الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2005 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يا الله "
جرّبناك جرّبناك
من اعطاك هذا اللغز
من سماك
من اعلاك فوق جراحنا ليراك
فاظهر مثل عنقاء الرماد من الدما ر

محمود درويش


في وقت يقتل الله ربع مليون من عباده ، و يتيّم و يرمّل و يشرّد الملايين ، يكشف اسلاميون للعالمين حقيقتهم العنصرية والارهابية و اللاإنسانية بتحدثهم عن معجزاتٍ و بأس ِو قوةِ ربّهم الرحمن الرحيم . و بدلا من أن يهرعوا لمساعدة الضحايا و التعبير عن تضامنهم معهم ، نراهم يتشفون بمقتل أناس جلّهم أبرياء . و إنّ مساهمة العرب و المسلمين حسب الأخبار هي الأدنى في مساعدة الأماكن المدمّرة من زلزال جنوب شرق آسيا و المد البحري الهائل عليها. و قد التقيت الكثير من الإسلاميين ، وسمعت عنهم أنهم فرحون لهذه المصائب و المآسي التي نزلت على الإنسانية جمعاء . ليسأل الإسلاميون أنفسهم أي عدالة هذه ، أن يقتل ويشرد و يتيم ويرمل الملايين من الفقراء و المساكين ، و الكثير منهم مسلمون مثلهم ، مقابل بضعة مئات من السياح الأثرياء و بعضهم سياح الجنس و قسم منهم بيدوفيل ؟؟ * و لا يكتفون بالتشفي ، بل يأتون بآيات و أحاديث مليئة بالتهديد والوعيد للبشر بالقتل و الدمار ، مثلما حدث لأقوام عاد و ثمود و غيرهم .
المعجزة التي يتحدثون بها هي أن جوامع بقت سليمة بعد الزلزال و المد البحري الرهيب . و هناك مسيحيون ايضا فرحون لبقاء كنائس لهم سليمة في تلك المناطق . و الكل يعلم أن الزلازل التي حدثت في كل العصور لم تستثن الجوامع و الكنائس من الدمار ، فلماذا هذه الإدعاءات الفارغة إذن؟ والأمثلة واضحة في زلازل اغادير المغرب و في الجزائر و تركيا .
لماذا لم يحطّم الله بلدوزرات و دبابات النظام البعثي حين مسحت قرى كردية بجوامعها و كنائسها في كردستان العراق عن وجه الأرض ؟ أكان صدام يد الله و مشيئته التي لا يجادل فيها أحد؟
هل إن الحجر أثمن من الناس ، يا عباد الله الأشاوس ؟ ما الفائدة من بقاء بيوت الله بدون عباد ؟ فالجوامع الباقية حسب ما ظهر في الصور ، قد أباد الله الناس حواليها ، شيوخهم و صغارهم و نساءهم و حلالهم . إن المؤمن العاقل إذا كان يريد حقا الذود عن ايمانه حري به أن لا يحشر الإيمان بقضايا العلم و الطبيعة . فالعالم " اقصد المشتغل بقضايا العلم و التكنولوجيا" المؤمن ، لا يفسر نظرياته العلمية بايمانه ، أنه حين يبحث في العلم لا يتدخل الله و الإيمان في أموره . الله يكون حاضرا عنده حين يؤدي الصلاة و طقوسه الإيمانية . لكن حين يكون المسلم يعتقد أن كل شئ لا يحدث بدون إرادة الله ، و أن عليه تبرير كل مصيبة بشرية بحكمة الهية فيها خير البشر ، إذذاك يبحث عن تفسيرات بأن الضحايا يستحقون هذا المصير لأعمال سوء اقترفوها لا يعلم بها إلا الله .
وقد حدث في احدى القرى حين تقدمت بلدوزات فارس الأمة لتدميرها قد تجمع أهالي القرية و امام المسجد معهم .. و البلدوزرات تتقدم تدمر البيوت التي هي من طين و حجر بالتدريج .. وقيل أن يأتي دور الجامع يخاطب ألإمام الأههالي بقوله ، انظروا الآن كيف يتحطم البلدوزر الذي سيهدم بيت الله .. لكنه خاب ، فلم يتدمّر أي بلدوزر و إنّ القرية كلها تهدمت و الجامع و مسحت بالأرض ، مما حدا بالإمام المسكين أن يقول لأهل القرية إنّه قد كذب عليهم لمدة 20 عاما منذ عمله كإمام لهم ، وأنّ الله لا يحمي بيته و لا بيوت الآخرين ، و إن ّ الاسلام ليس بدين جدير بأن نتدين به.
و إن كذبة الإسلاميين بينة ، حيث أن الزلزال الرهيب دمّر بعض الجوامع حسب تقرير مراسل قناة الجزيرة .
وقد جاءت هذه الكارثة الرهيبة في الذكرى الأولى لحدوث الزلزال المدمر في مدينة " بام" الإيرانية ، و الذي راح ضحيته حوالي 40 ألف من البشر الذين لا حول و لا قوة لهم . فتشفى بعض المسلمين السنّة ، لكون الضحايا من أعدائهم الإيرانيين الذين كان أحدهم اغتال خليفتهم الثاني عمر بن الخطاب.

إنّي في هذا المقال لست بصدد مناقشة المعجزات أو النظريات العلمية ، بل أذكّر القرّاء أن في بلداننا " المسلمة" ، نرى الجامع أو الحسينية ، أو الكنسية مبنية من مواد متينة و بناياتها أرقي من الدور السكنية في الأحياء الفقيرة. فالمسلمون يشعرون بالراحة النفسية حين يتبرعون لبيت الله ، حتى لو كانوا مع أطفالهم يعيشون في الأكواخ. و لا يجرؤون على السرقة من الجامع أو الحاق أي أذى به .
لكن الشاعر الإيراني الكلاسيكي حافظ الشيرازي يقول: " إن المصباح الذي تحتاجه في بيتك ، حرام أن تهبه لبيت الله" .


*
* تمتنع الحكومة السويدية عن الكشف عن أسماء الضحايا من مواطني السويد ، و هناك اعتقاد سائد بأن السبب هو الإحراج الذي يخلقه بعض هؤلاء الضحايا المعروفين كونهم من مغتصبي الصغار " البيدوفيل" . و الاعلام السويدي يغطي على هذا الاحراج باظهار بضع عوائل سويدية منكوبة و أطفال مع والديهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو