الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الاشتراكي . اختيار المعارضة , منتصف المخاض

محمد التهامي بنيس

2012 / 2 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قرار ممارسة المعارضة . هو منتصف المخاض

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – وبشهادة الجميع – زرع التناوب الديمقراطي مند حكومة التناوب سنة 1998 . ولكن الإسلاميين أكلوا الزرع سنة 2011 . وهذا ما يضعهم اليوم أمام امتحان صعب نتمنى أن يجتازوه بنجاح
وحيث إننا لا نريد للاتحاد الاشتراكي أن تذبل وردته بالحرارة الظرفية وموجة البرد التي تجتاح الأجواء والضوء الخافت للمصباح , فقد تم – بما لا يدع مجالا للشك دراسة الوضعية على ضوء نتائج اقتراع 25 نونبر 2011 ونتائج الحراك الشعبي في الشارع المغربي – تم وضع قائمة الإيجابيات والسلبيات من أي موقف : * المشاركة والاستجابة لدعوة رئيس الحكومة المعين .* أو عدم الاستجابة ولعدة اعتبارات أهمها الوضعية الداخلية للحزب بعد ثلاث حكومات وترجيح كفة الآراء الاتحادية الداعية لعدم المشاركة . * أو ممارسة المعارضة البناءة . على أن لا تكون مساندة نقدية مجانية , ولا معارضة سلبية تقوم على الاعتبارات الأيديولوجية فقط .* أو الاستجابة لنداء المواطنة الصادقة لبروز معارضة قوية – والاتحاد الاشتراكي كون مدرسة قوية للمعارضة أيام القمع . وستكون أقوى في ظل الفضل 10 من الدستور الجديد الذي يمنحها مكانة تخولها حقوقا تمكنها من النهوض بمهامها على الوجه الأكمل في العمل البرلماني والحياة السياسية . و لا نريد أن يطول انتظار القوانين التنظيمية أو القوانين بمقتضى النظام الداخلي لمجلسي البرلمان .التي ستحدد كيفيات ممارسة فرق المعارضة لهذه الحقوق
وحيث أننا في الاتحاد الاشتراكي مطالبون بالانتقال من مرحلة التشخيص وما راكمناه في هذا المجال خلال الفترة السابقة للمعارضة وخلال مشاركتنا في تدبير الشأن العام . إلى تثقيف المجتمع وإطلاع المواطنين بالملموس عن كل الانزلاقات الحكومية وكل محاولات نسف تنزيل وأجرأة الدستور التي قد يقدم عليها ويضمرها أعداء الحريات المدنية والديمقراطية والحكامة والحداثة والتقدمية ولوبيات الفساد المفسدة من أي موقع كانوا . وهذه واحدة من المسؤوليات الأساسية التي تجعلنا نطلق على قرار ممارسة المعارضة . أنه منتصف المخاض . ومستوجبات الحذر , الحذر من إجهاضه تتطلب اليقظة الدائمة
فالقرار كان سيد الموقف , وجاء سريعا وقويا وفق المرحلة – وإن كان تأخر منذ الحكومتين الأخيرتين لجطو وعباس , وبصفة خاصة منذ أن دخلت الكتلة الإنعاش وماتت سنة 2002 يوم وقف عباس الفاسي ضد إعادة الثقة في حزب الأغلبية بقيادة عبد الرحمن اليوسفي واشترط أن يكون التناوب داخل التناوب بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي , ولكنه خرس بمجيء إدريس جطو . والكتلة دفنت اليوم وأيضا بانفراد عباس الفاسي بقرار مشاركة حزبه في حكومة بنكيران وضرب شبح هيكل الكتلة عرض الحائط . القرار إذن هو قرار حاسم وخطوة نحو التخلص من مسببات الضغط التي حكمت على الحزب في هاتين الحكومتين . التفكير بطريقة مشوشة حتى لا أقول بعشوائية . وهو قرار يعبر عن وعي المناضلين بأنهم يعرفون ما يريدون وما أرادوه من العودة إلى المعارضة
وحيث أنه قرار ينطلق من مصلحة الوطن والمواطنين الذين ارتاحوا للمعارضة الاتحادية وسيرتاحون أكثر خلال مزاولتها على شكل بناء للتأكيد على أنه ما دام الوطن والمواطنون غاية للعيش الكريم والمستقر . فإن اليسار والتقدمية والمرجعية الاتحادية واليسارية . هي الوسيلة الأحسن والأهم لتحقيق تلك الغاية , وقد أبان رد الفريق الاتحادي بمجلس النواب ومجلس المستشارين , على الدخول الفعلي في ممارسة المعارضة القوية وتعرية الهفوات التي جاء بها التصريح واقتراح البدائل والشروع في التنزيل السليم للدستور وعدم الاستمرار في التراجع عن المكتسبات الوطنية والتي استهلت بالتراجع عن تمثيلية المرأة في الحكومة وضربت دستورية مكانة المرأة المغربية في أفق المناصفة
فلا بد إذن من الانخراط الأوسع في هذا الاختيار وضرب الجمود والشتات والتشتت والانعزالية التي لا تجدي نفعا إلا الحسرة واللوم . لإعادة روح النضال والمشاركة , إلى توهجها خدمة لليسار ووحدة اليسار من جهة وخدمة لمصلحة الوطن عامة . وقرار المعارضة أصبح واقعا ملموسا وتنزيله يحتاج ليسار قوي ومساند من طرف قواعده . والفرصة اليوم أكثر ملاءمة لأن اليسار كاملا أو - ناقصا بعد أن تأكد اختيار التقدم والاشتراكية التخندق في صف التشكيلة الحكومية المحافظة التي يرأسها بنكيران - هو المعبد لطريق التنزيل الديمقراطي على أسس تمنع التراجع وتقود إلى تقوية الوطن ونمائه وتقدمه .
فكفى من البؤس المرفوض شعبيا في كل مفاصل اليسار وخاصة منها الفصيل الذي انسلخ عن جلده وصار يرقص على إيقاعات وطبول الآخر ( ضمن حكومة محافظة ذات مرجعية دينية ومرجعية يمينية ومرجعية عنصرية ) . يحلم أن يشارك بوعي مغيب سعيا وراء مكاسب شخصية , هيمنت على مبادئ وأهداف الحزب وضدا على جبهة الرفض من الأطر والمناضلين الملتزمين بخط التقدمية والحداثة
إن استعادة الذات اليسارية لقوتها . أولوية مستعجلة ولو بمشروع تحالف . ولو دون الدخول في طوباوية التوحيد والإدماج . وعلى الاتحاد الاشتراكي أن يجسد وعيه بأن الكتلة انتهت / ماتت ودفنت . والخيار الوحيد والأوحد هو تقوية اليسار وتحالف مكونات اليسار , لأن القادم من الأيام لا يسمح بالخطأ أو الاستمرار في الخطأ
فاس . محمد بنيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة