الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب علماني ديمقراطي في العراق – مشروع يقلقني

زيد ميشو

2012 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قرأت على صفحة الحوار المتمدن ( حملة حوارية حول تشكيل الحزب العلماني الديمقراطي في العراق ) ، وقدّم المقترح والمذيّل بـ 24 نقطة مهمة لبلدنا الذي يعاني الأمرين المفكر ضياء الشكرجي . ونظراً لأهمية الموضوع ولجدّيته رأيت من المناسب كعراقي مهتم بشأن وطنه أن أساهم بهذه الحملة من خلال إبداء قلقي لمشروع عظيم لا أتمناه أن يولد معاقاً ولا ضير أن تسمعوا لعامة الناس وأفتخر بإنتمائي لهم ..
فبعد فكرة الحزب الواحد المقيته وحكم قمعي تجاوز الثلاثة عقود وفرحة من بعدها لم تكتمل بل قلبت حزناً وغماً بسبب سياسيين يحملون ولاءات عدة وللأسف غالبيتها ليست للوطن ، بات يهمني أن يقود زمام الأمور أشخاص متنورون وديمقراطيون والأهم أن يكونوا ليبراليين يقدسوا حرية الفرد ويعملوا على تحجيم كل فئة تسعى إلى نشر أهدافها بالقوة مستغلة مناصبها لتمشية مصالحهم فقط ضاربين كرامة الفرد وحقه بحياة هانئة وأمينة ، سواء استمدّت هذه الشريحة قوتها من سلطة سياسية كانت أم دينية ، خصوصاً بعد أن أثبتت الأيام والسنون فشلها وكرهها من قبل غالبية الشعب ، أو بتعبير أصح كرهت من قبل جميع الأحرار ..
لذا بوركت بدايات المبادرات الطيبة التي سعى لها الكثير من الذين يحبذون إطلاق تسمية المتنورين بسبب أفكارهم وأسلوبهم وأصبح هناك الكثير من التجمعات ، وتابعنا الكثير من المقالات المفيدة وشهدنا في بداياتها مؤازرة تلك النخبة من المثقفة لبعضهم البعض فاستبشرنا خيراً .
مرت الأيام واكتشفنا ما لانرجوه ، فالتجمعات المتنورة أصبحت متشنجة ومتزمتة بآرائها ومنقسمة على بعضها البعض حتى يخال لي بأن كلاً منهم إله لايمكن اعتراضه ..
توسّلنا إليهم أن يترفّعوا بكبريائهم ويطرحوا تكبّرهم جنباً ويعلموا بتناغم من أجل تثقيف الناس وانتشال المتورطين بالجهل من قعرهم ، وإشعال شمعة في ظلمة التخلّف ، ألا أن كل المحاولات باءت بالفشل الذريع ، فانسحبت من هذه التجمعات النخبة وتفككت جميعها ولم يبقى سوى محاولات خجولة هي الأخرى زائلة لامحال .
فالحزب المراد تنشئته هو رجاء العراق وأمله المنشود لكنه سيولد معاقاً بالتأكيد إن لم يتم تشخيص العلّة وعلاجها قبل المخاض .
لاأدعي الخبرة ولا الثقافة ، ولست ضليعاً بالسياسة ولاأفهم منها سوى قشورها ، هذا وليس لدي أي تخصص علمي أو فني ... لكني وكشخص عادي جداً فهمت العلّة وشخصتها على هذا النحو ، ولم أرَ أنسب من هذه اللفتة الكريمة المطروحة والدعوة الصادقة والجميلة والمخلصة لكي أقول ما في جعبتي ...
العلّة وكما يقول مطرب المنولوجات الراحل عزيز علي ( منّا وبينا ) ، فهي مترسخة في غالبية المتنورين الذين يعتبرون بأن الحق والحقيقة لها مصدر واحد وهو الشخص الذين يرونه في المرآة صباح كل يوم .. فلا إله غيرهم ولا فكراً يعلو على أفكارهم ..
فهم مجموعة مختلفة حتى على مايتفقون عليه .. وقد سبق وأن كتبت مقالاً على الحوار المتمدن يشخص حالتهم بعد أن تلاشت أحلامي بعراق ليبرالي ..
فكيف ستقودون السفينة بطاقم من الربابنة فقط ؟
الليبرالية حلمٌ رائعٌ نتمنى أن يتحقق في العراق ، إنما نجاحها دون علاج العلة أو مواطن الخلل مستحيل ... عالجوا الأنا في متنورينا وسنكون لكم من الشاكرين ، لا بل من الممنونين ...
http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=335
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=281581








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل من امل؟
يونس حنون ( 2012 / 2 / 9 - 23:26 )
اخي الكريم زيد
عندما اطالع اخبار الزيارات المليونية في العراق ينحسر لدي اي امل في عودة الوعي العاقل لهذا البلد
لا اشك ان هناك الكثير من المثقفين والمتنورين والليبراليين ولكن اين تذهب اصواتهم وسط صخب وضجيج الموروث الديني بل الانكى ان الظلاميين ركبوا حصان الديمقراطية وحصلوا على الاغلبية
فهل بقي بايدينا الا الحسرة والانتقاد المر؟
وهل سينفعان بشيء
اعتقد انك اختصرت الموضوع بجملتك
بعد أن تلاشت أحلامي بعراق ليبرالي ..
بورك قلمك
خالص تحياتي


2 - فعلاً ليس لدينا غير الحسرة والنقد المر
زيد ميشو ( 2012 / 2 / 10 - 01:03 )
شكراً دكتورنا العزيز على الرد اليتيم في هذا المقال
قبل أن يكون هناك أمل بعراق ليبرالي يجب أن نبدأ بأمل أصعب وهو وجود ليبراليين عراقيين من أجل العراق .... ومادام المتنورين لايجتمعون بأفكارهم حول طاولة مستديرة بالتأكيد ستخلوا الساحة السياسية من المخلصين ويشغلها الإنتهازيين والوصوليين والأصولين الدينيين ... وبهم جميعاً سيزداد العراق شرذمة وتقسيم ويزداد عدد المهاجرين


3 - الافكار الغريبة
طلال سعيد دنو ( 2012 / 2 / 10 - 02:32 )
اخي العزيز زيد
الظاهر ان غالبية الكتاب والمعلقين يرون هذا الموقع وجد لكي يشتموا الاديان وكان الفكر عندهم انحسر بهذه العملية فلا تهتم لهذا ..المهم لديك فكرك المنفتح وغير الرافض للحوار مع باقي الافكار ..اما قضية الحزب العلماني فسترى ان هناك الابواق التي ستكفره وتجعله حزب همه الوحيد هو الفساد الاخلاقي ومحاربة الاديان لا فصل الدين عن السياسة وشكرا


4 - العراق سابقون ونحن فى مصر اللاحقون
فاتن واصل ( 2012 / 2 / 10 - 09:59 )
الأستاذ زيد العزيز لو تلاشت أحلامنا لتلاشت أوطاننا وحياتنا .. لابد ان نقبض يدنا بشدة على أحلامنا لأنها لو ضاعت فلا وجود لنا أيضا ، نحن فى مصر وطبعا لن أقول الجميع لكن أقول على الأقل الطبقة المثقفة المتنورة لازال لديها حلم بوطن ننعم فيه بالحرية والعدالة التى سلبت منا على أيدى الحكومات الاستبدادية الثلاث المتتالية فى منافسة مع آخرين لهم حلم بدولة دينية يعلو فيها صوت السوط على صوت العقل وكأن أبناءنا الذين ماتوا ضحايا للأستبداد لم يكونوا كافين ولازال هناك من هو متعطش لدماء الباقين من الشباب . تصورى أن الحلم هو آخر حصون المقاومة فلولاه لما تقدمت الدنيا خطوة ... لا تدع اليأس يدخل الى حلمك .. تحياتى واحترامى ومودتى.


5 - معادلة خاسرة
زيد ميشو ( 2012 / 2 / 13 - 00:31 )
العزيز طلال سعيد دنو
ألأبواق التي تكفر الحزب العلماني لاتفعل ذلك لخلل في فكرة الحزب بل لأنها تعيش على تمني واحد ، وهو تحقيق المساواة بين الإنسان والبهائم
أما المعنيين في هذا المقال فهم أعلى من مستوى النقد حسب قناعاتهم للأسف الشديد
فهم وجدوا في معادلة خاسرة مع التيارات الدينية ، كونهم مختلفين ومتخالفين


6 - الفرق كبير
زيد ميشو ( 2012 / 2 / 13 - 00:45 )
الأستاذة الرائعة فاتن واصل
مهما تقشفتُ في أحلامي لكني مازلت أملك اليسير منها
خجولة نعم ... لكنها تبقى أمال ... فلا طعم للحياة بدون أمل
وقلبي مع ثوار مصر وعلمانيها .... فهم أمل لكل ألأحرار في شرقنا التعيس متمنياً تحقيق آمالهم ، فالفرق كبير بين العلماني إن كان مؤمناً أو لادينياً وبين المتدين المتعصب .... الأول هو مصر كلها والثاني لاولاء له لمصر ولا حب للمصريين


7 - إنها إنفلونزا المنافقين
سرسبيندار السندي ( 2012 / 4 / 13 - 15:49 )
بداية تحياتي لك ياعزيز زيد وتعليقي ؟

1 : كم أتمنى أن يكون في عراقنا فقط حزبين كما في الولايات المتحدة ألأمريكية والتي نفوسها تقريا 360 مليون نسمة ، فالنقسم 360 على إثنين فالنتيجة 150 مليون إذا لازم نجمع معنا مصر وسوريا وفلسطين لنكمل نصف العدد ؟

2 : ألم تسمع ياعزيزي زيد بأن الذين إختشو ماتو ، ولم يبقى إلا تجار التقية والشرع الشعارات وخذ وهاتو ؟

3 : مثلك كم أتمنى أن لاتكون ألأمنيات مجرد أحلام يقظة كأحلام الفلسطينين والمسيحيين ، محصورين بين مطارق الحاكم الطغاة وسندان الدين ، فأحلى أحلامهم مر كالعلقم اللعين ؟

4 : أرجو أن يتسع صدر الجميع لسماع قصة ألأسد والحمار ، إلتقى حمار أسد ، فسأل ألأسد الحمار ، لما أنت حمار ، فقال الحمار ماذا تتوقع مني أن أكون يامولاي ، أليس أبي وأمي من صنف الحمير ، فأجاب ألأسد طبعا ، فقال الحمار للأسد وهل تعلم من هو أكثرحمارة إنه الذي لم يربطني جيدا لأرى وجهك ال ... ؟

5 : إذن المشكلة في البعض ياعزيزي زيد هى عدم وجود من يربط هؤلاء المفلسين ؟

6 : ومسك الختام محبتي ومودتي للجميع والسلام ؟

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -