الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد النظام ألإيراني

زاهد الشرقى

2012 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لعل السؤال الكبير المطروح اليوم هو . ماذا يريد النظام ألإيراني؟ . فبعد كل تلك الأزمات والصراعات الداخلية والخارجية والتدخل المعلن في الكثير من شؤون الدول الأخرى تحت مسميات عديدة أبرزها أثارة النعرة الطائفية وتمويلها للمليشيات والعصابات الإرهابية والخلايا الكثيرة المنتشرة بالدول العربية وبالأخص منطقة الخليج , وكذلك دعمها للأنظمة الدكتاتورية كنظام الأسد في سوريا .بعد كل تلك الأمور وغيرها . ماذا يريد النظام ألإيراني ؟
فالنظام ألإيراني القائم والذي يستمد قوته من هيمنة رجال الدين بكافة مفاصل الحياة العامة (السياسية والأمنية والعسكرية), لازال مصر على مواجه المطالب الدولية بأن يتخلى عن أحلامه المريضة بالحصول على السلاح النووي والكف عن تلك التدخلات بشؤون ألآخرين وعدم دعم القتلة والمجرمين . بل وصل ألأمر برجال الدين فيه إلى تجاهل تلك الدماء البريئة التي تسقط كل يوم برصاص النظام السوري المدعوم إيرانيا ( عسكرياً وإعلاميا) . كذلك أستمر النظام في قمع الحريات للشعب عن طريق ألإرهاب المنظم والاعتقالات التعسفية والتهديد بالإعدام لكل من وجه الانتقاد للمرشد الأعلى وسياسته ودكتاتوريته المسمومة .كما لم يسلم منه حتى معارضيه في الخارج عندما باشر بتحريك توابعه في العراق بالضغط على ( منظمة مجاهدي خلق ألإيرانية المعارضة) والضغط عليهم من اجل مغادرة العراق تحت ما يقرره الولي الفقيه وليس وفق الأنظمة والقوانين الدولية التي تحمي المعارض السياسي . ودليلنا على ذلك ما يجري ألان من محاولات نقل قسري إلى معسكر ( لبرتي) في بغداد والذي أثبتت كل المعلومات بأنه لا يصلح للسكن والعيش وحرية الحركة , وكذلك طلب النظام الإيراني من مراقبي ألأمم المتحدة المشرفين بأن يتم السماح لهم بفتح مكتب مراقبة في معسكر ( لبرتي) في سابقة غريبة ومضحكة تدلنا على مدى التخبط الحاصل في قراراته , فكيف يُعقل هذا الطلب والطرف الأخر معارض سياسي لنفس النظام !! . أما التهديد بغلق مضيق هرمز هو عنوان أصبحنا نسمعه يومياً. وكأن العالم سوف يقف مكتوف ألأيدي أن قامت إيران بتلك الخطوة . والكثير من ألأفكار الغريبة والمسميات والأحلام المريضة التي لازال يرددها قادة النظام بكافة مسمياته وعناوينه . أما الخرافة ألأكبر فهي دولة فارس الكبرى وعودة العراق تحت حكمه ومعه دول الخليج .
ترى بعد كل هذا ماذا يريد النظام ألإيراني ؟
هل ينتظر سكوت العالم على كل تلك الأفعال . أم يريد من العالم أن يصفق له وهو نظام لا يعرف في الحياة سوى الحروب والقتال والدماء التي يعتاش عليها بقائه في سدة الحكم .
لقد فات على النظام ألإيراني بأن الحياة لا يمكن أن يسيرها فكر واحد بعينه , فاليوم وبعد فرض العقوبات الدولية وما سوف يأتي في المستقبل القريب . شاهدنا تلك الصدمة التي حصلت في الاقتصاد والتي أثرت بشكل كبير على الفرد الإيراني والنظام بأكمله . مما أستدعى الطلب من الصين والعراق تقديم طلب استثناء من العقوبات والبقاء في تواصل اقتصادي مع إيران , لكن هل يكفي ذلك أم أنهما مجرد بوابات للاستمرار في تصدير الشر إلى الدول الأمنية والتي تحاول النهوض من هيمنة الطغاة .
كذلك كان على النظام ألإيراني أن يضع مصلحة شعبه وأمانيه فوق كل اعتبار بدل أسلوب العناد والمكابرة الذي لا يجلب له سوى الخراب والدمار وبداية مرحلة اهتزاز في مفاصل الدولة . كما لا يعلم النظام أن العقوبات هي البداية الأولى , من مرحلة الحرب القادمة كما هي مقياس لمدى الضرر الذي سوف تسببه تلك العقوبات . ومن ثم سوف نشاهد كيف سينهار النظام الإيراني بعد أول هجوم عسكري يحصل وما سيتبعه من ثورة حقيقية من الشعب ألإيراني المضطهد وليس ثورة كتلك التي كانت توزع مفاتيح الجنة على الأبرياء لزجهم في الحروب والقتل والدمار .
لعل ما يحصل ألان هي نتائج سوء تصرف ومبالغة في العناد والعيش في تخيلات الحرب الدينية التي يروج لها رجال الدين بأن الله سيكون معهم ضد المهاجمين , متناسين أن الله لا يقف يوماً مع الطغاة فهو الحق وسيد العدل .
وعلى الصعيد العسكري يبالغ الكثير في الإمكانيات الإيرانية , فالحرب الحديثة ليست ملايين من الجيوش تُرمى في الحروب ولا استعراضات كل يوم في الشوارع , وليست صواريخ تطلق وتفجر في الهواء وليست مسميات وعناوين فقط . بل الحرب الحديثة حرب المعلومة والاستخبارات والتمكن والاطلاع على كل شيء . وطهران منذ سنوات تشهد عمليات تجسس كبيرة ساهمت وعملت في جمع المعلومات وهيأت للكثير من القواعد التي ستشارك في حال حصول الحرب . بل الأهم أن من ساهم في تطوير الترسانة العسكرية لإيران هو نفس الجانب الذي سيقوم ببيع أسرارها إلى الدول العالمية , كما حصل مع النظام العراقي السابق . كما أن الحروب الحديثة لا تعتمد على الحرس الثوري والباسيج , بقدر اعتمادها على التطور الفكري و الذهني للمقاتل , وليس الفتوى التي يعطيها الولي الفقيه للجندي من اجل أن يحارب . ولا خطب الأعياد والمناسبات الدينية التي يستغلها النظام لمصالحة بكل مفاصلها .
كذلك سوف لن يستمر الدعم الروسي ولا الصيني في مجلس ألأمن فالاثنين مجرد حواجز تأخير لا غير ولا يمكنهم بكل حال من الأحوال الدخول في صراع عالمي من اجل إيران . لكن قد يعمل النظام على الطلب من خلاياه بالتحرك وبالأخص في العراق وسوريا ودول الخليج من اجل الحصول على مكان أشغال أخر حتى يستجمع قواه التي سوف تُنهك كثيراً لأنه لم ولن يتوقع الطريقة والكيفية التي سوف تكون عليه العملية القادمة التي بالطبع سوف تختلف كلياً عن ما حصل في العراق .
ختاماً . لازالت هناك فرصة كبيرة لنظام طهران بالعودة إلى جادة الصواب , ولازالت هناك طرق كثيرة يستفاد منها لمصلحة شعبه , لكن أنا واثق بأن النظام الإيراني ومن خلال الفترة التي حكم بها بقبضة من حديد لا يؤمن أبداً بالحلول السلمية لأنه بالأساس لا توجد كلمه سلام وامن واستقرار في أفكار وعقول من يتحكمون بإيران وشعبها ..
ماذا تريد أيها النظام ألإيراني . لعل ألإجابة سنجدها مع قادم ألأيام عندما نشاهد احد أبناء الشعب ألإيراني يرفع علم بلاده ويمزق صور من ظلمه على مدة سنوات كثيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ