الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للأفكار أسرّة

واثق الجلبي

2012 / 2 / 9
الادب والفن



عندما لا تأتي الأفكار الإبداعية لأي مثقف أو مهتم بالفلسفة وتستعصي عليه ويجف ضرع الأدب عنده ، ماذا يعمل ؟
ماذا عليه أن يصنع ليعيد المياه الفلسفية والثقافية إلى مجاريها؟
كل مبدع تمر به حالات يكون فيها خلع أحد أضراسه أهون عليه من الإتيان بفكرة جديدة...
هذا هو الحال الملازم مع المفكرين والأدباء والمبدعين الذين يحاولون أن يستنقذوا ما تبّقى لهم من الثواني والساعات في حياة مضببة وأيام تلبس الحداد على أغلب المشتغلين في هذا المجال الواسع.
في هذه الحالة ماذا على المثقف أن يفعل؟ هل يترك أفكاره أسيرة بيد الجمود؟
هل يترك الآخرين ينظرون إليه بسخرية؟ هل يبتعد عن هذه الأجواء ؟ هل يختفي عن الأنظار ويلتحف بالنوم الفلسفي؟ أم يشتغل بالماضي وإسقاطاته والبحث في ثنايا كتب الفلسفة والثقافة والفن ، لربما يجد جملة تشحذ من عزيمته ويّطورها ليشكل منها صورة جديدة؟
أم يقرأ أكثر وأكثر ليتعمق في فهم الحياة وإشتباكاتها الفوضوية العارمة محاولا فض خيوطها العنكبوتية العملاقة؟
البعض يفعل أشياءا كهذه والبعض يكتفي بالنظرات الخاطفة وربما المتعمقة لسيل الثقافات الصناعية وغياب الأصالة الإدراكية في فهم كل المتغيرات السريعة والهائلة في عالم أصبح طموحه إلى ما هو أبعد حتى من الغايات الظاهرة على السطح.
إذا ماذا يفعل المثقف؟
من أبرز المقترحات المتقدمة هو إلقاء ظلال العجز على كل شيء متحرك وغير متحرك ،يحمل روحا بين جنبيه او لا يحمل سوى رسومات للعقل..هكذا أمست بعض الأفكار وبالطبع فليست هذه المشاهد حديثة الولادة بل إن كل شيء في التاريخ والفلسفة والفن والأدب هو نتيجة عمل غير مكتمل أو مكتمل ولكن في طيات الزمن الماضي فجاء الحاضر بكل ما فيه ليضع أفكار وإبداعات الماضين على طاولة أذهان الناس وبصورة مختلفة وبأطباق متمايزة.
الفلسفة بوصفها أحد أهم العلوم التي أنتجها العقل البشري لم تنأ عن محاولة لوي عنق الأشياء لتدخل في محاور قد تضر بها وتسّطح مفاهيمها الواسعة والدقيقة نتيجة عدم الإدراك الكامل بها كعلم وفن وثقافة .
عدم معرفة السبب لا يكون بغموض الفهم المنظور للمثقف لنقول أن حركة الكرة هي الفلسفة وننسى أن القدم هي التي ركلتها.
هذا المثل ببساطة هو بداية الخوض في عالم الطفولة الدافىء والمليء بالسلام والحب والمرح الحياتي غير المضبب.. السؤال هنا :
هل يجب أن نقول أن للأطفال فلسفة ؟
الجواب : نعم وكلا ..أما عن كيفية الإيجاب فهذا هو المنزلق الذي وقع فيه جم غفير من المثقفين والفلاسفة أيضا.
التداعي صفة إنسانية تخص الكبار فقط وحالة الإسقاط الذي يعيشه المثقف وخلع قناع الأمثال والحكمة وإلباسه الحيوانات كما في كليلة ودمنة وحتى الغسقاط السياسي العربي الذي كان يخلع قميص القتل ليلبسه الجن...وغيرها من الامثلة ، في هذا الحيز الكبير ذي النوافذ المتشعبة والدهاليز المظلمة والضيقة لم تكف البعض فراح يسقط النضوب الفكري الخاص على عوالم النور المتمثل بالطفولة وهذا ما يخص الإيجاب.
أما النفي فيتضمن أمورا كثيرة تحتاج إلى إعادة التفكير بالكبار ودراستهم من منظورهم للحياة وربما كانت التربية والفهم الخاطىء للآباء هو أساس رمي عجز الكبار على الصغار..
للصغار فلسفة حسب ما يقرّره الكبار فالكبير يحاول أن يتقمص دور الصغير وبالعكس في مرحلة عمرية معينة بالنسبة للصغير الذي يحاول أن يحاكي الكبير بعد أن يدرك ظانا منه أن الكبير الماثل أمامه هو كل الحياة وأن تصرفاته هي الوحيدة والتي تمثل الحياة فتجده يصدم عند إحتكاكه بالآخرين ويحاول أن يصحح الأخطاء التي تكون قد شكلتّ منه شخصيته ولكن بعد فوات الآوان في أغلب الأحيان .
من هنا جاء الظل وألقيت عباءة الفلسفة على عقول لا تؤمن سوى بالإبتسامة سبيلا للدفق الحياتي الذي يكتنف خزانتهم غير المهيأة لإستقبال قبح العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا