الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفيون على ذمة التحقيق

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وسادة من ريش نعام، مصنوعة بعناية من أناس متخصصين بأمور الصحة والمساج، وسادة ترتدي أجمل وأثمن أنواع الأنسجة ومذيله بختم صناعة يدوية، وفراش وثير يضاهي جودة الوسادة. الوسادة ليست خالية، بل تحمل رأس لا ينام، رأس لا يستطيع حتى النوم، رأس ليست مثقلة بهموم الحياة وتدبير لقمة العيش، فهذه الأمور وان كانت ثقيلة على من يعانيها فأنها تبقى لا شيء أمام فساد النفس وضلالها، أمام بطش النفس وارتكابها لشتى أنواع الضلال عن الحق. هناك قاعدة تربط بين الأخلاق والسعادة، فكلما سمت النفس بأخلاقها كلما زادت سعادتها.
لدينا فساد والمطلوب فضحه، لدينا لائحة اتهام موجهة إلى عدد لا يستهان به من الصحفيين الأردنيين ممن لهم علاقات مشبوهة مع كبار المسئولين ممن أدينوا بقضايا فساد مالي، لا يجب أن تمر مرور الكرام. لدينا نحن كشعب حالة من عدم الاستقرار حتى لم نعد نعرف إن كان ما نتعرض له من قضايا هو محض حقيقة أم خيال، كثير من أصحاب القرار باتوا يبتدعون الكثير من القصص ويصدرونها إلى عامة الناس، كشعب لا نسعى لتوجيه الاتهام لأحد من باب التنفيس، بل نسعى نحو الحقيقة. الخطورة أننا أصبحنا نعيش حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي من كل حدب وصوب ، حتى أصبح حالنا الشكوة التي لم نعد ندري من المسئول عن إحداثها، مثل هذه الأزمات تجعلنا ندور في متاهة قضايا وأزمات مفتوحة ومتلاحقة وكأن هناك من يعمل على إطالة أمد تلك الأزمات والإضرابات المتكررة إضرابات معلمين ممرضين عمال إضراب أصحاب محلات إضراب عمال الزراعة حتى ضعنا بين حانا ومانا.

أمام مثل هذه الويلات كان الأمل بسوط الصحافة في إيصال الحقيقة لعموم الناس بحيادية ودقة وموضوعية وتسامح، كان الأمل أن تكون الصحافة هي العين الساهرة على كشف الفساد وإشاعة روح الصحوة لعموم الناس، كان الأمل بالصحفي أن يكون باحثا عن الحقيقة وليس لاهثا لجمع المال وتشويله. رؤوس عديدة أينعت من الصحفيين من غير وجه حق، رؤوس عديدة من الصحفيين كبرت وتطاولت مع بعض المسئولين وحان قطافها وكشفها ليس بأول حرفين من أسمائها بل بكامل الاسم، صحفيون يقفون الآن على ذمة التحقيق في قضايا فساد.
مهمة الصحفي هي اطلاع الناس على المعلومة وهذا لا يكون إلا إذا كان مستقلا يعف عن قبول الهدايا والعطايا متجنبا إقامة علاقات شخصية مع المسئولين حتى يتمكن من انتقادهم ومحاربة الفاسد منهم، يعبر عن المصلحة العامة وليس عن مصالحه الضيقة.
يقول الشاعر ادونيس يصدأ اللسان من كثرة الكلام، وتصدأ العين من قلة الحلم، لا نضيف كلاما آخر حين نقول أن اللسان بات يلهث من شدة الوعورة في الألفاظ، وان الحياة باتت أضيق من ثقب إبرة من بؤس ما ترى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة المرّة
غلبان عبدالواحد ( 2012 / 2 / 7 - 11:19 )
اصبت كبد الحقيقة المرّة استاذة
حتى متى يبقى الجميع ينتظر المجهول؟؟؟؟؟؟؟؟
حتى متى يبقى المسؤول في البلاد العربية لا يقدّر عقول المواطنين ؟
كفى استخفافا بعقول المواطنين ....ولتعودوا لرشدكم اليها المسؤولين
لتعملوا وفق ما امر الله
اتقنوا اعمالكم
ولا تدعوا الفساد ينخر عظامكم
وعظام المواطنين


2 - الاستاذ غلبان عبد الواحد
عبله عبدالرحمن ( 2012 / 2 / 7 - 11:38 )
تحياتي استاذ عبد الواحد اصبت انت ايضا حين قلت اننا نعيش في الحقيقة المرة او حتى ان صدقنا القول نستطيع ان نقول اننا في الطرف الاخر من الحقيقة التي لم نعد نعرف لونها او شكلها فالكل بات يلون الحقيقة على مرماه حتى اصبح لدينا الكثير من الحقائق ، نحتاج ان نعرف طريقنا والى اين نتجه تحياتي اليك


3 - الحمام الزاجل
سيمون خوري ( 2012 / 2 / 7 - 17:03 )
الأخت عبلة الكاتبة المحترمة عندما يتحول الصحافي الى حمام زاجل يفقد دوره . وعندما يتحول الى متسول تنهار مصداقيته. الصحافي هو عين وضمير الشعب وليس مبخرة لأحد. مع التحية لك


4 - الاستاذ سيمون خوري
عبله عبدالرحمن ( 2012 / 2 / 8 - 08:54 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري تحياتي اليك. جمال الكلام والتعبير نعمة وانت تمتلك من نعيم الكلمات وسحرها الكثير الكثير ، ما اجمل تعبيرك حين قلت الصحفي ليس مبخرة لأحد حتى يكون معطرا او مزخرفا لفساد الكلام والافعال وبالتأكيد هو لن يكون الحمام الزاجل او ببغاء لمن يدفع اكثر، العمل رسالة وليس وسيله للكسب غير المشروع

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟