الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور مهدي دخل الله وزير الإصلاح الترقيعي في الحكومة السورية الحالية

كامل عباس

2005 / 1 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أصبح الوضع الداخلي في سوريا مكشوفا وأبلغ من كل الكتابات حوله , لم يعد خافيا على أي مهتم بالشأن العام داخل وخارج سوريا أن القيادة السياسة الحالية رفعت شعار الاصلاح وخففته الى شعار التحديث والتطوير استجابة لمنطق العصر والتطورات على المستوى العالمي من اجل حفظ مصالحها وامتيازاتها , أما الاصلاح الذي يجعل سوريا قوية بشعبها ويحصنها بوجه الضغوط الخارجية فهو آخر ما تفكر به , الحقائق تفقأ العين نذكر منها مثالا واحدا وهو العفو المتكرر بنفس الطريقة السابقة والي يتعامل مع معتقلي الرأي والضمير بوصفهم اشد أنواع المجرمين خطرا على المجتمع , وإلا كيف نفسر بقاء الكتور عبد العزيز الخير وحبيب عيسى ورياض سيف ومامون حمصي وعارف دليلة الذي يعاني من اعتلال صحي خطير في القلب ولم يشمله لا هو ولا زملاؤه أكثر من عفو !!!
المأساة تكمن في الأبواق التي تطلب منا الانتظار حتى انعقاد مؤتمر البعث ليبدأ الاصلاح الجدي . غريب عجيب أمر هؤلاء هل المجتمع السوري جزء من حزب البعث أم حزب البعث جزء من المجتمع السوري؟ ومادام الأمر كذلك فالمكتوب يقرأ من عنوانه وسيخرج علينا المؤتمر بترقيع الجبهة الوطنية وإصدار قانون للأحزاب على شاكلة قانون المطبوعات .
لقد كان اعتصام آذار الشهير العام الماضي والذي دعت أليه لجان الدفاع عن حقوق الانسان من أجل إلغاء قانون الطوارئ خير كاشف لسقف الاصلاح السوري فقد خرجوا علينا بالنغمة القديمة اولوية النضال ضد الامبريالية والصهيونية وكتب مهدي دخل الله افتتاحية في جريدة البعث الذي كان يرأس تحريرها بعنوان – الضغط تهويلا- وها انا أعيد حرفيا ردي عليه والذي نشرته نشرة كانا شركاء في 13/ 3 /2004 تحت عنوان
الضغط من أسفل عندما ينعدم التجاوب من أعلى
بسرور بالغ قرأت افتتاحية جريدة البعث الصادرة يوم الأربعاء في 10/3/2004 بقلم رئيس التحرير الدكتور مهدي دخل الله تحت عنوان – الضغط تهويلا – والتي نشرت على موقع كلنا شركاء , ومصدر سروري تلك البادرة الايجابية في الحديث عن موضوع كهذا في الصحافة الرسمية , في حين كان حتى الأمس القريب يحكمه التجاهل والغرور والصلف والعنجهية من المسئولين السوريين أمنيين وسياسيين على حد سواء . ما خلا ذلك لم أجد للمقال أية إيجابية . لا بل رأيت فيه خطوة الى الوراء قياسا بكتابات له أتابعها أحيانا وأحترمها .
مع ذلك ها أنا ذا أرسل إشارات ثلاث علها تفتح الباب لحوار جاد بين المسئولين ومن يختلف معهم في الرأي سيكون للحديث صلة إذا وصلت تلك الإشارات .
وقبل ان أبدا أحب ان أؤكد للدكتور أنني لست من الراغبين بالضغط تهويلا ولا يجمعني بهم جامع أو صلة , ودليلي على ذلك عدم توجهي حتى هذه اللحظة الى أية جريدة خليجية او لبنانية أو عربية مع انه لا تنقصني الكفاءات على ما أظن فأنا خريج جامعة دمشق منذ عام 1970 واحمل دبلوم في التربية ومن العشرة الأوائل في سوريا في العلوم الطبيعية وبإمكا ن الدكتور التدقيق في ذلك داخل سجلات جامعة دمشق . كما أنني إثر خروجي من السجن طرقت باب جريدة الوحدة في محافظتي وساهمت في الكتابة داخلها قرابة عام – استكتاب خارجي بأجر قدره 180 ل س للمقال الواحد كان مصدر رزقي الوحيد , انقطع بعد نشر مقالة لي في جريدة نضال الشعب حول مسلسل إخوة التراب . على إثره استدعاني مديرها سليم عبود وحولني الى فرع الأمن وهناك ضربني مسئول قسم الأحزاب وشتمني قائلا يابن الكلب اما زلت شيوعيا !! وأجبته نعم إني شيوعي ولكن لست بكداشي. وسأكون شاكرا للدكتور إذا سمح لي بالاستكتاب في جريدته وفتح أمامي بابا للرزق انا بأمس الحاجة اليه .
....................................................................................
الإشارة الأولى :
تتحدث المقالة عن التماسك والاستقرار والرضى الشعبي عن السلطة وبرأيه تلك حقيقة وليست وهما . واعتقد لو ان الدكتور تحدث عن هوة بين الشعب والسلطة – ليست القيادة السورية مسئولة عنها بل مرحلة حكمت التقدميين في كل أنحاء العالم نظرت الى المواطن وكأنه برغي في آلة الدولة - وانه لا يريد ردمها على طريقة غورباتشيف . لكان ذلك المنطق أكثر مصدلقفية
الإشارة الثانية :
حول العدد ثلاثون . انا يادكتور مثلا وضعوني في غرفة كان بها ما يقارب الثلاثون وكان بجواري غرفا أخرى فيها نزلاء آخرون وموقع كلنا شركاء أشارالى عدد 98 , وعى كل بإمكان الدكتور إحصاء عدد الذين تم التحقيق معهم فقط بسهولة إذا كان الأمر يهمه
الإشارة الثالثة :
حول الأذن القانوني : أنا اسأل الدكتور هل حقا اعتصام سلمي يحتاج الى إذن قانوني ؟ وإذا كان كذلك فعلا فعلى الأقل نحن المجردين مدنيا والذي فاق عددنا الثلاثون وحضرنا بدافع التذكير بوضعنا لأن المذكرة تخصنا ببند مستقل , معذورون . أنا شخصيا لدي أكثر من تسعين اسم في محافظتي نعاني جميعا ما نعاني وقد خاطبنا السيد الرئيس ورجوناه من منطلق إنساني بحت وضع حد لمأساتنا مع رغيف الخبز وتوجهنا الى المحافظ لمساعدتنا ولأكثر من جهة وحتى كتابة هذه السطور لم نلق اذنا صاغية من احد .
ختاما أريد أن أهمس في ذهن الدكتور لمعرفة رأيه . هل يعتبر
- الأستاذ محمود سلامة (رحمه الله) في جريدة الثورة
- والأستاذ عارف دليلة في كلية الاقتصاد
- والفنان عي فرزت في جريدة الدومري
- والوزير عصام الزعيم في وزارة الصناعة
كانوا يضغطون تهويلا وبالتالي استحقوا ذلك المصير البائس .
............................................................................
الذي جرى بعد ذلك ان الدكتور مهدي كوفئ على فهمه الإصلاحي المنسجم مع خطة الدولة فرُِقي الى مرتبة وزير ليسمح بتمرير مقالات ليست أكثر من رسائل للخارج مفادها أنهم مستعدون للإصلاح في الزمان والمكان المناسب . أي إصلاح هذا يحتاج الموافقة فيه على نشر مقال في جريدة الى أذن الوزير!! ... وعلى هذه الطريقة كم سنه ضوئية تلزمنا لنصل الى صحافة حرة كماً ونوعاً رفعت عنها الرقابة ولا علاقة للدولة بها !!
بالطبع إشاراتي لم تصل الى الدكتور عندما كان رئيسا لتحرير جريدة البعث وبالتالي من المستحيل ان تصل إليه بعد أن أصبح وزيرا . فالدكتور مهدي في منصبه الجديد سيشغله الحفاظ على نظام الديمقراطية الشعبية المهدد من الأمبريالية والصهيونية وهو الأهم من اجل حماية الثورة ومكتسبات الجماهير منها. أما أن يفكر بحقوق الانسان الفردية ويحاول إنصاف مواطن عادي مظلوم من أمثالي فهو تبديد لوقته من وجهة نظر فلسفة القيادة في حزبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً