الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائعة الحب مع الخبز

هيفاء احمد يحيى

2012 / 2 / 4
الادب والفن


بائعةا لحب مع الخبز

رن جرس الباب ركضن بناتي قبلي وبصوت واحد من
قالت بائعة الخبز
الكبيره ابتهجت ونادت ماما خبز
الثانيه صاحت اريد خبزا الثاله
اريد خبزا مع القيمر والشاي
ثلاثتهن تدافعن للوصول ايتهن اسرع للوصول الى الخبز الحار
خرجت اتابع الامر
رايت فتات في نصف العشرينات من عمرها مقتبل الثلاثينات تحمل طبقا من الخوص مغلف بقطعة قماش لحفظ الخبز حارا يسير خلفها ثلاثه من الاطفال اعمارهم اقل من اعمار بناتي الثلاثه ولكن حالا بدات لغة الاطفال واللعب والتحاور---- سارعت بائعة الخبز بتوجيه سؤال لي هل انت بحاجه لمن يساعدك في امور منزلك مثل غسا الصحون او تنظيف المنزل وبلمح البصر فهمت بانها بحاجه للعمل فبادرتها بالسؤال هل تفتشين عن عمل قالت نعم ظروفي صعبه فانا مطلقه ولي ثلاث اطفالواعيش مع اهلي وليس لي معيل --وقلت لها ومتى تريدين بدا العمل قالت الان قلت لها تعالي معيولكني كنت بطبعب اعتمد بعد الله على نفسي في اداء الاعمال المنزليه ولكني لااعلم فان شيئا تحرك داخلي اتجاه هذه المراه واطفالها وشعرت بانها تبيع لنا ليس فقط الخبز ولكن الحب ايضا بكلماتها التي تحما الطيبه والحنان
واستمرينا على ذلك لفترة اشهروتطورت العلاقه لتصبح علاقه تشوبها الصداقه وتحدثني يوميا عن حالها في بيت اهلها الصعب---ويف يتعامل اخاها معها وزوجته
ولكن من فضل الله علينا كنت احاول ان لا اقصر عليها ولا ارد لها طلبا والله يشهد حتى اني كنت لا اكلفها باي عمل صعب او ان تؤدي اي عمل لوحدهاوكنت اتابعامرها حتى عند غيابها
وجاءت يوماوقالت لي انا اعلم بانك تستطيعي ان تحصلي لي على ماكنة خياطهولان لي معارف قلت لها نعم استطيع فقالت لكي اعمل بها واخيط لاطفالي الملابس وسارعت بتلبية طلبها والحصول لهل على واحده


وهي رغم كل شئ لم تنقطع يوما من عمل الخبز لنا وجلبه حار لذيذاونجلس معا عند ساعة الغذاء لناكل وحقيقة كنت احبها
وجاء اليوم وقالت لي
انا بحاجه الى بعض النقود يوجد فتاحة فال اريد الذهاب اليها قلت لها انا اعطيك المال لكن لاتذهبي اليها قالت متوسلة تريد معرفة هل تستطيع ان ترجع الى زوجها وبيتها وتركتها هي تقرر لان لم اتحمل دموعها التي غرورقت بهه عينها وجاءت في اليوم التالي وقالت انا اشكرك وانا فرحانه جدا لان فتاحة الفال قالت بان زوجي سيرجعني شرط ان اذهب واسكب هذا الماء في غرفتي وسالتني عن خطه لكي تذهب وقالت سالبس ثياب حمراء لو ان زوجي ارجعنيوسادعوا لك بكل الخير لانك اقرب لي من اهلي جميعا
وجلسنا الاثنتيين نفكر بطريقه --كان همي ان اجعلها تشعر بالسعاده وان يوجد انسان مهتم بها
وبادرتها بالسؤال هل لديك ملابس انت واطفالك في بيت زوجك قالت نعم قلت لها اذهبي بحجة جلب الملابس قولي لزوجك اطفالك بلا ملابس وعندما تدخلين الغرفه اسكبي الماء واننتظر وسرعان ماسجابت وعملت بالخطه ونجحت ولكن لطيبتها وصدق نيتها بالرجوع لزوجها من اجل اطفالها اسجاب رب العالمين لمطلبها ودعاءها في اليوم التالي جاء زوجها الى بيت اهلها وكلمهم لارجاعاءها الى بيتها
وجاءت مهللة مستبشرة فرحه بما من الله عليها واستجابة دعاء
وقالت اطلب منك طلبا اخيرا
بناتي الاثنتيين فهي لديها ابنتين وابن واحد
مجتاجتيين الى بعض الملابس لكي يلبسنها غدا عندما نذهب مع والدهن
وبما اني لدي بنات قمت بعزل ملابس لهن
وعندما رجعتقلت لهل هذا الكيس يحوي على بعض الملابس لباتك ولكنهذه نقود اذهبي واشتري لابك ملابس جديده
وللمره الاخبره رايت بان عينيهل لغرورقت بدموع الفرح
وقلت لها لاتنسيني انا وبناتي ننتظر خبزك الذيذ الذي حمل الحبمعه
وذهبت وشعرنا بعدها بالوحشه
حتى كنا نتابع امورها ونذهب سؤال والدتها عنها وكانت والدتها امراه طيبة القلب كانت تقبلنا وتشكرني لاني وقفت بجانب ابتها طول هذه الفتره وبعد حين رن جرس الباب وجاءت اخرى لتبيع لنا الخبز وسالتنا هل تريدون خبزا وعندما هممنا بالخروج عرفتها انها زوجة اخيها بسرعه اجبنا لا نريد خبزا بلا حب
انت من اذى تلك المراه التي حملت يوميا لنا حبا مع الخبز
فلا نريد خبزك سوف نبقى على العهد ننتظر خبزها والحب
ومرت اشهر ورن جرس الباب وكالعاده اسرع البنات وبصرخه واحده ماما تعالي انظري من عللى الباب انا بائعة الخبز مع الحب فبناتي تعلمن الكلمه لكثرة مارددتها واخذن بسرعه باللعب مع اطفالها وتقديم الحلوى والبسكويت لهم وقالت انا احبكم كثيرا فعدما قدمت لزيارة اهلي قمت بعمل الخبز لكن لكي يبقى عهدا بيننا على دوام المحبه
اسال عنك اليوم اين انت واين انا--انا اذكرك هل تذكريني اتمنى ذلكربما نلتقي مرة اخرى وتحملين لي الخبز الطيب طيبة اهلنا وحبهم الذي يؤكل مع الخبز الطاهر
تحية لك من كل قلبي ووجداني


بعيدا عنك ياوطني
بائعة الخبز جاءت تسالني
هل تودين خبزا حارا من صنع يدي
ومن تنوري الطيني الحار
يحمل الطيبه والحنان
قلت -نعم
اشتقت لك
ولخبزك
ولذلك الصباح عندما -- تنقرين الباب
واقول من
وتقولين انا بائعة ---- الحب ---- مع الخبز
هل تذكرين - عندما افطرنا معا
هل تذكرين-----
كلماتك كانت تخترق كياني
وانت تشكين
حالك
اتعبتك السنيين
ترى اين انت اليوم
وكيف حال خبزك ---ايبكي معنا -------- فراقنا
ام فقد ذاك المذاق
فقد اصبح كل شئ مغشوش
ولكن ثقتي
بان خبزنا -- سيعود
وتنورنا
وسالتقيك ثانية
يابائعة الخبز والحنين

هيفاء احمد يحيى
كروب نحن نعمل من اجل الانسانيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟