الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة // الشاب الذي عضّ أذن الرئيس ((3))

ثامر إبراهيم الجهماني

2012 / 2 / 7
أوراق كتبت في وعن السجن


الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة // الشاب الذي عضّ أذن الرئيس ((3))
المحامي ثامر الجهماني // معتقل سابق //


الموقف : وعي واحتراز ، أفق يرى إلى البعيد ، يخترق كل التجارب ، ينم عن بطولة وإدراك ووعي ممزوجة بحس التندر .
الزمان : بداية الحراك الثوري .
المكان : القصر العدلي بدمشق مكتب قاضي التحقيق .
بطل الحدث : شاب معتقل ومحال إلى القضاء على خلفية التظاهرات .
الهدف : إرسال رسالة إلى القاضي عبر النكتة .
* * *
قام من ركنه الصغير في إحدى غرف التوقيف في القصر العدلي بدمشق ، بعد أن سمع الشرطي يناديه بالاسم .
- تحرك أمامي يالله .
- لوين ؟
- إلى قاضي التحقيق .
هنا التقاه أحد زملائي من ضمن هيئتنا التبرعية ( هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير بسوريا ) . وخاطبه :
- اسمع أيها الشاب أنا محاميك المتطوع بالدفاع عنك . ما هي تهمتك ؟
- أجاب مبتسماً .. عضّيت ( قضمت ) إذن تمثال الرئيس !.
- ضحك زميلي ملئ شدقيه وحاول كبت جماح انفعاله الهستيري فلم يفلح ، وما إن تمالك نفسه حتى خاطب الشاب قائلاً : اسمع الآن أنت ستعرض على قاضي التحقيق حاول أن تجيبه عن الأسئلة بنوع من المراوغة ليشعر انك غير سوي وغير متوازن حتى نجد لك نفذة قانونية ....لكن قبل ذلك قل لي أين تم اعتقالك ؟
- اعتقلوني بالجرم المشهود وإنا أقرط أذنه .
- هههه لعمى صعبتها علي كثير .
دخل الشاب إلى غرفة القاضي مكبل بالأغلال ورافقه محامي الدفاع ، ودار هذا الحديث :
- القاضي : ماذا فعلت يا ابني ؟
- الشاب : عضّيت إذنه للسيد الرئيس .
- القاضي : ( بعد أن كتم ضحكة خفية هربت منها ابتسامة سريعة ) ولماذا عضضت أذن السيد الرئيس ؟
- الشاب : لأسباب اجتماعي واقتصادية وسياسية .
- القاضي : وهل تغيرت تلك الأسباب بعد أن عضضت أذنه للسيد الرئيس ؟.
- الشاب : لا .
- القاضي : وما السبب ؟ .
- الشاب : لم يتركوني أكمل عملي اعتقلوني ولم افش كامل غلي وغضبي .
سكت القاضي واسقط في يده ولم يعلم ما يسأل .
هنا بادر الشاب مخاطبا القاضي :
- يا سيدي إذا كنتم منزعجين من ذلك وبدكم ثمن أذنه للسيد الرئيس ، أنا جاهز ادفع ثمنها بس ما معي مصاري اتركني أجيب من أهلي مصاري هم موجودين بالخارج وكذلك ثمن الأذن الثانية ...
- هنا تدخل المحامي وقاطعه مخاطباً القاضي : سيادة القاضي أرجو من سيادتكم عرض موكلي على لجنة طبية للوقوف على مدى سلامته العقلية ومسؤوليته عن أفعاله .
- أجاب القاضي : لا تتعب نفسك يا أستاذ خذ موكلك معك قررنا تركه ، وأمر الشرطي بفك السلاسل والقيود .
- فرح المحامي وطبطب على كتف الشاب وقال له مبروك تفضل هيا بنا .
- استدار الشاب عند الباب إلى القاضي ليسأله لم تخبرني سيادة القاضي كم ثمن أذن الرئيس ؟
- سأله القاضي : لماذا تريد أن تعرف ؟
- الشاب : لاني سأعود لعض أذنه الثانية .
- جره المحامي خارج الغرفة حتى لا يغير القاضي رأيه .
العبرة : هل هذا الشعب وهذا الإصرار يهزم أمام آلة القمع ... لا والله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي والاحتراز
إياد أبازيد ( 2012 / 2 / 7 - 02:38 )
أفق يرى إلى البعيد ، يخترق كل التجارب ، ينم عن بطولة وإدراك ووعي ممزوجة بحس التندر .

اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف