الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات الكويتية وماذا بعد...

فينوس فائق

2012 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


كتبت في عام 2005 و على أعقاب إعلان نتائج إنتخابات مجلس الشعب الكويتية مقالة أثنيت فيها على الدور الذي لعبته المرأة الكويتية في اللعبة الإنتخابية أمام نظيرها الرجل و الإنتصار الباهر الذي حققته أمام التيار الإسلامي السلفي، فعدت و كتبت عام 2009 مقالة أخرى نشرت آنئذ في جريدة أوان الكويتية قارنت فيها تجربة النساء الكويتيات بتجربة نساء كردستان و صعود أسماء نسوية إلى داخل قبة البرلمان في 2009 والتي تزامنت مع مشاركة حركة التغيير التي تطالب بالتغيير الجذري في الحياة السياسية و الإدارية في كردستان لأول مرة في إنتخابات برلمان كردستان.
عدنا مع مطلع هذا العام 2012، و تابعنا بنفس اللهفة الإنتخابات الكويتية، و ما كان يهمني بطبيعة الحال كإنسانة هو إنتصار الصوت الحر و الممارسة الديمقراطية في أي مكان في العالم على الممارسات الدكتاتورية و كبت الأصوات، وقد أحزنني –صدقاً أقولها النكسة التي منيت بها المرأة الكويتية و تحديداً النساء الأربعة و إخفاقهن في الحفاظ على مقاعدهن في البرلمان.
نعرف جميعنا أن اللعبة الإنتخابية في أي مكان و مجتمع كان تحكمه قواعد و عوامل عدة ، أهمها صوت الناخب، إضافة إلى أن الممارسة الديمقراطية توازياً مع لعبة السياسية في حد ذاتها سلاح ذو حدين، والأهم من هذا كله يلعب وعي الناخب الدور الأكبر في المعركة الإنتخابية برمتها. أن يقرر الناخب من ينتخب و من لا ينتخب، هذا هو المحك.. و الناخب الكويتي اليوم قرر أن يعطي صوته للمعارضة الكويتية بقيادة الإسلاميين، و أن لا يعطي صوته للتيار الليبرالي الذي دخلت من خلاله المرأة البرلمان عام 2005. فكان النصر الأكبر هذا العام للمعارضة الإسلامية من السنة اللذين هم من تيار الإخوان المسلمين و التيار السلفي.
نستنتج من هذا كله أن نجاح التيار السني – السلفي في إنتخابات مجلس الشعب الكويتي إنما هو إشارة واضحة للمد السلفي الذي وصل أغلب البلدان العربية و التي يسميها البعض ببلدان الربيع العربي. ولا يخفى علينا الأزمات السياسية التي عصفت بالحكومة الكويتية و البرلمانات المنتخبة التي توالت في الكويت. فالسؤال الأكبر هو: هل جاء الإنتصار لصالح التيار السلفي السني في الكويت لكي يطوي مرحلة الأزمات السياسية و يطرح أفضل مالديه من بديل؟ أم يأتي ليزيد الوضع أزمة فوق أزماتها؟
لكن بداية هل تراجع الناخب الكويتي و ندم على صوته الذي منحه عام 2005 للتيار الليبرالي وتحديداً للعنصر النسوي لتصل إلى داخل مجلس الشعب؟ وجاء اليوم ليمنحها للتيار السلفي إنما فقط لكي يدعم إخوته في الدين في بلدان الربيع العربي؟ هل منح صوته لإسم الحزب أو خلفية المنتخب الدينية، أم أعطى صوته للبرنامج الإنتخابي؟ وإذا كان منح صوته للبرنامج الإنتخابي هل يعقل أن يكون البرنامج الإنتخابي للتيار الإسلامي السلفي أفضل من برنامج الليبراليين في هذا العصر الألكتروني؟ وهل مخاطبة العقلية السلفية أثناء الأزمات مع الحكومة ستكون أسهل من مخاطبة العقلية الليبرالية؟ ثم كيف من الممكن أن يتناقش السلفيون حول مشاكل المجتمع و كل ما يتعلق بحقوق المرأة في هذا العصر التكنولوجي و زمن العولمة؟
عن نفسي لم أتفاجأ بصعود التيار الإسلامي السني إلى البرلمان في الكويت و لا أستبعد ان يحدث ذلك في تجارب أخرى في المنطقة، هذا إذا أخذنا بعين الإعتبار المعطيات الحالية على أرض الواقع و ما يعصف بالمنطقة وإستغلال نشاط الشباب الثائر لمصلحتهم الشخصية.
الآن أرى بوادر الوحدة العربية تتحقق في الكثير من تجارب الدول العربية، فيأتي المد السلفي المتشدد لكي يحيي حلم بعض القادة و على رأسهم صدام حسين المقبور الذي كان ينادي بأمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة، وليأخسأ الليبراليون و يخسأ الصوت الحر و حقوق الإنسان و حرية التعبير... ألخ
تأتي نتائج هذه الإنتخابات في الكويت لتزف إلى العالم أن ما زرعته أمريكا و السوفييت في المنطقة من بذور إسلام متشدد، سلفي لم يذهب سدى، وهاهم اليوم يعتلون سدة الحكم لكي تبقى تمثل أمريكا دور المادفع عن حقوق الإنسان في المنطقة و تبرر وجودها للأبد، و يبقى سوق أسلحة السوفييت قائماً..
أما ما يخص نكسة المرأة الكويتية، فأجده أمر طبيعي في مجتمع إسلامي مثل المجتمع الكويتي و نظيراتها في المنطقة إذا كان صوتها مجير لولي أمرها الذي هو الرجل. و السؤال الأخير هو: ماهو الجديد الذي سيأتي به الإسلاميون السلفيون للكويت؟ الشريعة موجودة منذ آلاف السنين، السنة النبوية و الأحاديث و القرآن كلها موجودة وهي جاهزة لكي تقاس عليها القوانين أو يتم إعادة تعديل قوانين تعديلها إبان وجود النساء داخل قبة البرلمان، ماهو المشروع الإصلاحي الذي قد يأتون به لكي ينهون به أزمة الحكومة مع آل الصباح؟ وأخيراً وليس آخراً جاء إنتصار الإسلاميون في الكويت على الليبراليين، لسببين –حسب تعليق أحدهم على الإنترنت- هو أن الإسلاميين يملكون ما يشترون به الأصوات، كما بإمكانهم شراء الأسلحة التي تكبت الصوت الحر أما الليبراليين فلا يملكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة