الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية على الأبواب...فهل من يستعد لمواجهتها ؟؟؟

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2005 / 1 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الفاشية على الأبواب... فهل من يستعد لمواجهتها ؟؟؟
الخطوة التي بادر إليها النائب اليميني المتطرف أرييه إلداد ، وتقديمه إقتراح قانون عنصري يطالب فيه بإلغاء صفة اللغة الرسمية الثانية عن اللغة العربية في إسرائيل ، هي تعبير عن الواقع العنصري الفاشي الذي أصبح يحظى بشرعية ، بل وتأييد واسع في الوسط اليهودي داخل إسرائيل . أرييه إلداد هو عضو برلمان عن كتلة " هئيحود هليئومي " المتطرفة جداً ... لا يفوّت أعضاء هذه الكتلة فرصة أو حدث عام إلا ويطرحون فيه فكرهم العنصري الذي يحمل أبعاداً فاشية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل .

المناسبة التي دعت هذا العنصري المتطرف إلى طرح إقتراحه هذا يإلغاء الصفة الرسمية للغة العربية ، كلغة ثانية في إسرائيل ، هي "يوم اللغة العبرية " ، مدعباً أن إلغاء الصفة الرسمية عن اللغة العربية وعدم كتابة العربية على اللافتات الإرشادية في البلاد " من أجل إيجاد توازن صحيح وواضح ما بين مكانة العبرية كلغة الدولة وبين إحتياجات المجموعات التي تنطق بلغات أخرى في إسرائيل بما في ذلك الجمهور العربي" (صحيفة هآرتس 5-01-2005) . ونحن نسأل هنا لماذا أراد هذا العنصري المأفون إلغاء إستعمال اللغة العربية حتى على اللافتات الإرشادية ؟؟؟ هل ينوي حشرنا في "غيتوات" لا يسمح لنا الخروج منها لاحقاً ، وبذلك لا حاجة إلى إستعمال اللغة العربية على اللافتات الإرشادية ، لأن حرية التنقل والحركة ستكون لليهود فقط ؟؟؟. أم أنه ينوي تنفيذ مشروع حزبه بتنفيذ الترانسفير الجماعي للأقلية العربية الفلسطينية وبذلك لا حاجة لأستعمال اللغة العربية ، وفقاً لفكره الفاشي !!؟؟.

علينا التأكيد أننا لم نفاجأ من هذا الموقف الذي عبّر عنه نائب عنصري متطرف ، لكن الغريب أن تصريحاته لم تلق أي إستنكار من قبل الجهات الرسمية الحكومية وحتى غير الحكومية ، مما يجعلنا نشعر بأن هذه المواقف العنصرية - ذات المضامين الفاشية - أصبحت تجد لها دفيئة مناسبة لدى المسؤولين الحكوميين وغيرهم من قادة الأحزاب الصهيونية الأخرى !!؟؟. فماذا يقول عرب هذه الأحزاب ؟؟ ولماذا يصمتون ولا ينطقون حتى بالعبرية ،ويعارضون موقف هذا المأفون العنصري الذي بدأت بذور أفكار حزبه الفاشية تنمو وتكبر بسرعة داخل المجتمع الإسرائيلي .

في إستطلاع للرأي بخصوص مشاركة المواطنين العرب في الإنتخابات البرلمانية وإن كان لهم حق بتمثيل برلماني ، أُجري بين الشباب اليهود عبّر أكثر من 50% منهم عن رفضه لهذا الحق ، وطالبوا بإلغاء مشاركة العرب في الانتخابات البرلمانية وعدم السماح بترشيح أو إنتخاب عرب للبرلمان – الكنيست . نتائج هذا الإستطلاع خطيرة جداً ، فيها تعبير صريح وواضح عن الفكر الذي تغلغل في السنوات الأخيرة بين الشباب اليهود وقيادة العديد من الأحزاب اليمينية ، هذا الفكر يقوم على أساس رفض كل ما هو عربي ، رفض حق المواطن العربي بالمساواة ، وشرعنة قضية التمييز والعنصرية بل والفاشية ضده .

هذا الوضع يثير الغضب ويطرح العديد من التساؤلات الكبيرة ، ومن ضمنها أين جهاز التعليم الرسمي يا تُرى؟
. هل تخصص هذا الجهاز أصبح إطلاق العنان للفكر العنصري والتثقيف له ؟ أم أن هؤلاء الشباب يستمدون رأيهم الفاشي هذا من وزيرة المعارف ليمور ليفنات التي لا توفر فرصة واحده من أجل بث سموم الكراهية ضد العرب ؟؟!!. إننا نؤكد بهذه المناسبة أن كل من حمل الأفكار العنصرية والفاشية ضد أبناء الأقلية أياً كانت، أصبح فكره هذا لاحقاً فكراً عنصرياً وفاشياً ضد كل من عارضه الرأي حتى لو كان من أبناء جلدته . وعندها تصبح الممارسة ليس فقط تصريحات وتعبير عن موقف في إستطلاع رأي ، بل ممارسات قمعية فظيعة ضد أبناء الأقلية وغيرهم .

شركة " إلعال" للطيران مثال آخر للعنصرية

عندما يقرر المواطن العربي السفر إلى خارج البلاد جواً ، تبدأ رحلة العذاب والمعاناة التي تحمل معها الإهانة والتجريح ..بل وتعكس العنصرية الفظيعة التي تطبق ضده في المطار أو نقطة العبور الحدودية . حيث يتعرض الى ملاحقة ومراقبة متواصلة منذ وصوله إلى نقطة التفتيش الأولى على مدخل المطار ...وحتى صعوده سلم الطائرة ومن ثم داخل الطائرة أيضاً .


قبل فترة حدثني أحد المعارف ، وهو شخصية رسمية يشغل منصباً رفيع المستوى ، ويمثل فيه دولة إسرائيل في محافل دولية ... قائلاً:" كنت مسافراً إلى مؤتمر دولي رسمي ...مع وثائق لكن ذلك لم يشفع لي ، وتعرضت لعمليات التفتيش المهين في المطار ..وبعد تفتيش الحقيبة أبلغوني أنني لا أستطيع حملها إلى داخل الطائرة بل سأتلقاها في الدولة التي أسافر إليها ..في المطار .." وعندما لفت إنتباهه إلى غراية التصرف وأنه تصرف عنصري جرى معه لأنه عربي حتى لو كان يحمل صفة تمثيلية رسمية ، حاول التنصل من ذلك مدعيّاً بأن التفتيش هو عام
وللجميع !!؟؟. للحقيقة إستغربت من " سذاجة" هذا المسؤول العربي الذي يحاول بلع الأهانة ضده عن طريق القول بأن التفتيش هو عام وللجميع .

عائلة أبو عيّاش من قرية عيلوط الجليلية كانت في طريقها إلى رحلة إستجمام في العاصمة المصرية القاهرة ، وقد حجزت لها تذاكر للسفر على متن طائرة تابعة لشركة "إلعال" الإسرائلية . وفقاً للخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" يوم الأثنين 27 كانون أول 2004 يظهر أن السيد حسين أبو عياش وأفراد عائلته قد تعرّضوا لتلك الإهانات التي تجري في إطار التفتيش "الأمني" الذي يحظى به المواطنين العرب فقط ...حيث لا يكتفي رجال الأمن بالتفتيش العادي – الآلي للحقائب ، بل تم تفتيش الحقائب يدوياً والأجساد طبعاً ، لكن الغريب أن المسؤول الأمني في المطار قد أبلغ السيد أبو عيّاش أن الحقائب ستصله في الرحلة القادمة للطائرة لأستكمال التفتيش ... مما يعني وصول الحقائب بعد أسبوع أي بعد انتهاء فترة الرحلة ، الامر الذي دفع أبو عياش الى رفض الأقتراح والعودة الى بلده والسفر في اليوم التالي عبر مطار عمّان الى القاهرة .

الأمر المضحك المبكي يظهر في رد الناطقة بلسان مصلحة المطارات حيث تتهم العائله بأنها رفضت السفر بدون الحقائب ، لأن أسباب أمنية دعت الى إعادة تفتيش تلك الحقائب مما أدى الى تأخير الحصول عليها . هكذا إذن الضحية هو المتهم حسب المنطق الغير مفهوم للناطقه ومن أنطقها بهذه الأقوال ... إن مثل هذه التصرفات المهينة مع المسافرين العرب على متن طائرات شركة "إلعال" لا مثيل لها في عالمنا ... والمسافر العربي يدفع رسوم أمن ضمن التذكرة التي يحصل عليها من "إلعال" ..ليس من أجل دفع ثمن إهانته وملاحقته من قبل مهوسيين أمنيين يتم تعينهم من أجل ملاحقة ومراقبة وتفتيش وإهانة المسافرين العرب في هذه الشركة ، بل من أجل ضمان أمنه وفقاً لمعايير الشركة . هذه التصرفات هي تصرفات عنصرية خطيرة جداً ، ربما ستؤدي لاحقاً إلى إلزام المسافرين العرب في شركة "إالعال" على إرتداء لباس خاص أو وشاح مميّز لهم لتسهل عمليات الملاحقة والمراقبة لهم .

لقد حان الوقت لوقف هذا التفتيش المهين ، وربما أفضل وسيلة للتخلص من هذه الإهانات والتحقير الذي يدفع ثمنه المسافر العربي هو إعلان المقاطعة وعدم السفر في شركة "إلعال" وغيرها من الشركات الإسرائيلية ، التي تقوم بإستقبال المسافر العربي بمثل هذه الإهانات المزريّة والمخجلة جداً ...نعم مقاطعة المستهلك لشركة ومنتوجاتها هي خطوة إحتجاجية هامة ، يقوم بها المستهلك من أجل تغيير المعاملة وتحسينها . وعلى المسؤولين في وزارة المواصلات التدخل ووقف هذه الإهانات ضد المسافرين العرب ، لإنها غير مبررة ولا يمكن أن تتواصل تحت شعار "الأمن" .. من أجل تكريس ظاهرة عنصرية خطيرة لا يمكن السكوت عليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على