الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛

علي عبد داود الزكي

2012 / 2 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر



قامت امريكا خلال العقد الماضي باستخدام مصر ودول الغباء النفطية الخليجية بدفع الارهاب لساحة التغيير الديمقراطي العراقية بعد سقوط صنم بغداد لغرض خلق الفوضى التي خلالها تمت تصفية وتحجيم القوى والشخصيات السياسية المهمة والمؤثرة التي لا ترغب بها امريكا في العراق وجعلها عاجزة لا تقوى على شيء لتخسر قاعدتها الشعبية وبنفس الوقت عملت امريكا على توظيف الارهاب العربي الذي جاء للعراق وقامت باستغلاله لتنشئة فكر تكفيري جاهل في مدرسة الفوضى الخلاقة التي اسسها الاحتلال على ارض العراق وقامت بتهيئتهم لفترة ما يسمى الربيع العربي ليعودوا الى بلدانهم وتوجيه حركات وبؤر الارهاب في كل الدول العربية لتعمل في داخل بلدانهم التي كانت تصدرهم للعراق لنشر الفوضى والارهاب ثم الاستيلاء على السلطة وقهر الشارع العربي بعد سقوط الدكتاتوريات العربية. كما برز خلال العقد الماضي دورا كبيرا لدول الغباء الخليجي لينفذوا المشروع الامريكي في المنطقة وكان يرافق ذلك اعلام وترويج مستمر للثقافة التركية في كل المجتمعات العربية عبر المسلسلات التركية المدبلجة التي روج لها بشكل كبير في اغلب القنوات العربية واثرت بشكل كبير في اخلاقيات الشارع العربي اضافة الى ترويجها لمفهوم الاسلام الاروبي او الاسلام التركي المنفتح باخلاقيات تختلف عن اخلاقيات اغلب دول الشرق الاوسط. سقطت بعض الانظمة وستتبعها باقي الانظمة الخرفة. لقد اعتمدت امريكا بشكل اساسي على مصر والسعودية في خلق هذه الاجواء واليوم مصر الجديدة تمر في حالة فوضى عارمة ستستمر لسنوات عديدة وبالتاكيد ستتبعها السعودية في وقت قريب والتي بدا دورها في المنطقة يتضاءل مع تزايد وتعاظم الدور التركي بتخطيط وبرمجة امريكية. ان كل دول المنطقة اليوم اصبحت هزيلة وضعيفة وتعاني من الفوضى والمشاكل التي سببها انهيار الامن والنظام فيها لذا فان تركيا اليوم تسعى لفرض نفوذها وسيطرتها على هذه الدول. تخلص العراق من التدخلات السلبية العربية ولكن يبدو بانه سيقع في في فلك التدخلات التركية والتي قد تبرز اكثر واكثر في المستقبل القريب وخصوصا عند استخدام المياه كورقة الضغط عليه(قطع مياه دجلة والفرات) ومحاولة جعله تابعا ضعيفا لتركيا وامريكا. صحيح ان العراق تحرر اليوم من الاحتلال العسكري وبدا ينحسر الارهاب والدعم العربي للارهاب فيه بشكل كبير نتيجة احداث ما يسمى بالربيع العربي لكن بدات تدخلات تركيا واضحة وجليه تهدد بتقسيم العراق بتدخلاتها غير المبررة والتي تسعى من خلالها الى استقطاع اجزاء واسعه منه او ابتلاعه بشكل كامل في خارطة الشرق الاوسط الجديد. ان سقوط الانظمة الدكتاتورية الشرقمتوسطية سيتبعه سقوط من يصفق منهم للتغيير في باقي البلدان ويساعد امريكا ايضا في مشروعها لاتمام ذلك ظنا منهم بان امريكا حليف حقيقي ووفي لهم سيحمي انظمتهم حتى النهاية. ان الانظمة الدكتاتورية هي وحدة متكاملة وسقوط اي جزء منها لا يعني تقبل باقي الاجزاء لذا ستنهار جميع الانظمة الدكتاتورية تباعا لان منظومة السياسة والاقتصاد والاستقرار الامني مترابطة ولا يمكن ان تكون مستقلة عن بعضها البعض. ان نفوذ وتاثيرتركيا على دول الشرق الاوسط كان محدود خلال العقود الماضية لكنه منذ سقوط صنم بغداد بدا نفوذها يتصاعد بشكل تدريجي. رغم انها كانت حيادية ولا تدخل في نزاعات الشرق الاوسط. باستثناء دعمها لاي جهد يمنع قيام دولة كردية في الشرق الاوسط.

اوربا اليوم تمر في مازق انهيار اقتصدها واقتصادها اليوم يترنح وسيؤدي الى تفكيك اوصر قوة اتحادها. وامريكا ستبقى اللاعب الاقوى على الساحة الدولية بالسيطرة على العالم بواسطة عملتها الورقية التي تستمد قوتها من نفوذ امريكا كقطب عالمي وحيد لا نظير له ولا ند. يبدو ان امريكا ستخلق شرق اوسط جديد وفقا لرؤية امريكية للسيطرة على كل العالم بعد ان صنعت اوربا الشرق الاوسط في بدايات القرن الماضي وفقا لمصالحها. يبدو ان امريكا تعمل على مناغمة احلام تركية قديمة لخلق حكم عثماني تركي جديد وسحب تركيا نحو الشرق اوسط بعيدا عن اوربا. لقد اخطأ الاوربيون عقود طويلة بعدم تقبلهم لتركيا في الاتحاد الاوربي الذي يبدو انه سيهوي وينتهي ولتصبح اوربا تعيش في اقتصاد متعثر تحت رحمة امريكا. ويبدو ان تركيا لا تعول كثيرا اليوم من الانضمام للاتحاد الاوربي لانها بدات تنظر باستراتيجة جديدة لقيادة الشرق الاوسط ولربما توسيع نفوذ سيطرتها لاحقا على بعض اجزاء اوربا المنهارة اقتصاديا لامحالة امام نشوء قوى اقتصادية عالمية جديدة متعددة خارج اوربا وخاضعة للنفوذ الامريكي. ان تركيا لها موقع استرتيجي كبير اضافة الى انها بدات تتجه باتجاه الاسلام المعتدل مبتعدة عن علمانيتها السابقة. ان تركيا اليوم تبتعد عن اوربا باتجاه قيادة الشرق الاوسط بدعم وتخطيط امريكي. كما ان الخلاف التركي الاسرائيلي يبدو كانه مفتعل وغير حقيقي وذلك لكي تلعب تركيا على وتر عاطفة شعوب الشرق الاوسط لكي تقترب اكثر فاكثر من تركيا لتكون وكانها المنقذ في العصر الجديد. ستنفذ تركيا المخطط الامريكي بالسيطرة على الشرق الاوسط وخلق هيكلية اقتصادية في الشرق الاوسط ستزعزع اقتصاد اوربا وتضربه ضربة مميته وستؤدي الى انهيار الاتحاد الاوربي وخضوعه الى امريكا والوقوع في شركها. ان مفاتيح نهاية اللعبة الامريكية في الشرق الاوسط ستبدا بنهاية الحكم الاسلامي في ايران ونشوء حكم قومي علماني في ايران موالي لامريكا والذي سيفضي الى سيطرة امريكية مطلقة على كل الشرق الاوسط ليصبح بعدها العالم كله تحت رحمة امريكا المتجبرة وليكون الشرق الاوسط محكوم من قبل قطبين رائيسين هما ايران العلمانية وتركيا الاسلام المعتدل كحلفاء لامريكا.
قلنا راي وننتظر اراء وقد تمر الايام وتثبت صحة او خطأ ما قلنا كليا او جزئيا. لكننا باستقراءنا هذا نحاول ان نستفز رؤى الكتاب والمفكرين في الاستقراء والتنبؤ بالمستقبل للمنطقة وتاثير ذلك على العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سينايو معقول ولكن ..؟؟
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 8 - 06:07 )
تحية لك اخي علي

سيناريو الهيمنة الامريكية بعد اسقاط النظام في ايران المفترض اذا ما نجح ستكون روسيا والصين هما المحطات التالية

هنا الشيشان والقفقاس عموماً ومناطق اخرى

وهناك التبت واقليم تركستان الشرقية الاسلامي

التقسيم هو السياسة المنهجية للهيمنة الكابتالية الجديدة على العالم
ايران ستتشضى الى جمهوريات وكانتونات قومية بلوشية عربية لورية كوردية

لهذا السبب اخي الكريم
كان الفيتو صينيا روسيا مزدوجاً في مجلس الامن

الصين وروسيا ستمضيان في دعم الاسد والجمهورية الاسلامية حتى النهاية ومهما ستكون العواقب

والسيناريو قد يتحول إلى ضده .. وقد يتراجع النفوذ الاستراتيجي الاميركي اكثر لينحسر عن اقصى الشرق والخليج بصورة نهائية بعد حربهم التلمودية التاريخية الكبرى

هرمجدون ..!!

التي من المفترض ان ينجحوا فيها بالقضاء على جوج وماجوج كما وعد التلمود
لكن
السياسة الدولية تحركها وقائع
واميركا مهما كانت قوية
فهي اليوم في اضعف حالاتها وهيمنتها في انحسار كبير اضافة لاوربا العجوز المريضة
اوربا تشبه وضع الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الاولى
اما الصين
فهي بقوة اميركا وقتذاك!


2 - كلام ناضج جدا
د.علي الزكي ( 2012 / 2 / 9 - 13:27 )
تحياتي لك اخ وليد
فعلا كلامك ناضج والتفكر به والتامل به يمنحنا فرصة ادراك افضل لواقع السياسية والاقتصاد العالمي اليوم وصراع القوى العظمى اليوم
تحياتي واحترامي لك وشكرا لمرورك وتعقيبك القيم

اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم