعبنا الفلسطيني، شعب ثوري بطبعه التاريخي الذي فرض عليه هذا المفهوم، وبطبع النكبة وهزيمة ال67، وبطبع الاحتلال الاسرائيلي لكامل فلسطين، ما يدفعنا للقول إن الشعب الفلسطيني لا يتقن ممارسة السلطة، فتجده يخطئ ويصيب في تشكيل اسس الدولة بمعناها المؤسساتي، وهذا مرده إلى كون تجربتنا محدوده في هذا المجال.
بهذا القول وضمن برنامجي الإذاعي " آخر كلام" مستشهدا بأقوال السيد الرئيس محمود عباس نفسه في هذا السياق، ففك أديبنا الكبير الأستاذ علي الخليلي بعض صور الثنائية الاشكالية الفكرية التي تعمقت بين مفهومي الثورة والدولة، الأمر الذي أكد عليه الأديب والروائي الأستاذ محمود شقير بلغة ومفرادت أخرى قال فيها: إن السلطة فعلاً لا تريد تحطيم أو تهميش الحركة الثقافية، وإنما هي لا تعرف بدقة قيمة الثقافة في صراعنا الوطني ضد الاحتلال.

هذه الحركة الثقافية التي لا تعترف بموازين القوة، وما تمليه من رصاص طائش يصيب جسد الوطن موروثا وحضارة، كانت منذ البدء رافعة الحق الاساسية للرؤى السياسية، ولا تزال تعد جسر العلاقة الممتد بين شعب القضية والثوابت الأساسية، هي اليوم بحاجة ماسه للمراجعة الدقيقة على كافة الصعد.
عليه وباعتبار أن المثقف يعد بالنسبة للسياسي هو مرآته الأصدق، الذي عادة ما يعود إليها راضياً مرضيا كلما أغلقت في وجهه سبل ممكن الزائف حتى اللحظة - أو هكذا يجب أن يفعل- وعلى قاعدة أننا نؤمن بالفعل الثقافي بكل أدواته ووسائله، كونه يعد عملاً ثورياً يحمل أمانة الرسالة وخصوصية الاشتباك مع الآخر، انصب جل البحث على مدار حلقات حوارية ثقافية عدة، عما يُفعل دوائر الاشباك الذاتي أولا واساسا باتجاه الارتقاء بجبهتنا الثقافية لضمان الحضور الفاعل للمثقف الفلسطيني أينما وجد في الزمان والمكان خدمة للقضية أولا وأخيراً.
نتائج هذا البحث حتى الآن، وبناء على اقرار المؤسسة الثقافية على لسان السيدة سهام البرغوثي وزيرة الثقافة التي لم تنفي تقصير المؤسسة الرسمية في هذا السياق، مع تأكيدها في ذات الحوار أننا نواجه تحديات جمه على كافة الصعد وأهمها ما يتعلق بالمشهد الثقافي، تبنى البرنامج وضيوفه بمن فيهم السيدة سهام البرغوثي، الدعوة لإقامة حوار ثقافي في الخامس عشر من شهر شباط مع عدد من المثقفين والنشطاء، قد يصبح نواة اساسية لحوار وطني ثقافي شامل، يشترك فيه جميع المعنيين بالشأن الثقافي، على قاعدة أن الهم، هم مشترك برسم كافة الجهات المعنية من مؤسسات رسمية ومراكز ثقافية واجتماعية وتعليميه ومبدعين، وعلى الجميع أن يحمل مسؤولياته في سياقها، فهل ستنجح هذه المحاولة في تشخيص وتحليل الحالة باتجاه النهوض بمكانة الحركة الثقافية بكل ما تمثل من بعد وطني وحضاري وسياسي ؟؟؟ سؤال سيبقى جائعا برسم ما سيطرح من حلول واجابات قد تمكننا من الخروج الآمن من جدالية الثورة والدولة، لصياغة مشهد جديد لطرفي الاشتباك بين ممكن السياسة وثوابت القضية، بين الثقافي والسياسي، مشهد قد يختلف على الأساليب والأدوات، ولكنه حتما لا يجب أن يختلف على الأهداف والغايات التي تؤهلنا جميعا لتحديد المسار والهوية معاً، لا أن نبحث عنهما، أو نتوه في دروبهما، كي نقرر، لا أن نسأل، لأن نقتنص حقنَا، لا أن نستجديه، لأن نلعبَ دورَ الفاعلِ، لا المفعولِ به، فلا نصبح فاعلين فقط في الجدل العقيم، إن الأبيض اسوداً، وأن الأسود أبيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي