الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فردتا حذاء

وديع العبيدي

2012 / 2 / 7
الادب والفن


فردتا حذاء
للكاتب: الفريد بيكر
ترجمة عن الألمانية: وديع العبيدي

في قاع النهر، تﻼقت فردتا حذاءين، كل فردة من حذاء. كان أحدهما قد يماً نو عاً ما، حذاء عمل ممزقا ذا رباط.
طبعاً لم يكن الرباط معه. في مقدمته ثقب، ويكاد نعله ينفصل عنه. بقع صبغية بيضاء تعلو وجهه. الحذاء اﻵخر كـان نظيفاً بﻼ رباط، يبدو كأنّ الزمن لم يترك عليه أثراً ما!
- يا لﻶلهة.. ما زلت تبدو بوضع حسن!
قال الحذاء القديم ذو الرباط دهشاً، بعد أن دفعه التيار قرب حذاء أملس.
- عندما ينحطّ أحدٌ ما إلى هذا القاع أخيراً، فﻼ بدّ أن يكون قد مرّ بتجربة ما.
أنظر إليّ، أنا لم أستطع ذلك بدون التعرّض إلى أضرار.
رمق الحذاءُ المصبوغُ الحذاءَ ذا الرباط بنظرة متعالية مؤثرة. إنه فعﻼ ﻻ يبدو في وضع حسن، كلّ يفعل طبعاً، ما يستطيعه. قال الحذاء المصبوغ مع نفسه.
- إنك فعﻼً لمحسود!
تمتم الحذاءُ ذو الرباط متعجباً لهذا الجلد اﻷملس غير المعيب لزميله العجيب.
- عندما تركني ﻻبسي اﻷول كنت ما أزال أبدو بشكل جيد . لقد كنت هدية عيد ميﻼد، ضيّقاً بعض الشـيء. لذلك تركت للمناسبات الخاصة، الحفﻼت العائلية وما شابه. أنت تفهمني وﻻ شك!
- هم…
أجاب الحذاء اﻷملس بدون أن يفهم شيئاً . أكمل الحذاء ذو الرباط..
- أخير اً تمّ بيعي في أحد اﻷسواق الشعبيّة للمواد المستعملة. ﻻبسي الثاني كان صبّاغاً وكان يستخدمني طيلـة عام كامل أثناء العمل.
- ها.. من هنا جاءت بقع الصبغ البيضاء.
قرّر الحذاءُ اﻷملس.
- بالضبط!
- وهذا الثقب القبيح في المقدمة!.
- بعدما لم يستطع الدهان اﻻستفادة مني أكثر ﻻنخﻼع النعل، تحولت لخدمة كلبه لسنوات كأداة لعب.
بالكاد استطاع الحذاء اﻷملس تصديق زميله:
- هذا فظيع حقاً!..
- أوه.. لقد كان ممتعاً..
ردّ الحذاءُ ذو الرباط..
- سنوات اﻹثارة كانت هذه.. من بين كلّ الذين استعملوني، الكلبُ احبّني جدّاً، لقد كان لى مكاني الخاص فـي سلّته، ولم يسمح ﻷحد باﻻقتراب مني..!
- ولماذا أنتَ اﻵن هنا في قاع النهر..
سأله الحذاءُ اﻷملس الذي كان يزدادُ دهشة في كل مرّة.. بيد أنه قلما يستشعر المرءُ شيئاً من كبريائه اﻷولى كالسابق..
- هل سئم الكلبُ منك؟
- كﻼ .. ليس كذلك..
أجاب الحذاءُ ذو الرباط..
- ماذا إذن؟
- هرمَ الكلب.. وذاتُ يومٍ مات!
- يا لك من مسكين!!
أجابه الحذاءُ اﻷملس.
*
قصة مترجمة عن الألمانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا