الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفلاس الأمني وحزب الكنبة

أحمد زكارنه

2012 / 2 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


لا أعتقد أن أحداً يمكنه اعتبار مشاهد الدم المراق على جنبات الوطن العربي في مصر وسوريا وليبيا واليمن، انجازاً ثورياً على أي صعيد من الصعد، كما أن أحداً لا يمكنه تبرير ثقافة الكره التي باتت تحكم العلاقة في مجتمعاتنا العربية سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، والدلائل على هذه الثقافة عديدة، منها تحذير المستشار «أحمد الزند» رئيس نادي قضاة مصر لبعض اعضاء البرلمان المصري الذي تحدث عدد منهم بلغة المزايدة التي وصلت حد التشكيك في نزاهة القضاء المصري، الذي طالب بعضهم بـ «تطهيره»، مشيراً إلى أن هذه اللغة تطمس معالم الحدود والفواصل بين السلطات الثلاث - القضائية والتشريعية والتنفيذية – في محاولة لخلط الأوراق على حد قول الزند.
وللدلالة أكثر، لنا أن نتابع بالصوت والصورة رفض الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري نفسه، لذات اللغة في معرض انتقاده لأحد النواب المصريين حينما فاجأ نواب البرلمان برفع أذان العصر أثناء نقاش الأعضاء لحالة الانفلات الأمني التي تشهدها الساحة المصرية وكان آخرها أحداث مدينة بورسعيد، مقاطعاً الجلسة بشكل استفز الكتاتني الذي رد عليه قائلا: «لا تزايد على أحد، فأنت لست أحرص منا على الصلاة ونحن في قاعة برلمان لا في مسجد».
وفي ذات السياق جميعنا يلاحظ محاباة مجلس الشعب المصري للمجلس العسكري تحت شعار وقوفه إلى جانب الدولة في الدفاع عن مؤسساتها التي تتعرض للهجوم الميداني، وفي ذات الوقت مداهنة ضجيج الشارع المنتفض مرتدياً قناع الثورة، في واحدة من المفارقات العجيبة التي لم نكن نشهدها قبل الحراك الشعبي في 25 من يناير العام الماضي.
إن أحداً في الشرق الأوسط من أقصاه إلى أقصاه لا يمكنه القول: إنه ضد حق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها في سياقٍ من المساواة عبر التخلص من النظم العربية الشمولية التي حكمته على مدار أكثر من نصف قرن ذاق فيه ما ذاق من الويلات، ولكن ما نشهده اليوم والعبرة بالنتائج، هو بكل المقاييس حالة من الانفلات الذي يدعو للريبة والشك معاً، في أن المراد لمصر العروبة، ومن ثم الوطن بأكمله يبدأ من نقطة النيل من هيبة الدولة العربية، وصولاً إلى سقوطها على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، تحت شعارات ديمقراطية لا يمكن لعاقل وطني أن يقبلها بصورتها المشوهة على حساب مصالح الوطن وأمن المواطنين، خاصة وأن ما يجري لا يخرج عن نطاق ما يسمى «الفوضى الخلاقة» التي يساهم فيها الكل، وتتهم بها فئات بعينها، دون أن يدري أحد عنوان اقامة هذه الفئات أو مرجعيتها في حالة فريدة من نوعها لا تعبر إلا عن «انفلاس أمني» متهم به في أغلب الأحيان «حزب الكنبة»، والكنبة بالعامية المصرية هي الأريكة، واعضاء الحزب هم هؤلاء الأغلبية الصامتة، التي بالرغم من كونها صامته لا تنزل إلى شوارع الفوضى، ولا تتصل ببرامج الـ «تي رشرش» ولا تنتمي لتنسيقيات اللهو الخفي ولا تدعو لمليونيات الربيع الماطر، إلا أنها متهمة بإباحة زيجة الانفلات الأمني من الافلاس الأخلاقي في زمن جعل السواد الأعظم منا «كنباوي» بامتياز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح