الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفول مابقي من حضارة العراق

محمد الفهد

2012 / 2 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حضارة ماكان يسمى بوادي الرافدين تلقت الضربات تلو الضربات على مدى اكثر من خمسة عشره قرنا وتحلحلت اسسها وقواعدها شيئا فشيئا وانزلقت متهاويه امام بزوغ فجر الاسلام ورجالاته وجيوشه وغزواته .
المتبقي هو اثار ليست ذات قيمه كبيره لدا سكان مابين النهرين لولا الغرب الذي يدفع اثمان باهضه لشراءها.
لان حبل الحضاره الذي كان من المفترض يبقى متصلا انقطع مع وفود القادمون الجدد من ارض الجزيرة لتسود البداوة كقيمة عليا وقد خلطوها بقيم دينيه مقدسه لتبقى راسخه ومستعصيه مثل الامراض المزمنه ومن الصعب على الاخرين التخلص منها.
مع بداية الحرب العالميه الاولى وسقوط الدولة العثمانيه وخروج العراق كولايه من الخلافه العثمانيه بدأ فصل الاحتلال البريطاني الذي اسس اول دوله عراقيه ممكن فيها اعادة ماخسره البلد في الحقب السابقه التي سيطر عليه اهل نجد والجزيره والصفويه الايرانيه والعثمانيه القاجاريه.
وبدأت تلوح في الافق ابعاد طيبه في بداية تاسيس الدوله العراقيه الجديده عام 1921لنهوض قيم جديده واعادة الوصل بما فاتنا من وصل بحضارة وادي الرافدين .
حقوق للمرأة حياة سياسيه برلمانيه صحف مدارس موسيقى ومسرح اعادة اعمار العراق على الاسس الدوليه الصحيحه.
زيلدة الانتاج الزراعي .سياسه خارجيه ناضجه وملتفته للتطورات الحاصله في الامم التي تحيط بنا سياسه اقتصاديه وماليه تؤسس لعمله واقتصاد وطنيين واعدين.
وفي هذا المزاج الجديد والتحولات الكبيره والحراك السياسي الملفت للانتباه.مرة اخرى ظهر ازلام الفكر القديم من بدو ودول اقليميه خاسرة وممالك منهاره ورجال دين من الطراز الايراني ومن تتلمذ على ايديهم بحشر العراق مرة اخرى في عنق الزجاجه للقضاء على مانجزته الدوله الجديده وماوعدت بانجازه طبقا لاراء الطبقه السياسيه الليبراليه الواعده في ذلك الوقت.
ودعمت هذه القوى المضادة العسكر واغرتهم بالتفاف الجماهير حولهم نتيجة تفشي الاميه والتخلف والوعي المطلوب للحفاظ على تلك المكاسب .
وضلت الامور بين مد وجزر بين صعود طغمه قوميه وتناحر ات مع تيارات اخرى قوميه بلباس جديد ومد شيوعي وحراك حوزوي خفي .
كلها اندرست في حمام دم لم يسلم منه احد والخاسر الكبير في هذه الهياج الجهنمي هي القيم الحضاريه التي كانت من المفروض ان تكون لباس للشعب المتحضر وبذلك عادت عربة التقدم مره اخرى الى الوراء لتسجل انهيارا جديدا وعوده الى المربع الاول اي ماقبل تاسيس الدوله.
بعد عام 2003 جاءت فرصه اخرى للعوده الى استكمال مشروع الدوله المدنيه وايضا بضروف احتلال جديد .
ولكن بسرعة البرق انبرت الدول الاقليميه مرة اخرى يتبعها جهل الناس الى الاطاحة بهذا المشروع وباعمال اكثر وحشيه وبوجوه اقسى من كل الوجوه التي حكمت العراق في العهود السابقه وضل مشروع الدوله المدنيه كذبة يقولها السياسيون وهم اشد المتامرين على ذبحها من الوريد الى الوريد.
كانت في كل مره يحاول الطيبون من العراقيين بشرف محاولة البناء الصحيح لينهدم المشروع وتطل دكتاتوريه غاشمه تاكل تراث ماتزرعه المدنيه ليسقط مثل ورق الشجر اليابس تارة في حضن الفكر القومي واخرى في سراديب الدين المظلمه والنتائج شعب عشائري محكم باخلاق بداوة لايصمد امام التطورات الحاصله في الدول المتقدمه ولايواكبها الا بالمسميات الصوريه.
وهاهو العراق وقد جثم هذه المره جيثوم الدين على خناقه ومزق اواصره وجعله خرابا على خراب .
وهاهي ايران تضع فلسفة العبوديه وتعلقها برقاب شعب طالما استحق ان يكون عبدا من بزوغ فجر الدوله الاسلاميه والى يوم الناس هذا والمحنة ستطول فوق التوقعات طالما هنالك شعب لايعرف قيمة حريته ولايعرف كيف يدافع عنها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النقد الطائفي
زياد سامي ( 2012 / 2 / 4 - 07:47 )
لايوجد ربط بين العراق المعاصر الذي ولد سنة 1921 وبين تاريخ بلادالرافدين الذي سكنته اقوام اخرى واقوام انقرضت لاعلاقة لها بما يجري الان وبالتالي اسقاط الماضي على الحاضر وبالعكس يقودنا الى استنتاجات غير دقيقة -منها ان الكويت عراقية وان العراقيون اصحاب حضارة.ومن الاخطاء التي وقع فيها الباحث اتهام ايران الدولة الشيعية بانها وراء اغلب مشاكل العراق الان مع ان هذه المشاكل كانت موجودة ذاتها مع العراق في زمن شاه ايران ونظامه العلماني .ولم يذكر الباحث تدخل سوريا وتركيا والسعودية والكويت ودول اخرى في الشأن العراقي .لماذا لانه استنتج ارائه على اساس طائفي وعنصري وليس على اساس موضوعي .فاصبح جزءا من المشكلة كما هو حال اغلب العراقيين الذين يقسون الامور بمنظار ظائفي .


2 - تحيه وتقدير
محمد الفهد ( 2012 / 2 / 5 - 05:58 )
شكرا للتعليق ومرورك .واحب ان افكر الاخ زياد اني قد ذكرت الامم التي كانت لها قوة وتاثير على العراق واسست ممالك وامبراطوريات قويه وان الوتر الديني كان احد اللاعبين الكبار في ضياع فرصة العراق للنجاة كامة كان من الممكن ان تكون لها شخصيتها المنفرده والبعيده عن نفق الصراعات التي كان العراق ساحة الوغى فيها والا ماتفسر هروب الاقوام الاصليه كالاشوريين وغيرهم وسكنهم الحالي في اطراف البلاد وفي مناطق وعره للحفاظ على هوياتهم الاصليه ولاانا من الذين يدعون للاتكاء على مفردة انا كنا اصحاب حضارة بل اشدد على انه كان من المفروض ان نبقى متصلين بها واما سوريا الان فهي احد الايادي التي تستخدمها ايران في لعبتها التي ماانفكت ان تجعل من العراق وغيره مما تامل ان تكون ساحات صراع لتعويق اي مشروع ليبرالي علماني واما تركيا والسعوديه فانهما لايختلفان عن ايران في بسط مشروعهم الاقليمي والديني المعاكس ربما لايران فقط طائفيا ويتطابق معها دينيا بالنتائج والالام ومع ان هذه المشاكل كانت اصلا موجوده الا انه ايران كانت اسرع الدول في نهش الجسد العراقي وهي دائما تذكرنا بوجود ارث في جلودنا لصالح سجادهم الوطني

اخر الافلام

.. وقفات تضامنية بمدن مغربية عدة تطالب بوقف التطبيع ومقاطعة إسر


.. فايز الدويري: المعارك في منطقة جباليا ستكون صعبة وقاسية




.. ناشطة أمريكية تهاجم المتخاذلين عن نصرة غزة


.. تحذير من المحكمة لمايكل كوهين بسبب مقاطع فيديو على تيك توك ح




.. ميلانيا ترمب تمنع ابنها بارون من الانضمام لعالم السياسة.. فم