الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النادي الأهلي و النادي المصري نتيجة بائسة

جقل الواوي

2012 / 2 / 5
الصحافة والاعلام


الطريق العائد من بور سعيد الى القاهرة اطول من ذلك الذاهب إليها، الأسفلت أكثر سوادا و السكك الحديدية حارة رغم برودة الطقس الأعلام الحمراء إزداد احمرارها،و الأجساد الطريه التي لاكتها الأرجل و الأيدي و الحديد المشحوذ ملفوفة بسرعة برايات مهزومة، تحتضنها اكف رفاقها و لوعة في النفوس لم تخفف منها نبرة مقدمي البرامج المتشنجه،لم تفلح دموع المعلقين و لاصراخهم بتقديم العزاء لكرة القدم، الجمهور المنتشي بالنصر و المزهو بظفر فريقه أراد أن يشرب نحبا فجاء مرا و قد تعمد بدماء أربعة و سبعون ضحية كانت لها عيون و حناجر و أمل بالفرح، تبعثرت على بساط اخضر خلق ليحتضن الكرات الهاربة و لكنه تحول الى كفن جماعي مخيف ينتصب كالفزاعة لكل من بقي على قيد الحياة بعد إنتهاء مباراة الأهلي و المصري.

ما أن اطلق الحكم صفارة النهاية حتى أنقضت مجموعة كبيرة من جماهير المتفرجين نحو لاعبي الأهلي المنهزمين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، أطلق لا عبي الأهلي سيقانهم للريح و تسابقوا الى المكان المخصص لهم داخل الملعب، حاول بضع رجال الوقوف في وجه الجحافل المندفعة و لكن الموجات الهائجة كانت أقوى من أن توقف،شد رجال الشرطة تروسهم الى أجسادهم و غرسوا روؤسهم بين أكتافهم أرادوا أن تتضائل أحجامهم و لعلهم رغبوا بأن تبتلعهم اعشاب الملعب الخضراء.كانت عيونهم تتابع الإندفاع بوجل و خوف لم تتمكن سحناتهم الحائرة من كتمانه، لعلهم كانوا ينتظرون أوامر بالتدخل و لكنها لم تأت أبدا.و انفرجت الضجه عن أربعة و سبعون جثة كانت لرجال عشقت كرة القدم حتى النفس الأخير.

تكاد تنعدم إنجازات النادي المصري الرياضية و هي تقتصر الى فوز يتيم بكأس الإتحاد المصري أحرزه في عام 1998.و لكن ولادة النادي و شعاراته جبلت باحداث وطنية هامة فقد ترافق تاسيسية مع ثورة 1919 و أتخذ لونه الأخضر المميز من لون العلم المصري القديم ذو الثلاث نجمات و الهلال، أما اسمه فقد كان بوحي من أغنية سيد درويش الشهيرة "قم يا مصري" و عاصمة النادي المصري مدينة بور سعيد و هو ثغر عزيز من تغور المحروسة وقف برجولة في وجه هجوم ثلاثي انتهى بفشل ذريع.أما شعاره فنسر أسطوري يرفع جناحية عاليا و كأنه يرقص.

أجواء المباراة كانت مشحونة و ملتهبة بصواريخ نارية صينية الصنع أستقرت حيث يمارس لاعبي الأهلي تمارين الإحماء،تم احتواء الأمر و بدأت المباراة بعد احد عشر دقيقة احرز الأهلي هدفا راسيا "رائعا"،و حبس المصراويون انفاسهم و أرواحهم التي بلغت الحناجر، في الدقائق العشرين من المباراة تهاوى دفاع الأهلي و أخطأ كثيرا فسجل المصري ثلاث مرات.كانت جماهير المصري تدخل الى أرض الملعب باعداد كبيرة عقب كل هدف، و رجال الأمن يجلسون كمتفرج حيادي، لا تستنفر حميته أهداف المباراة و لا تستفز واجباته الجموع المندفعة.

العلاقة بين رجل الشارع العادي و رجل الأمن في مصر بعد الثورة اصبحت تحمل تعقيد معادلات الكيمياء العضوية يخاف الطرفان بعضهما البعض،و الإعلام متشنج يخلق صورة يحاول بها حماية نفسه و و مازالت ذاكرته ملوثة بإرث قديم، و التعلق بالفلول يشبه نظرية المؤامرة التي لا تريد أن تغادر مكانها الأثير.حدثت ذات المأساة في قلب أوروبا الغربية في ملعب خيمت عليه غمامة سوادء في إحدى أمسيات أيار عندما سقط تسعة و ثلاثون مشاهدا في "نهائي الموت" بين ليفربول و يوفنتوس على ملعب هيسل في بروكسل. تشتد حمى النصر فلا يقنع الخصم بمجرد الظفر و لا يرضيه الفوز بضربه قاضية و يصر على أن يجهز على الجسد الملقى على الأرض فلا يتركه إلا مضرجا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر