الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجوائز الأدبية

حميد المصباحي

2012 / 2 / 8
الادب والفن


الجوائز الأدبية

إن فكرة الجوائز الأدبية,ظهرت لأجل تشجيع التنافسية بين الأدباء والنقاد,وهي أيضا حافز على التجديد والعطاء,بما هو غاية التفكير الفني والأدبي,لكن هل من حق المؤسسات المشرفة على هذه الجوائز النيابة عن القراء في اختيار الأعمال الجيدة وتتويجها؟وهل ما ينال إعجاب النقاد هو ما ينال إعجاب القراء,؟وأية سلطة للنقد في هذا الإختيار؟


المشرفة على هذه الجوائز النيابة عن القراء في اختيار الأعمال المتوجة؟وهل ما ينال إعجاب النقاد هو فعلا ما يرضي القراء؟أليست هذه السلطة جائرة مهما ادعت من الموضوعية المزعومة؟ في الغرب تعتبر الأمور واضحة,لأن انتشار الأعمال الأدبية يكون مواكبا إعلاميا وصحافيا,فهناك مواسم ثقافية,متفق حولها,مما يحفز على المتابعة والمواكبة اليومية للإنتاجات الأدبية بكل أصنافها,لدرجة أن النقاد,يستحضرون عدد المبيعات,كمؤشر لا يمكن إهماله ,بل هو ما يوجه انتباه النقاد إلى الكثير من الأعمال الأدبية التي نالت رضى القراء,وشدت انتباههم,هنا لايكون عدد المبيعات وحده هو المحدد ولا ميولات النقاد والباحثين,بل هناك تداخل بين العاملين معا,مما يجعل الأحكام النقدية أقرب إلى الموضوعية وأبعد عن الإنحيازات الذاتية , وبذلك يساهم المجتمع والسلطة معا في تنشيط الحياة الثقافية والأدبية بشكل خاص,إذ تتم عمليات الترجمة والتسويق العالمي للكتابات الأدبية في الدفاع عن الريادة الحضارية وتربية الذوق الفني والأدبي بالخصوص,فالآداب يستند إلى اللغة,واللغة هي المرادف الفعلي للحضارة وامتداداتها واتساع قاعدة القراء,فتنتشر الأفكار المرتبطة بذهنية محددة,وهكذا يتحول الكتاب والأدباء بعد اشتهار أعمالهم إلى كتاب محترفين وأدباء متفرغين للآداب,مما يحصنهم ضد الحاجة وقد يهجرون وظائفهم لصالح المحتاجين لها من الطبقات الوسطى والراغبين في العمل المأجور,وقد ساهمت الصناعة السينمائية في تحول الكثير من الروائيين إلى كتاب للسيناريو او مساعدين على تحويل الأعمال الروائية إلى أفلام سينمائية,كما اتجه كتاب القصة إلى الأفلام القصيرة,وانشد الشعراء إلى كتابة الشعر التواصلي الذي استفادت منه العمليات الإشهارية لتكثيف الإيثارات اللغوية الحاثة على الإستهلاك أو المساهمة في تفعيل الأخلاق العامة وكل أنماط الحياة التشاركية,سياسيا واجتماعيا,كما أن نظام الجوائز المالية في الآداب حفز على الإنتاجات الأدبية,في أروبا وأمريكا الجوائز سنوية,بها ينتقل الكتاب من المحلي إلى الوطني ثم العالمي,شريطة إبراز إحدى عناصر هوية البلد,أو حتى فضح اختلالاتها النفسية والفكرية والثقافية,مما حولها إلى نماذج في الإبداع الأدبي,صارت تفرض نفسها على الآداب العربي,لأن التيارات النقدية الغربية انتشرت من خلال الجامعات العربية,وهي لاتعترف إلا بالإبداعات التي تستوحي فنيتها من الآداب الغربي والأمريكي,وهنا غدت مقاييس الجوائز الأدبية في العالم العربي مستمدة من قوالب جاهزة,مستوردة من هناك,بداية من العناوين واللوحات المرسومة على الأغلفة,إضافة إلى اللغة التعبيرية والصور البلاغية الفنية الزاخرة بالمخيلة الغربية,دون أدنى احترام لشروط الإبداعية الحضارية الخاصة بكل مجتمع كتشكيلة تاريخية,لها ذوقها المتميز ووتيرة تطور فنونها ورهاناتها وقضاياها,مما يوحي بأن الجوائز في العالم العربي ليست إلا تماهيا مع النقد الأروبي,لآنتزاع حسن السيرة منه,ليقبل بترجمة فنوننا الأدبية المعترفة بأبوته الأدبية لما ننتجه في عالمنا العربي,من شعر وقصص وروايات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده