الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق الانقلابات / خطة انقلاب 8 شباط الاسود

زكي فرحان

2012 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



كل الدلائل والمؤشرات والاستنتاجات الاستخباراتية، وكل الشواهد والتقاريرالامنية كانت تدل على ان العراق سيواجه احداثا خطيرة، وان قوى مختلفة داخلية وخارجية تعد العدة للإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم الوطنية، وتصفية الحزب الشيوعي والمؤيدين لحكومة عبد الكريم قاسم،ولقد وردت معلومات أكيدة حددت الجهات التي تتآمر للإطاحة بالحكم الجمهوري بأنقلاب عسكري، تدبره الاستخبارات الامريكية وعملائها في العراق، ينفذها حزب البعث العربي الاشتراكي والضباط القوميون والاسلاميون والبلدان المجاورة له، بمساندة الجمهورية العربية المتحدة(مصر) وبالمساعي الحميدة لشركات النفط العاملة في العراق، للتخلص من حكم عبد الكريم قاسم، لا سيما بعد إصدار القانون رقم 80 الذي انتزع منها كل الاراضي التي لم تستثمرها بعد، والتي تؤلف 99 بالمئة من مجموع مساحة العراق، لقد ادى العفو عن البعثيين الذين حاولوا أغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، تشجيع حزب البعث للعناصرالقومية للأنتظام لصفوف الجبهة المعادية لثورة 14 تموز وأسقاط النظام الوطني، وتقديرها كقوة فاعلة في المجال السياسي والعسكري، يمكن الركون اليها والتعاون معها، وقد لاحت علائم احتمال قيام انقلاب عسكري ضد قاسم عندما رفعت الحكومة سعرغالون البنزين الى عشرة فلساً ،مما أدى هذا الى أضراب اصحاب سيارات الاجرة ،فاستغل حزب البعث والقوى العميلة واذناب العهد الملكي البائد والاجهزة الامنية القديمة المعادية للنظام الجمهوري، تلك الفرصة آملة في ان تنجح هذه الاضرابات لتكون حركة شعبية مناهضة لحكومة عبد الكريم قاسم، وهاجم بعض المتظاهرين باصات أمانة العاصمة وحطموا زجاجها، وقامت زمرة من البعث في سد الطرقات العامة بالاحجار وقطع من الاثاث في ضاحية الاعظمية، فيما كانت الحكومة منهمكة في مفاوضاتها مع شركات النفط الاحتكارية،إلا ان الاضراب فشل إذ لم يحصل على تأييد شعبي واسع وقد أستنكر من قبل الجماهير الغفيرة المؤيدة لحكومة الثورة الوطنية، فأخذت تتبلور عند هؤلاء فكرة القيام بانقلاب يشترك فيه الجيش، وخاصة الضباط المتقاعدين الذين عارضوا حكومة عبد الكريم قاسم من المرتبطين في الدوائر الخارجية، فتشكلت لجنة سرية مختلطة من الضباط البعثيين والقوميين ثم انضم اليها عدد من اعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي،كذلك ضمت علي صالح السعدي امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا(أبعد الى أسبانيا (بالجلاليق) أي ركلا بالاقدام، حسب أوامر عبد السلام عارف في 11/11/1963 وفي الخارج مات مشردا ومتسولا مخموراً في الدول الاوربية،) وطالب شبيب( عضو قيادة قومية وقطرية في حزب البعث العربي الاشتراك من قادة انقلاب 8شباط الاسود نفي الى اسبانيا و قضى حياته حتى الموت منفياً له علاقات مشبوه مع المخابرات الامريكية) وحازم جواد( عضو قيادة قومية وقطرية نفي ايضاً الى اسبانيا من قادة انقلاب 8 شباط ، وهو الذي اذاع البيان الاول من اذاعة ابو غريب) والدكتور مسارع الراوي وحمدي عبد المجيد والرئيس الاول المتقاعد عبد الستار عبد اللطيف والعقيد المظلي المتقاعد عبدالكريم مصطفى نصرت( قائد تطويق وزارة الدفاع في يوم انقلاب 8 شباط الاسود عام1963 وعضومجلس قيادة الثورة والمكتب العسكري، قتل وظهر قاتله على شاشة التلفاز مدعيا ان القتيل اعتدى عليه جنسياً) والمقدم صالح مهدي عماش( عضو المكتب العسكري،عميل عريق بالخيانة ومعتمد في المخابرات الامريكية ،جندته للاطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم الوطنية،) وكان على اتصال دائم بالقسم العسكري في هذه اللجنة العقيد عبد السلام عارف، بعد ان اخرجه عبد الكريم قاسم من السجن ورفع عنه عقوبة الاعدام واوصله الى داره في سيارته،و ضم المكتب العسكري ايضاً كل من العقيد طاهر يحيى و العقيد المتقاعدعبد الغني الراوي الموجود حاليا في المملكة السعودية و العقيد رشيد مصلح(عين حاكم عسكري في يوم 8شباط الاسود، قتل من قبل حكومة البكر- صدام، بتهمة العمالة للمخابرات الامريكية والاسرائيلية، شنق وعلق في السجن المركزي، بعد ان اعترف وظهر على شاشة التلفاز بأن الذي جنده هو شخص يهودي ويعمل مزدوجاً) والمقدم احمد حسن البكر)رئيس وزراء ورئيس جمهورية وعضو القيادتين، قتله صدام حسين، بعد ان عزله من مناصبه بسقيه السم تدريجيا مع الشاي- راجع اعترافات حسين كامل) والزعيم عبد الهادي الراوي والمقدم خالد مكي الهاشمي آمر كتيبة الدبابات في أبو غريب والعقيد الطيار عارف عبد الرزاق آمر قاعدة الحبانية الجوية التي انطلقت منها الطيارات لضرب وزارة الدفاع يوم انقلاب 8شباط الاسود، والمقدم حردان التكريتي آمر قاعدة كركوك الجوية(عضو المكتب العسكري ، قتل أغتيالاً في الكويت، وبعد إبعاده بأيام سفر صدام حسين زوجة حردان مع أولادها، فماتت بالطائرة بصورة غامضة وكانت حاملاً) و الرئيس الطيار منذر الونداوي، أول من طار وقصف وزارة الدفاع يوم الانقلاب الاسود في8 شباط، هولاء هم أعضاء اللجنة التي خططت ونفذت الانقلاب الدموي في 8شباط الاسود، يقول طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث في كتابه الموسوم(من حوار المفاهيم الى حوار الدم) أزدادة قوة البعث في العراق بعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في رأس القرية بشارع الرشيد في بغداد عام 1959، وأقتنعت قيادة حزب البعث المدنية أن العسكريين القوميين والبعثيين سيستمرون في ترددهم وتذبذبهم السياسي،إذا هي لم تبادر بوضع خطة إسقاط النظام وتنفيذها،ورغم الوعي بضرورة تجنب المحاولات الفردية، فقد بحثنا عدة مشروعات للتخلص من قاسم بينها إسقاط الطائرة التي سيستقلها لافتتاح سد دربندخان أو عند سفره الى الرطبة،أو أغتياله في كربلاء خلال حضوره احتفال ديني، ويكون مقدمة لتدبير عسكري في بغداد،كل هذه الخطط أقترحت من قبل الرئيس الاول عبد الستار عبد اللطيف و المقدم صالح مهدي عماش في المكتب العسكري،وأبلغ المكتب العسكري بإضافة حازم جواد وطالب شبيب بالاضافة الى علي صالح السعدي، كما ابلغ بموافقة القيادتين القطرية والقومية على القيام بأنقلاب بشرط موافقتها على الشكل النهائي للعمل، فقررت قيادة الحزب ان تكون كتيبة الدبابات الربعة هي نقطة الانطلاق لحركتها القادمة لا سقاط حكومة عبد الكريم قاسم بانقلاب عسكري ،وعلى مدى سنيين بذلت جهود كثيرة لنقل ضباط الدروع البعثيين الشباب الى كتيبة الدبابات الرابعة، وجاء اختيارها دون غيرها بسبب قربها من مرسلات البث الاذاعي في ابي غريب ومن مخازن العتاد والوقود،ولأن قائدها المقدم خالد مكي الهاشمي ضابط بعثي، ولقلة عدد ضباط الصف والجنود المنتظمين في صفوف حزب البعث، كان يجب حشد اكبر عدد من الضباط الموالين المتقاعدين والعاملين في قطعات اخرى يوم اعلان الانقلاب الى مقر الكتيبة الرابعة، ليصبح عددهم كافياً للقيادة والرماية والسياقة داخل الدبابات، وكان استبعاد ضباط الصف والجنود عن قيادة الدبابات أكثر ضماناً وأماناً لهم، لتأييدهم وحبهم المطلق الى قائدهم الروحي عبد الكريم قاسم،،ولم تكن هذه التحركات خافية عن الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاسم و الامن والاستخبارات، فقد كانت كل المصادر الوطنية تتابع هذه التحركات المشبوهة بأنتباه شديد ومراقبة حذرة، فقد كان عبد الكريم قاسم يتابع نشاط القوى السياسية القومية والضباط القوميين، رغم ان أجهزة قاسم الامنية تتستر احياناً على هذه النشاطات، ولا تقدم معلوماتها الكاملة عنها،يقول الزعيم اسماعيل العارف كنت موقوفاً يوم 10 شباط 1963 في بهو اللواء التاسع عشر، حينما كان يستجوب مدير الامن العام الزعيم عبد المجيد جليل امامي من قبل علي صالح السعدي وهيئة التحقيق وعندما صفع علي صالح السعدي مدير الامن العام على وجهه وبصق عليه، قال مدير الامن لم تضربني، لولاي لما نجح انقلابكم، تصور عزيزي القارئ مدى سعة الخيانة والقبول المهين بالتآمر على ثورة 14تموز الوطنية !!،،( عندما يرتدي الذئب ثوب الحمل الوديع) ،،، نلتقيكم في الجزء القادم القادم،،
............................
المصدر:--
1-طالب شبيب، حوار الدم ص30
2-عزيز سباهي، عقود من تاريخ الحزب الشيوعي، ص 315
3-اسماعيل العارف، اسرار ثورة 14تموز ،ص، 41








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة موثقة-1
عمر الجبوري ( 2012 / 2 / 7 - 11:35 )
احيك على هذه المقالة الموثقة
نقل لي احد اقربائي وكان عسكريا في الجيش ويشتغل بالاستخبارات العسكرية ولازال حي يرزق في العراق واستطاع البعثين ومن خلال تنظيمهم الارهابي المسلح وهو تنظيم القاعدة من خطف اثنان من ابناءه الشيوعين وقتلهم في اثناء الحرب الطائفية في سنة2005قال كان لدينا خط مائل في هذا التنظيم العسكري الذي اشرت اليه وكنا على دراية بكل التفاصيل وكانت المخابرات الامريكية والبريطانية وبالتعاون مع المجرم جمال عبدالناصر وجهاز السافاك الايراني ودولة الكويت والملك الاردني والسعودية والنظام السوري وتركيا كلهم دعموا هذا التنظيم لاسقاط حكومة الثورة وكان مدير محطة وكالة المخابرات الامريكية في بغداد بمثابة الامين العام للقيادة القطرية لحزب البعث وهو الذي كان يعطي التوجيهات لتنظيم البعث ولهذا المكتب العسكري ويقول قريبي كانت كل هذه التقارير تصل يوميا الى الزعيم عبدالكريم قاسم وللاسف كان الزعيم تحيط به شلة من الخونة منهم رئيس اركان الجيش العبدي ومدير الامن مجيد عبدالمجيد جليل وقادة الفرق الذين عينهم الزعيم وابعد الضباط الاحرار والرفيعي رئيس الاستخبارات العسكرية وكانوا متواطئين مع الانقلابين


2 - مقالة موثقة-2
عمر الجبوري ( 2012 / 2 / 7 - 11:57 )
وللاسف حتى القيادة الكردية آنذاك اصطفت مع هذه الجوقة الانقلابية الفاسدة والخائنة ويروي قريبي حتى محاولة اغتيال الزعيم الفاشلة في راس القرية في بغداد كنا على علم مسبق بها واخبرنا الزعيم ولكنه لم يبالي بهذه التقارير. وكان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي على علم مسبق بالانقلاب ولكن وللاسف كانت قيادة الحزب مترهلة ومنقسمة وفي صراعات منها كانت مع استلام السلطة من قاسم وابعاده الى موسكو والقسم الاخر مع دعم قاسم. وقبل الانقلاب بساعات تم تكليف عضو اللجنة المركزية ومسؤول المكتب العسكري جورج تلو بتبليع الشهيد اللواء الركن الطيار وقائد القوة الجوية جلال الاوقاتي بأخذ الاحتياطات وحالت الطوارئ والحذر لان نقطة الصفر للانقلابين هي اغتيال الاوقاتي ولكن تلو لم يذهب لان كانت سيارته عاطلة وفعلا تمت الخطة باغتيال الاوقاتي عندما كان يتجول مع عائلته خارج البيت ونفذ الانقلاب.هذا ما رواه لي ابن عمتي . فالبعث جاء للسلطة بالقطارات الامريكية وخرج بجزمات المارنيز بعد ان ادوا مهمتهم القذرة بمحاربة القوى اليسارية والديمقراطية وتخريب العراق واليوم يحدث في سوريا. البعث كان كارثة على العراق وسوريا


3 - مؤامرة دولية
ايار العراقي ( 2012 / 2 / 7 - 21:06 )
شكرا لهذا الاستذكار المهم وسنواصل متابعة القادم قدر الامكان
ملاحظة اولية برائيي ان كل اللذين ذكرتهم كانوا اعجز عن القيام بالمؤامرة ولكن الدور القذر اللذي لعبته الدول المجاورة والاقليمية ادى الى تعاظم هذا الدور
داعي للاسف الشديد برائيي رغم وطنية الزعيم وشعبيته ولكنه يبقى عسكري ومحاط بعسكر اي ان احتمال الانقلاب والتامر حاضر على الدوام
استذكار عبد الغني الراوي توفي العام الماضي في السعودية
السيد الجبوري بالنظر لمصير قاسم وحجم التامر المحلي والاقليمي والدولي لااظن ان الشيوعيين كانوا سيقوون على الامساك بالحكم والاستمرار به هذا رائيي الشخصي وهو قابل للنقاش
تقبلوا محبتي

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م