الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يريد ينجح بالزغل ......سعّودي

علي بداي

2005 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كم هو مبتلى،ومستباح هذا الجيل العراقي الذى ولد في الفترة المظلمة بين امتلاك البعث وال المجيد العراق وفقدانهم العرش راكضين باتجاه الجحور المظلمة, هاربين بما غلى ثمنه وخف حمله؟شبع هذا الجيل قتلا وتعبا وفقرا, لم يتبق صنف من اصناف الاهانة والاذلال والتجهيل لم يجّرب عليه, خيضت به الحروب المختلفه تحت مسميات شتى, وصل باب المقدس على جناح الشعارات وحرر الجولان في اجتماعات القيادة القطرية فكانت النتيجه ان نام نصفه في المقابر ووقف النصف الاخر امام محاكم الثورة وقيادات الشعب لنيل جزاءه" العادل" وحين تحررت اقدامة من ثقل البساطيل وفتحت امامه ابواب الحرية الواسعه فوجئ هذا الجيل بالعدد الهائل من الاحزاب الديموقراطيه التي تتبارى مستخدمة كل بلاغة العربية لاقناعه بديموقراطيتها واحترامها لحق الانسان!
اصرار غريب على التنصل من ارث الماضي الثقيل وكان ليس للتاريخ ذاكرة!!
حتى انني بت اكرر:ان ليس لدي خشية من تزوير نتائج الانتخابات بل من تزوير برامج الاحزاب المتقدمة للانتخابات, خشية تعتريني من الوصول الى عقل الناخب بوثائق وجواز مرور وسيرة ذاتية مزورة!
لوقال السيد نصير الجادرجي ان حزب والده كان ديموقراطيا ويريد هو الاستمرار على نهجه لوجدنا في التاريخ مايسند قوله ولو قال الحزب الشيوعي ان السبب المباشر لارهاب البعث الذي حاق به كان بيان اذار 1978المطالب بالديموقراطيه واصراره على عدم سحب البيان من السوق استجابة لطلب صدام حسين لوجدنا في التاريخ مايسند هذا القول, ولو كرر هذا الحزب ان الديموقراطيه للعراق كان شعارا لعمله لسنين طويله لوجدنا في التاريخ مايسند هذا القول ولو قال السبد البارزاني مثل ذلك لما شكك احد في صدقه, اما ان تعمد جماعة علقت قادة حزبيين مدنيين غير مسلحين الا بافكارهم على المشانق الى تسمية نفسها بالديموقراطية ونعت فترة المشانق والسجون التي ميزت حكمها بفترة الحرية فذلك مايقع فوق مستوى الكذب البشري المعروف لدى الناس!
ان من يحلل قتل الانسان بسبب اراءه السياسية لايمكن ان يحترم اية حقوق اخرى للانسان!ومن يتدخل في اخص خصوصياته فيفرض عليه مايتوجب ان يلبس ويقرا
ومن يمنع عنه الموسيقى والسينما لايمكن ان ينتمي لعصرالتمدن الذي انجب الديموقراطيه!ومن يضع نفسه او حزبه وسيطا بينك وبين الله لايمكن الا ان يكون طامعا في استغلال اسم الله ونفوذه لان الله ليس بحاجة له و لوساطته ف"الله اقرب للمرء من حبل الوريد",وبهذا سيحشر هذا الوسيط نفسه في اعماق اعماقك , في دمك , وسيحصي عليك انفاسك ونبضات قلبك مدعيا الوساطة لك!
يتحدثون عن التداول السلمي للسلطة لكنهم يعملون من الان لتاسيس سلطة لايمكن تداولها, سلطه متخشبة, مسمرة الى نصوص في القانون لاتقبل حراكا ولا تسمح بجدل وتكفر كل معترض.
حكاية هذه الاحزاب والجماعات التي وجدت نفسها فجاة امام استحقاق لامفر منه اسمه الديموقراطيه, هذه الاحزاب والجماعات التي تحاول تمرير" ديموقراطيتها" على هذا الجيل المبتلى,غير المطلع" رغما عنه" على التاريخ العراقي لتقوده فيما بعد الى الدهاليز المظلمه متناسية ان برامجها وافعالها وتراثها ليس لها علاقة بالديموفراطية, تذكرني بقصة حدثت اثناء وجودي السري في منطقة باب الشيخ نهاية السبعينيات:
كان لابراهيم النجار احد مطربي المربع ابنا اسمه سعد, قد وصل الى الرابع الابتدائي دون ان يتمكن من كتابة اسمه دون اخطاء, وقد كان رعب سعد يصل ذروته عند نهاية السنة الدراسية واقتراب موعد اعلان نتائج الامتحانات حيث النتيجة المتوقعه وخيزرانة الوالد اللاسعة. وزعت النتائج النهائية وحصل سعودي على درجة 2 باللغة العربية
ويبدو انه قد توقع النتيجة فاستعد لفعل من شانه ان يجنبه عقاب الوالد مؤقتا والاستمتاع المؤقت بالعطلة الصيفية فهيا محاية حبر قاصدا لوي رقم 2 ليصبح 5 ومسح الخط الاحمر تحتة ثم تغيير كلمة" مكمل" الى ناجح" وهي مهمة ليست سهلة ومحفوفة بمخاطر تمزق او حك الورقة اثناء المسح, لكن بعض المشفقين على حال" سعّودي" من الطلبة الكبار ساعدوه وانجزت المهمه ببراعة فاقت التوقعات.
لكن" سعّودي" وفي غمرة ارتباكه واستعجالة لكي يركض مع الراكضين صارخا ناجح.... ناجح...نسي ان ينتبه الى ان بمقابل رقم 5" الدرجة رقما" الذي زوره لاتزال كلمة اثنان باقية تحت عمود " الدرجة كتابة" !!
وهكذا دلف الى دكان ابيه الذي كان منغمرا مع فرقته باداء احدى وصلات المربع وهو يصيح... ناجح..ناجح... تناول ابو سعد الشهاده من ابنه والقى عليها نظرة حارقة واستمر بالغناء :
هاي قصه حيرت كل البلد اشلون خمسه " اثنان" تصبح ياسعد
اليوم اشوفك خيزران الما انوجد ياربع كلكم دصيرو اشهودي

يريد ينجح بالزغل......سعّودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ