الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعود لعائلات الشهداء ..مع صحن مرطبات ..

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 2 / 3
كتابات ساخرة



هذا النصّ أنثى حلال على السافرات و المحجبات ..حرام على الذكور من الرجال و البغال و الفئران ..مباح هدر دمه فليس للحروف أعضاء ..لا في المجلس التأسيسي و لا في أحزاب الكتلة و لا في مكاتب مستشارينا بالقصر ..لم يكتب من أجل أيّ منصب لا في المؤقت و لا في المؤبد ..غايته رسم قليل من الضحك ..و ان أبكى فمندوب اليه و ليس على المريض حرج ..فعدّة من أيام أخر..
وعدتهم الحكومة الأولى بعشرين ألف دينار ..و كثرت الشائعات حول حصولهم على مكافآت و حتى منازل بالمنارات ..لا شيء من كل هذا غير الوعود الكاذبة و تأجيل موتهم بعد موت أبنائهم شهداء ..أمّا الحكومة الثانية فكانت أحسن حال لأنّها شرعية و منتخبة و نزيهة و شفّافة الى حدّ أنّها بادرت بتكريمهم في القصر الرئاسي ..في نفس المكان الذي أصدر فيه الطاغية الراحل أوامر بقتل أبنائهم برصاص القنّاص ..و حيث تمّت كل المؤامرات ضدّ حياتهم و أريافهم و أحلامهم ..و حين استقبلهم أهل القصر الجدد أدام الله عطفهم المؤقت على الشعب و خفّف عليهم عبء الوقت الرئاسي الاضافي ..بادروهم بمأدبة كثرت عليها كل أنواع المرطبات و الحلويات ..و كلما بكت أمّ الشهيد بادرها سكّان القصر بصحن من المرطبات ..لكن لا أحد من الرؤساء الجدد تسائل وهو يقدّم الحلويات : هل هي حلوى تلك التي يقدموها لأمّ ثكلى أم جمرات لرجم الشياطين و لتأجيج حرائقها على فلذة كبدها ..أم مؤامرة مُغلّفة بالسكّر لتسهيل عملية الاستبلاه الديمقراطي .
أمّا من وقف وراء جدران القصر يصرخ بأعلى صوته فله قصص أخرى ..من نوع عاطل عن العمل طالت عطالته أو جريح من جرحى الثورة تعفّن جُرحه أو رضيعة تطلب دواء و غطاءا ..ركح للقساوة و مسرح للعبث و الفظاعة ..عبث الأقدار و عبث الاستبداد السابق وعبث الاستبداد الراقد بين ضلوعنا و جيناتنا الحميمة ..و فظاعة الفقر الكافر بكل النواميس و الضوابط و الذي لا صبر معه و لا تسامح غير الموت ..و تباطؤ للحكومة المؤقتة في التعامل السريع و الناجع مع الأزمة الاقتصادية ..و سلفيون من الجهة الأخرى يعدّون خططا أخرى لا أحد يعلم الى أين ستؤدي ..فهل كان يحلم الشهداء بالثورة من أجل تغطية النساء و تعليم الشعب الغاطس في البؤس آداب النكاح و الوضوء و طرق الالتحاء و الحلاقة و الدعاء قبل الفجر و بعد العشاء ..بلى .."انّ العصر لفي خُسر .." ..اندمي أيّتها الروح الشهيدة ..اندمي ..لم تحلمي بما يكفي ...و لم تحلمي بما يُرضي ..أو عودي الى الثرى ..لا ذنب عليك ..رحمك الله و رزقنا صبر أيّوب على ما يجري ...
مسكينة يا تونس أردت ثورة من أجل الحرية و الكرامة الانسانية فانفتحت عليك أبواب الكاثة من كل صوب و حدب ..كارثة الاستبداد بكل أنواعه ..و كارثة البؤس بكل ألوانه ..و انعدام الحكمة و الصبر من كل الأطراف ..حماك الله من حاكم مستبدّ و من شعب متهوّر ومن سقطة الحمقى و المغفّلين و من جنون التعصّب و من انتحار العقل و العقلاء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي