الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام الأسد الحِواري

بدرالدين حسن قربي

2012 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أكبر المتآمرين على النظام السوري هو النظام نفسه وشبيحته وليس أحداً آخر إلا من قبيل التسخين ووضع البهارات، فالأحمق من أصله عدو نفسه، ونجد فيما فعله النظام بنفسه تصديق ماسبق من الكلام في عدد من الفقرات التالية:
قيام ضابط أمن اسمه عاطف نجيب، كل إمكاناته أنه عُتلّ شاذ،ّ ومريض زنيم، ولص مجرم، وكل مؤهلاته أنه ابن خالة الرئيس، بإشعال قشة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير النظام التعيس فجرت ثورة في سوريا كلها، يوم لم يثنه عن التوحش في تعذيب باقة من ورود أطفال درعا قطرةٌ من رحمة أو لَحْسة من إنسانية، فصب عليهم سوط عذاب...! وعليه، فإن نجابة عاطف وكبره وصلفه وغطرسته أشعلت فتيل ثورة في أكوام يابسة من القهر والقمع والغضب.
مواجهة السلطة القمعية لمظاهرة درعا السلمية من ساعاتها الأولى بالقتل وسفك الدماء زاد في إشعالها وامتدادها في عموم سوريا، كما أن إصرار النظام على معالجتها بالطريقة الأمنية المنقرضة جعل عدد ضحاياها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين فضلاً عن آلاف المشردين في دول الجوار، دفع بالثائرين إلى رفع سقف المطالبة بسقوط النظام ورحيله.
كثرة القتل وأوامر إطلاق النار على المدنيين العزل الذين هم من قبل ومن بعد مواطنون سورييون وليسوا من عالم آخر، أحدثت مشكلة على الأقل عند بعض العسكريين أنفسهم في التنفيذ، مما ترتب عليه قتلهم لرفضهم تنفيذ أوامر القتل، وهو ماظهر من الأيام الأولى ولكن ليس كثيراً، لأن النظام كان يغطي على ذلك برواية القتل من قبل العصابات المسلحة....الخ. تطور الأمر وظهوره إلى العلن في منتصف شهر حزيران كبداية انشقاق في الجيش، وبات المنشقون المرغمون على أمرهم مطلوبي الدم بمافعلوا من رفضهم الأوامر وكان قدرهم المقدور خياراً وحيداً هو الانشقاق، ولتصبح المواجهة بين أخوة السلاح هي لغة الحوار فيما بينهم على طريق اللاعودة أيضاً بعد أن قارب عددهم الثلاثين ألفاً.
إطلاق النظام في الصيف الماضي مبادرة حوار للبحث عن حل لكارثته لا تتجاوز شكل حوار داخلي للنظام، مع استمراره في القتل والتدمير والاعتقال مما أكّد أن مبادرة النظام الحواري ولدت ميتة لنظام ماتت فيه الإنسانية وانعدم فيه الضمير.
اعتقاد النظام أن مخرجه من مصيبته هو بالإصرار على الترهيب والقتل قارب ثمانية آلاف ضحية، دفع بالثائرين رغماً عنهم للاستنجاد بالعرب والعجم والشرق والغرب على مرارة الاستنجاد وأثمانه لإنقاذهم من الذبح، لقناعتهم أن القاتل لن يوقفه شيء عن الاستمرار في تصفيتهم قتلاً وتشريداً. ولئن اختار النظام العراقي السابق لمعركته الأخيرة قبيل سقوطه اسم الحواسم، فإن عتاولة النظام وجلاديه من بعد الفيتو المزدوج اختاروا الحسم، فضاعفوا وتيرة مجازرهم اليومية وخراب الديار.
تأخر النظام السوري القميء في مباشرة الإصلاح، وصلفه وغروره في قراءة أحداث الربيع العربي، وحمقه وطغيانه واستبداده والداً وولداً، جُعل تدميره في تدبيره، ليواجه في كل حلوله التي مضى إليها بحمقه ومكابرته طريقاً مسدودة لامخرج له منها. وإنما للأمانة، فرغم عشرات آلاف القتلى ومثلهم من المعتقلين، ومئات ألوف المهجّرين، فإن الابن يعيد الكرة علينا منذ احدى عشر شهراً، وإنما مع عشق حواري جاهز. ومانقله لافروف وزير الخارجية الروسي معه من رغبة بشار الأسد للحوار مع كافة القوى السياسية، يؤكد لكل المتشككين والناقمين على هذا النظام والعياذ بالله، أنه نظام حواري لامثيل له في العالم ولا في دول الجوار، وإنما وحشية قمعه وسيول الدماء التي أجراها تعيق حتى أقل رغبه موجودة للحوار، وتسقط عنه شرعيته الدستورية، وهو ماوضع السوريين أمام قناعة نهائية لاتبديل فيها ولا تغيير، أشهروها على العالمين في جمعة إسقاط الشرعية. فسوريا تريد الحرية، والنظام في شأنها عاقر عقيم، ودليلنا أكثر من أربعين عاماً كانت كافية ليخرج السورييون من بعدها سلماً إلى الشوارع والساحات وبصدور عارية يواجهون الموت وهتافهم: الله سورية، وحرية وبس، الموت ولا المذلّة، ارحل عنّا بلا حوار، واسمع صرخات الثوار، فالشعب يريد إسقاط النظام الأسدي ورحيله من حياتهم إلى الأبد.
http://www.youtube.com/watch?v=7Bmhltg4Z_I&feature=youtube_gdata_player
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=Q5V3Fogj-Uo
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=fGeGQL7k0ag
http://www.youtube.com/watch?v=nmIeSZGx5Dc&skipcontrinter=1
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=jFWEehJsSoM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق