الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي

جهاد الرنتيسي

2012 / 2 / 9
الادب والفن


تراوح رؤية الشاعر العاملي محمد علي شمس الدين للتسونامي العربي بين ثنائية " الشك " و" اليقين " لتعبر عن حيرة النخب العربية الراغبة في التغيير والقلقة من مآلاته .
قصائد ديوانه " ينام على الشجر الاخضر الطير " تقترب من حواف الاجابة على الاسئلة المحيرة دون ان تفقد حذر الافراط في رؤية تفتقر الى ما يدعمها.
الصور المستخدمة في القصيدة التي يحمل الديوان الصادر عن دبي الثقافية اسمها تبدو الاكثر تمثلا لحالة الحيرة واللايقين .
ما بات يعرف بالربيع العربي جاء متأخرا بعد فوات الاوان حسب وصف الشاعر الذي يعبر عن رغبة معتقة بالتغيير .
الا ان هذا الربيع شهد في المقابل موت " حفنة من ملوك الزمان " مما يعطي لقدومه المتأخر مشروعية ما اتاحت مبرر الاسهاب في كيفية انقضاض طيوره وغرز مناقيرها في الجماجم .
احتفالية صاحب " منازل النرد " و" الغيوم التي في الضواحي " بالربيع المتأخر لم تحل دون الاعتراف باحتمالات نشر الطيور لاعشاشها في "الجحيم".
في احد مقاطع القصيدة يأخذ القلق منحى الخوف المعلن :
"اخاف لاني وقفت على شرفة عالية
ولا شئ حولي سوى الهاوية
وامشي معا في طريقين مختلفين
ماض مضى
وغد لا يجئ "
بقية قصائد الديوان ، التي كتبها الشاعر في فترات سابقة ، كما هو ظاهر في التواريخ المثبتة ، توحي بانه مر بمراحل من الاندفاع والتردد ، قبل الوصول الى حالة الحذر ، في التعامل مع التسونامي العربي ، الذي اخذ تسمية الربيع ، المغرقة في تفاؤليتها ، على سبيل الاشادة ، بالتحول الذي يمكن ان يفضي اليه ، وتسمية الثورات البرتقالية ، التي تنتمي الى لغة اتهامية ، يحلو لاصحابها ربط التحولات ، التي تمر بها المنطقة ، باجندات خارجية .
في قصيدته "العرس" المستلهمة من ثورة يناير المصرية يستغرق الشاعر في وصف المستقبل الذي ستفضي اليه الثورة المصرية .
تقول صبية من احدى قرى اسيوط في وصف فتى من شهداء الثورة رأته في المنام
"... وهنا قام
فلما صلينا الفجر
راينا قامته تعلو
ويسير فتتبعه الغدران "
الواضح من هذه الصورة ان صاحب " يحرث في الابار " كان لدى كتابته القصيدة ماخوذا بقصيدة للشاعر شوقي بزيع عن فتى جنوبي يدعى ايمن غناها الفنان مرسيل خليفة وجاء فيها :
"ومشى النهر إليه
ومشى البحر إليه
مشى الوطن العربي إليه
ومشينا نحو خطاه "
التحريض على الثورة كان اكثر وضوحا في نهايات قصيدة " العرس " التي يقول فيها :
" يا خمس صبابا من اسيوط
هذا زمن الاعراس اتى
فتزين باجمل زينتكن
سنمضي
بعد قليل
نحو الساحة "
القصيدة المستوحاة من الثورة التونسية والتي تحمل عنوان " خمسة مقاطع للثورة " لم تخرج عن هذا السياق حيث يقول في مطلعها
" الثورة لون الالوان
فاحرص
ان تسكن في قلب الثورة
كي لا تحيا وتموت بلا
اسم
او رسم
او عنوان "
بذلك ينتقل الشاعر شمس الدين من التحريض على الثورات بعد التسونامي المصري والتونسي الى قلق من قوة دفع التسونامي الاشمل مع اندلاع بقية التسوناميات على الخارطة العربية .
انتقال الشاعر بين رؤيتين اقرب الى من يحاول وصف الغابة بعدما اكتفى طويلا بوصف الشجرة .
بين الوصفين ظهرت فروقات كبيرة حيث تخفي جماليات الشجرة عالما من المفاجآت تصعب رؤيته دون استكشاف الغابة .
لكن النقلة السريعة بين رؤيتين احداهما متفائلة واخرى مترددة تكشف عن حيرة في رؤية الشاعر .
الحيرة في رؤية الشاعر الكبير محمد على شمس الدين لا تقتصر عليه فهي عنوان حالة عامة في زمن رمادي حيث تختلط الالوان وتفسر الاحداث الكبيرة التي تؤطر افق الانسان والوطن وفقا الى نزوع سياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع