الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار أن تشرق الشمس في الأمم المتحدة

فريد يحي

2012 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


"كلاهما تلعبا وفقا لقواعد الشيطان،إنهم يعارضون أحلامنا وحقوقنا "،هذا الكلام جاء على لسان اليمنية المتحصلة على جائزة نوبل للسلام" توكل كرمان"،وهي تنتقد كل من روسيا والصين،بشأن "الفيتو" المرفوع ضد القرار الاممي بالشأن السوري. فالعالم عامة،والعرب خاصة سواء منهم الذين عرفوا الربيع،أو الذين لم يعرفوه بعد ،استنكروا هذا الموقف،محاولين الفهم ،حيال سلوك هاتان الدولتان لطريق دعم جرائم القتل.وفي الوقت الذي لا يحتاج فيه العالم والعرب،لتفسير موقف القادة الصينيين المستبدين،فأنهم يقفون متعجبين لموقف دولة،تعتبر أنها تصنف من الدول الديمقراطية.

ببساطة روسيا حاليا لا تفي بالمعايير لبناء نظام مستقر للأمن.فعامل انعدام الثقة موجود
على الجانبين ،أقصد في كل من دول حلف شمال الأطلسي وروسيا،فكلاهما لا يزال يتصور الجانب الآخر كتهديد له. على الرغم من أن خطر المواجهة العسكرية في أعقاب انتهاء الحرب الباردة،قد أصبح من غير المحتمل، على المدى القصير والمتوسط.

روسيا كانت إمبراطورية واسعة النطاق، أطلق عليها اسم الاتحاد السوفيتي. لديها الكثير من النفوذ في الشرق الأوسط، زمن الحرب الباردة، دعمت حكام عدة في المنطقة ، على سبيل المثال، عبد الناصر في مصر ، القذافي في ليبيا، أو حافظ الأسد، والد بشار العنيد في سوريا. ذهبوا كلهم،وانهارت هذه الإمبراطورية السوفيتية، ولم يبقى لوريثها،إلا أحلاما كبيرة في مخيلة القيصر القصير،الموناشوري "فلاديمير بوتين ،الذي لا يوفر جهدا في التلذذ بالجلوس على كرسي الحكم،متنقلا بين رئاسة الدولة ،ورئاسة الحكومة،كالآلة الكاتبة،مفصلا مواد للدستور،تضمن له هذه اللعبة،هذه الأحلام الامبريالية،تصر بالمحافظة،على العلاقات الجيدة مع الأسد في سوريا ، فموسكو لا تريد الآن التخلي عن حلفاء لهم،يمثلون من الناحية الجيوستراتيجية،البلد ألأكثر حداثة في الشرق الأوسط منذ الحقبة السوفيتية ... إن سوريا ببساطة مهمة جدا ، لا سيما في وقت الانتفاضات ضد الأنظمة المستبدة الحاكمة، وانسحاب الأميركيين من العراق.

بوتين ...وروسيا، على الأقل القليل يحتاجان إلي قاعدة آمنة في المنطقة، على ساحل سوريا. فموسكو تعتبر طرطوس قاعدة بحرية لها على البحر المتوسط. والمنفذ الذي لا يتجمد في الشتاء ،خاصة متى عرفنا إن للقوات البحرية الروسية خاصية لا يستهان بها،بالإضافة إلى ذلك بيع ألأسلحة إلى دمشق، والمساعدة في مجال النفط والغاز السوري.

في ظل مجرد الفعل ورد الفعل،أصبح هناك اليوم في أوروبا ،تيار يدعو الآن إلي إشراك روسيا في الشأن الأوروبي والأطلسي ،والعمل على الحد من انعدام الثقة الموجود حاليا بين الجانبين ، وذلك باعتماد الشفافية في يخص المجال العسكري ،وتحديد الأسلحة التقليدية في المنطقة . بالإضافة إلي تعزيز التعاون بين المؤسسات. فلا يزال هناك نقص في فعالية المنظمات القائمة، سواء في مجال الأمن أو التعاون،الذي من المفترض أن يشمل جميع الدول من فانكوفر إلى فلاديفوستوك، وبالتالي روسيا.وأخيرا يجب أن يظل هدف دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ،هو العمل على إدماج روسيا في المجتمع الغربي،حتى تتورط في تبني القيم المتمثلة في الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان. فالروس حددوا مسألة العلاقة بين بلادهم و الأسد،عندما صرحوا في المؤتمر الأمني في ميونخ،قائلين "نحن لسنا أصدقاء السيد الأسد،ولكن ينبغي على مجلس الأمن الدولي، أن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول.

إن روسيا والصين لم يجدا حرجا ،ومندوبهما يرفعون يداهما بالامتناع عن القبول بمشروع القرار الاممي والخاص بسوريا ،فهم يستندان على رد الفعل،أمام ممارسة الغطرسة لا تطاق في بعض الأحيان من قبل الولايات المتحدة، بالمقارنة مع أوروبا، الصين، و روسيا. فالولايات المتحدة داومت باستمرار على استخدام حق النقض، مقابل مشاريع القرارات التي تدين السياسات الإسرائيلية غير القانونية. حتى أن القيادة الصينية التي تنتهك حقوق الإنسان، لا تخفي ضحكها أمام ادعاء أن للولايات المتحدة مصداقية،إضافة إلي المعاير المتناقضة التي تتبعها عندما تشير إلى حقوق الإنسان الدولية،خلال جرائم الحرب التي ارتكبتها في العراق، ولازال ترتكبها في أفغانستان.

هذا القرار ،لم يجعل للمنتفضين السوريين بد من سلوك درب واحد في ظل هذا النظام القمعي ،الا وهو الحرب ،فذات مرة قال كيسنجر ضع الغطاء على القدر وانتظر حتى ينتهي الأمر ،لربما حرب أهلية بشكل جيد للغاية ، طالت أو قصرت ستكون في صدارة المتطلبات ،ولكن نجاح هذا الأمر يعتمد على تسريب هذه الحرب عبر الحدود،عن طريق توريد الأسلحة،وتهريب المقاتلين.للعلم فأن " المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أعلن في نوفمبر 2011 بأنه أجرى محادثات مع المجلس الوطني السوري، كما أنه يفكر في إرسال الأسلحة والمتطوعين..."

أحيانا تكون مجبرا على اتخاذ قرار لأجل فقط حماية الناس ضد نظام الاستبداد بالوسائل العسكرية، حتى ولو كنت من أكثر المتحمسين للحفاظ على موقف سلمي ،فالسلم هنا يعني موت مئات من السوريين،والواقع أن هناك دائما أشخاص يكونوا مستعدين للموت بكل رضاء،وهم معتقدين بإيمانهم،من أجل رفع غبن السلطة،وقهر الطغاة في هذا العالم،فحتى لو لم تكن هجمات المقاومة على مستوى عال من النجاعة،إلا أنه، يبقى للذين يخاطرون بحياتهم الخاصة ضد الدكتاتورية القاسية، استحقاق الاحترام والتقدير الاسمى من كل شيء.

الم يحن الوقت،أو بالأحرى ينبغي لمجلس الأمن ،أن يتألف فقط من الدول الديمقراطية ، فالدول التي حققت نجاحا لا نظير له في ممارسة الديمقراطية ،مثل الدول لاسكندنافية،ونيوزيلندا، اليابان، كندا،وحتى مؤخرا تشيلي،أصبحت لا تنفك عن السخرية،وهم يشاهدون قياصرة موسكو وطغاة بكين، يبكون على مدى الآلاف من البشر، من أجل الحرية،بينما يدعمون في الوقت نفسه، الدكتاتوريين في فعل القتل .

إن حق النقض "الفيتو"، لابد أن يتوافق استخدامه مع الإحساس بالانتماء للمجتمع العالمي والأمم المتحدة لغرض السلام والحرية.وليس فقط من أجل الحفاظ على السلطة من الطغاة الآخرين. لا يهم أين يحدث الضرر ، سواء على أراضي الولايات المتحدة الأميركية ، الأراضي الروسية أو حتى السورية،فالجرائم البشعة تبقى دائما جرائم بشعة ،ولابد أن تسمى باسمها، بغض النظر عن مكان وقوعها ،وطالما أن الأيديولوجيات... لا الحقوق، هي التي تقود البشر،فلن يغير من الأمر شيئا!..والتفكير ضيق الأفق على مستوى العالم،لن يجلب السلام على أية حال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات