الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل علينا أن نخاف من الحريّة ؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 2 / 3
كتابات ساخرة



هيّا ..انهض أيّها التونسي و التحق بركب الحرية..ثمّة من صار يحتكرها لنفسه .عجّل خُطاك سيفوتك قطار الجريدة و حروف المكيدة ..و الاساءة الى أخلاق السيّدات صار فضيلة حميدة ..أدام الله علينا أحكامنا و عُقدنا التي تسبقنا قبل النصوص و بعد الوضوء..و ان فاتك ركب السافرات و "الفاسدات" المثقّفات الأمهات و الأخوات ..ستبقى محروما من الحريّة زمنا لا أحد يدري متى يبدأ و متى ينقضي ..و ان كنت متفائلا فسوف نحجز لك مقعدا في مدينة الأحرار بعد سنة أو سنة و نيف ..لكن لا أحد يدري كم سيدوم هذا النيف و هذا الضيف وهذا الطيف و ذاك الزيف ..أيّها التونسي كُن صبورا حتى تنقشع الغيوم ..و كُن جسورا كي لا تعتاد على التحديق في الظلام ..لا تكن من خفافيش الليل و اذهب بعيدا في جبالك الشمالية و في جزرك الشرقية و في أريافك القصيّة ..و ايّاك و المرور بالحزام الساحلي ..فثمّة آثار سرقوها و ثمّة ألغام زرعوها و زياتين اغتالوها ..أيّها التونسي اجهد نفسك بقدر المستطاع أن تبقى بشريّا ..و كلّما أرغموك على التحوّل الى جنس حيواني آخر أبعد عنهم كل السكاكين و لا تترك في بيتك غير بعض التوابل السحرية قد تحتاجها في شفاء آلام المعدة من الفضائح الغذائية ..
أمّا حين تصير الحريّة أعزّك الله تُهمة "لفاسدة" فشُدّ الرحيل بأقصى سرعتك و اتّخذ لنفسك تذكرة مع "الكاتبات السافرات "قبل أن يرغموك على شراء بطاقة حزبية و قبل أن تُصاب بالأشباح و زبانية الجحيم ..و طواسين الديمقراطية ..
سامح الله أهل السياسة و أهل الصحافة ..و سامح الله كلّ اللغة العربية و ألعابها الماكرة و السحرية ..ما أكثر زلّات لسان الضاد و ما أكثر أخطائه و ما أطيب نيّاته ..أعزّ الله كل حُكّام العرب ..و رزق أهلهم و ذويهم جميل الصبر و السلوان ..و أدام الله عزّ رؤسائنا المؤقتين و المؤبدين و الموقوتين بما فيهم أصحاب النظارات الغربية و أصحاب البرانيس الجنوبية و صاحبات الحقيبات و الوزارات ..خفّف الله وزرهم ..و كفاهم شرّ الصحافة و شرّ الحريات التي لا تصلح وقت الصلاة ..و في كل الحالات تمسّكوا جيّدا بالكتاب و دعوا القلم يسطر ما ينفع البلاد و العباد ..و أبعدوا السياسة عن الحروف الجامحة ...اضحكوا ما استطعتم مع مطلع كل جريدة ..ماذا ينقصكم ؟ الجوع و وفّرناه لكم منذ العهد البائد ..و البطالة "لا يكلّف الله نفسا الاّ وسعها .".و المديونية ..قُل ربّي ارحمهم كما ربّياني صغيرا"..أمّا عن "الكاتبات الفاسدات" فسيتكفل رئيس الجمهورية شخصيا بضمان حقوقهن الى جانب المنقبات و المحجبات و السافرات و المجلودات على قفاهن..بسياط رجالهنّ ..أدام الله عزّهم جميعا ..و وفّق رئيسنا في ضماننا كلما توفرت له الصلاحيات .. عفوا سيّدي الى متى ستظل هذه الأمة تخاف من الحرية ؟؟مزيد من فساد الحروف اتقاءا لشر الفساد الديني و المالي و القضائي و السياسي ..فساد الحروف أرحم من فساد الحكومات و النفوس ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية