الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستصبح الموصل فلوجة ثانية ؟

يونس الخشاب

2005 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عشية التدمير الذي حصل في الفلوجة كنت قد تسائلت في مقالتي( الفلوجة ، اسلحة محرمة دولياً) عن ما هو المانع من تكرار سيناريو الفلوجة على مدن عراقية اخرى كالموصل او اللطيفية ؟و من الذي سيوقف قوات الاحتلال والقوات العراقية من القيام بذلك ؟وذكرت ان كل ما يحتاجونه هو حملات نظامية في صحفهم ، قبل اسابيع من الهجوم ، لتبرير مذبحة جديدة بعد ان يكون ازلام علاوي قد اتخذوا القرار عن طريق:
أولا ُ: شن حملة شعواء عن" وكرالزرقاويين " في المدينة المستهدفة التالية بعد الفلوجة وهذا سهل .وقد شاهدنا قاسم داود وهو يهدد ويتوعد قبل ايام .
ثانياً :حمل أكبر عدد ممكن من السكان على مغادرة منازلهم، رغم ان الناس قد تعلمت من تجربة الفلوجة على ألا تترك منازلها .
ويبدو ان الاشارات الاولى وردت من زعيم ميليشيا الاتحاد الوطني عارضا خدمات ميليشياته في حفظ النظام والامن في مدينة الموصل . واعتقد جازماُ ان الخبر بحد ذاته يحمل استفزازا لاهل المدينة ، لان سكان هذه المدينة لن ينسوا حمامات الدم التي شاركت فيها قوات الميليشيا الكرديةفي آذار من عام 1959 وما صاحب ذلك من جرائم يندى له الجبين من قتل وسحل ونهب واغتصاب،عندما تدفقت الوف من هذه الميليشيات الى المدينة ونهبت واحرقت على طريقة الفاتحين وجنود تيمورلنك . لم اقرأ ذلك في كتب التاريخ فقط ، بل عايشته عن قرب وشاهدته بأم عيني ، حيث تختزن ذاكرتي صور بشعةمن تلك الايام، ولا تزال هتافات " والحبال موجودة "طرية في ذاكرتي بعد كل هذه السنين الطوال .( وهي طريقة في القتل شاعت تلك الايام ، اذ تكفي فقط عبارة ( هذا خائن )، يطلقها احد الغوغاء ، حتى تنهال إثر ذلك ، الحبال على الضحية وتبدأ عملية سحله في الشوارع ) ، اما عشية احتلال العراق فكنا قد شاهدنا على الفضائيات ، اعمال نهب المصارف ، المختبرات العلمية ومؤسسات الدولة والمستشفيات والتي اكد شهود عيان بان الميليشيات الكردية تقف وراؤها .ان كل ذلك يشي بان مسألة اجتياح الموصل هي مسالة وقت فقط . ولهذا اتوقع ان السكان لن يسمحوا بتكرار ما حدث لمدينتهم على ايدي هذه الميليشيات مرة اخرى مهما كان الثمن. وتشيرتوقعات العديد من رجال البنتاغون الذين لا يرغبوا في ذكر اسمائهم لحساسية الموضوع ، ان الحرب الطائفية على الابواب بسبب الضربات الموجعة التي تتلقاها قوات الاحتلال .رئيس المخابرات المركزية السابق في افغانستان " ميلت بيردن " يقول حرفيا في هذا الصدد في مقابلة اجريت معه قبل ايام " لا طاقة لنا على تحمل خسائر فادحة كهذه ( يقصد العملية الاخيرة في الموصل) لاننا نخشى الراي العام الامريكي ، لذلك فقد بدأنا بلعب الورقة الطائفية في العراق بنفس الطريقة التي لعبها السوفييت في افغانستان "
ويستمر قائلا ً " انك تلعب الورقة الطائفية فقط عندما تبدأ في الخسارة ، وبلعبك لهذه الورقة فانك تعجل بعملية الخسارة " .

ان استقدام قوات من البيش مركة للقتال في الفلوجة كان واحد من التاكتيكات التي استخدمها البنتاغون في تاجيج النزاعات الطائفية . انظرhttp://www.occupationwatch.org/article.php?id=8549
ومع اقتراب موعد الانتخابات ،التي يراد لها ان تجري والعراق تحت الاحتلال ، نحتاج اكثر مما نحتاجه الى تعزيز اواصر لحمتنا الوطنية واولاها الاخوة العربية الكردية .

يونس الخشاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة