الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة

لؤي الخليفة

2012 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يأمل العراقيون ومعهم الكثير من اشقائهم العرب ان يعود العراق الى موقعه ومحيطه العربي والى دوره الطبيعي والريادي المساند والداعم للقضايا العربية والدولية بأعتباره قوة بشرية واقتصادية كبيرة ولما يتمتع به من موقع جغرافي متميز ... وقد كان للاعلان الذي صدر عن ممثل جامعة الدول العربية حول انعقاد مؤتمر القمة العربية نهاية الشهر المقبل - اذار - في العاصمة بغداد اثرا ايجابيا ليس في العراق فحسب بل في العديد من البلدان الشقيقة ومن شعوبها التي تأمل ان يقف هذا البلد المعطاء في مكانه الحقيقي كما كان في السابق وسط اخوته ... وفيما اعربت هذه البلدان عن سعادتها واستعدادها المشاركة في المؤتمر , لم يكن موقف بلدان اخرى كذلك , بل كان الاستياء باديا على سلوك وتصريحات البعض من مسؤوليها وراحوا يضخون في ماكنتهم الاعلامية اباطيل وانصاف الحقائق وينشرون كل مايسيء للعراق ويجترون احداثا مضت منذ عقود بهدف وضع العصي في عجلة المؤتمر او على الاقل افشاله ... وحري بي ان اشير الى ان هذه الحملة غير جديدة فهي متواصلة منذ وقت طويل الا انها تصاعدت بالاونة الاخيرة بشكل حاد ولافت .
ان العراقيين يأملون من هذا البعض فتح صفحة جديدة وترك كل ما مضى خلف ظهورهم كما فعل العراق ازاء احداث جسام وتضحيات كبيرة كانوا هم اسبابها المباشرة ومن اجج نيران فتنتها سواء اكان ذلك ابان حرب السنوات الثمان مع ايران او ما شهده البلد بعد ذلك من مشاكل الى يومنا هذا ... غير ان هذه الصرخة والاف غيرها لن تجدي نفعا ولن تجد منهم اذانا صاغية , ذلك انهم ماضون في غيهم وضجيج اعلامهم يصم الاذان والافتراء على البلد وشعبه على اشده بل وان سعيهم لتأجيج الفتن ثانية متواصلة , ويظهر ان هؤلاء لا يرف لهم جفن حتى لو دمر العراق عن بكرة ابيه وقتل جميع ابنائه ... واذا ما اردنا ان نقف على الذرائع التي يسوقهاهذا البعض لوجدنا اغلبها واهية ومفتعلة وبعضها منطلقة من ضيق الافق وقلة الوعي والثقافة ... وربما يكون الموقف العراقي من انتفاضة الشعب السوري احد الاسباب التي بات اشبه بمسمار جحا رغم تأكدهم من ان العراق قال ولاكثر من مرة بوقوفه الحازم ضد الجرائم الوحشية للنظام وانه يدعم ويساند الشعب السوري البطل في نضاله ضد الديكتاتورية البغيضة والتسلط الفردي ومع حقه في اختيار نظامه الديمقراطي ومع اية مبادرة عربية او دولية تجنبه المأسي والاهوال التي يتعرض لها يوميا شريطة ان يكون ذلك بعيدا عن اي تدخل عسكري اجنبي , كي لا يتعرض لما تعرض له وما يزال الشعبين العراقي والليبي ... ولو تمعنا قليلا لوجدنا ان قادة هذه البلدان كان لهم الدور المباشر في عمليات غزو العراق او دعم تدخل قوات الناتو في ليبيا , وكان ذلك اكثر وضوحا في الدعم المادي وغيره للارهابيين الذين اراقوا دماء غزيرة وعزيزة للعراقيين , بل وما توانوا هم والنظام القابع في سوريا وايران وتركيا عن تمويل وتجهيز ومساعدة القتلة من الدخول الى البلاد لتنفيذ جرائمهم , بعد ان قدموا البلاد لقمة سائغة للمحتل , ويا حبذا لو اكتفوا عند هذا , بل نراهم يعدون اليوم عدتهم لتمزيق العراق وتقسيمه الى امارات ودويلات ... وهو ذاته ما يخططون له لكل من مصر وليبيا وسوريا ولبنان والاردن ... ان هؤلاء ممن تباكى بالامس على الشعب العراقي نراهم اليوم يتباكون على الشعب السوري , وكعادتهم راحوا يدفعونه الى مقصلة النظام المتوحش والذي كان ذات يوم شريك لهم في ذبح العراقيين مستغلين طبيعة المجتمع السوري الذي لا يختلف كثيرا عما هو عليه في العراق , حيث التنوع في الاديان والطوائف والقوميات ... وهم خير من يعرف كيفية تأجيج واثارة الضغائن والنزعات والنعرات الضيقة ... وقد كانت جريدة التايمز البريطانية في صلب الحقيقة عندما نشرت قبل ايام لقاء مع احد المعارضين السوريين والذي اكد فيه ... ان اثنتين من هذه الدول ترسلان السلاح سرا الى سوريا , وهما مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل قاموا بتجميع وتدريب الاف المرتزقة وارهابيين وميليشيات اجرامية وسجناء وجنائيين على الاراضي التركية واللبنانية بعد التنسيق مع ميليشيات سعد الحريري وسمير جعجع وشركة بلاك ووتر الارهابية ... ونقلت عن مصادر استحباراتية ان زعيم احدى هاتين الدولتين اكد استعداده التام على صرف المليارات لتخريب الساحة السورية , كما فعل بالامس مع ليبيا , وانه يشرف مباشرة على خلايا ارهابية وتجميع افرادها تحت رعاية سفاراته في الخارج , مؤكدة ان في مصر وحدها الان العديد من تلك المجاميع التي تعمل لصالح مخططات هذه الدولة ... ولكي تكون الصورة اوضح فأن سوريا هي من تبحث عمن يجهز الثوار بالسلاح لكي يكون بطشها ضد المناضلين مبررا .
حقا اننا كعراقيين لا يشرفنا حضور هؤلاء النفر الى بغداد وغير راغبين النظر الى تلك الوجوه الكالحة ممن لم ترتوي كروشهم من الدماء بعد , وفي ذات الوقت هم ايضا لا يسعدهم انعقاد المؤتمر والحضور اليه ... واغلب الظن ان كبيرهم سوف يرسل من ينوب عنه بحجة المرض والاخر لانشغاله والثالث لمواصلة مؤامراته وذبح اشقائه ... هذا اذا لم يقاطعوا المؤتمر كليا ... وازاء هذا ورغم الوضع العربي المزري من المحيط الى الخليج , فأن من واجب الحكومة وجميع المسؤولين ان يضاعفوا جهودهم ونبذ خلافاتهم بغية انجاح المؤتمر حتى وان اقتصر الحضور الرئاسي على الصومال وموريتانيا وجيبوتي , والعراق مطالب بتلقين اؤلئك دروسا في الاخلاق ويعرفهم بحجمهم الطبيعي كي يعلموا ان العراق لم يعد ذلك الرقم الصغير والسهل من المعادلة العربية والدولية ... وحري بأؤلئك المسؤولين وبدلا من قتل السوريين ان يوجهوا تلك المليارات الى شعوب عربية هي بحاجة اليها حقا , فها هي الصومال يموت فيها ما يقارب المائة طفل يوميا من الجوع والعطش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط