الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 2 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد غد يمر عام كامل على سقوط مبارك الأثيم ؛ و لنا في هذه الذكرى أن نقف وقفة لنسأل سؤالين ، أولهما : من المسئول عن الإخفاق ، أو الإخفاقات ، التي حدثت خلال هذه الفترة ؟؟؟
من المسئول عن إخفاق مصر في التخلص من نير العهد السابق ، ذلك النير الذي وضع على عاتقها منذ الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، و إلى اليوم لم تتخلص منه ؟؟؟
لا أريد أن يخلط أحد الأمور ، فأنا عندما أدافع عن مرحلة ما قبل الإنقلاب الناصري ، إنما أدافع عن ديمقراطية ذلك العهد التي جاءت نتيجة نضال الشعب المصري ، بفلاحيه و عماله و موظفيه و طلابه ، و بقية الأطياف الإجتماعية - الإقتصادية للشعب المصري آنذاك ؛ و أرجو في هذا الشأن مراجعة مقال لشخصي البسيط ، كتبته و نشرته في أواخر عام 2010 ، و عنوانه : أتحسر على سقوط الديمقراطية المصرية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة محمد علي ؛ و يوجد المقال كتسجيل صوتي بعنوان مختصر هو : أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى لا أسرة محمد علي ، و ذلك في قناة حزب كل مصر - حكم ، في يوتيوب و عنوانها :
allegyptparty .
ثورة 1919 أدخلت مصر مرحلة أطلقت عليها من قبل المقال المشار إليه أعلاه ، و لازلت أطلق عليها : الحقبة الديمقراطية الأولى ؛ مثلما أدخلت ثورة 1805 العظيمة مصر العصر الحديث ، و هي الثورة - و أعني ثورة 1805 - التي أعدها في رأيي الثورة الأم في ثورات الشعب المصري في العصر الحديث ، و قد ذكرت ذلك في مقال : نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مصر اليوم في الحضيض ؛ و يوجد أيضاًَ كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و هو أول تسجيل وضع في تلك القناة .
ثورة 25 يناير 2011 لم تدخلنا بعد أي عصر ، و بإستثناء مجلس الشعب - الذي أتريث في إصدار حكمي عليه لإنني لا أستطيع بعد تقييم أداءه و إستقلاليته - فإن كل المؤسسات الأخرى في الدولة تحت سيطرة النظام الذي هتف الشعب بسقوطه ، و قدم حوالي 850 مواطن نفوسهم الغالية ثمناً لذلك الهتاف ، أو لذلك الأمل الذي لم يتحقق بعد .
بل أن النظام الحاكم المرفوض أصبح اليوم أكثر جراءة ، بل و أكثر وحشية ، بعد أن لمس ضعف الثورة ، بعد أن نجح في إختراقها .
في عهد مبارك كان الإعتقال و التعذيب هما أهم سمتان للنظام الحاكم في ميدان إنتهاك حقوق المواطن المصري ، بينما كان القتل العلني هو الإستثناء ؛ لكن منذ ما بعد الحادي عشر من فبراير 2011 ، أصبح القتل العلني للمواطنين المصريين ، و بخاصة القتل الجماعي ، هو سمة النظام الحاكم ، و أصبحت عمليات القتل الجماعي شبه شهرية منذ خريف عام 2011 .
أعود للسؤال الذي سألته في أول فقرة في هذا المقال : من المسئول عن هذا الإخفاق ، أو الإخفاقات ؟
إنهم هؤلاء الذين قادوا الثورة في مرحلة ما بعد الحادي عشر من فبراير 2011 ، و هم في الحقيقة عملاء للسلطة ، مثل إتحاد شباب خيانة الثورة - الذي سبق أن روج في أوائل أكتوبر 2011 ، و قبل مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 ، لفكرة العفو عن قتلة شهداء الثورة مقابل دفع ديات لأهالي الشهداء - و مجموعة السادس من إبريل ، و حركة كفاية ، و غيرهم .
سبب الإخفاق الأساسي هو أن الثورة - و بفضل الخونة الذين تصدروا للقيادة - إكتفت بإسقاط مبارك ، و إعتبرت ذلك هو الإنجاز ، و هو عكس ما كتبته في رسالة تويترية ، و التي نشرتها أيضاً في صفحتي في فيسبوك : أحمد حسنين الحسني ، و في مدونتي : إستعيدوا مصر ، في مكتوب ، و في صفحة إستعيدوا مصر في فيسبوك ؛ بعد علمي بسقوط مبارك ، و التي نصها : مبروك لنا لقد نجحنا، لقد حققنا شطر كبير من أهدافنا و لكن لنتذكر في غمرة فرحتنا إننا لم ننته بعد من تحقيق كل أهدافنا، إننا نقف تحية لشهدائنا.
المهمة لم تكتمل في الحادي عشر من فبراير 2011 ، و هذا واضح الآن بعد مرور عام تقريباً على سقوط مبارك ، شهدت مصر خلاله الكثير من المذابح .
إنني أعتبر أن كل هؤلاء الذين ضللوا الشعب ، و قادوا الثورة إلى الفشل ، شركاء أيضاً في المسئولية عن تلك المذابح .
هؤلاء هم من وراء الفشل ، فما الذي كان يجب أن يتم ؟
أولاً : كان يجب أن تتعامل الثورة مع النظام على إنه ليس مجرد فرد ، أو أسرة ، بل مجموعة كبيرة من الأفراد يديرون أجهزة الدولة الحيوية ، ترتبط مصالحهم بالنظام ، و يدين معظمهم بالعقيدة الناصرية .
النظام الحاكم ليس فقط مبارك ، و أفراد أسرته ، و وزير داخليته ، و بعض رجال الأعمال ، و بعض كبار ضباط وزارة الداخلية .
عمر سليمان مثلاً ، و هو الرجل الثاني في عهد مبارك ، و الرجل الأول الآن ، لازال حر طليق ، يخطط ، و يدبر ؛ و قد بح صوتي من الإشارة لخطره و ضرورة محاكمته ، و لكن من يسمع ؟ و من يستجيب ؟
و بشأن عمر سليمان - رئيس مصر الحقيقي حالياً - أرجو مراجعة مقال :عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و كتبته و نشرته في الأول من مارس 2011 ؛ و مقال : عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط ، و كتبته و نشرته في الرابع من مارس 2011 ؛ و مقال : إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة ، و كتبته و نشرته في الحادي و الثلاثين من مارس 2011 ؛ و مقال : عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي ، و كتبته و نشرته في الثالث عشر من إبريل 2011 ، و يوجد أيضا كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر - حكم في يوتيوب تحت عنوان مختصر هو : عمر سليمان إختار لنا الوصاية العسكرية ؛ ثم مقال : جهاز المخابرات يجب أن يبتعد عن السياسة و أن يخضع للرقابة ، و كتبته و نشرته في الثامن عشر من يونيو 2011 .
ثانياً : كان يجب عدم الإكتفاء بإستقالة مبارك ، و بضعة أفراد ، و عدم إبتلاع أكذوبة المجلس العسكري كنصير للثورة ، بل كان يجب أن تقبض الثورة على كافة أعوان النظام الحاكم ، في كل المؤسسات الحيوية ، ممن يشكلون خطر على الثورة و أن تقيد حرياتهم بمعرفتها ، بإسلوب حضاري ، يحترم حقوق الإنسان ، و تستمر في التحفظ عليهم إلى أن يقوم نظام حكم ديمقراطي يحاكمهم بالقسطاس المستقيم ، بدلاً من المهازل الحالية التي نشهدها في محاكمات مبارك و ولديه و حبيب العادلي و كبار ضباط وزارة الداخلية ، و هي المحاكمات التي يبدو إنها ستستمر إلى أن تنقضي آجال كافة المتهمين طبيعياً .
مثلاً كان يمكن الزحف إلى المستشفى التي يقال أن مبارك يقضي فيها وقته بين جلسات المحاكمة ، و نقله بمعرفة الشعب بإسلوب إنساني حضاري في سيارة إسعاف إلى مستشفى المنيل الجامعي ، للتحفظ عليه هناك تحت حراسة دائمة و يقظة من الشعب ، إلى أن تكتمل الثورة ليقوم نظام حكم منتخب ديمقراطياً بمحاكمته ؛ و بالمثل مع كافة رؤوس النظام السابق ، مثل الثعلب الخبيث : عمر سليمان .
هناك فارق بين أن يتحفظ الشعب على مبارك و عمر سليمان و أعوانهما ، و بين ما يحدث الآن ، حيث مبارك لا نعلم يقينيا أين يقيم فعلاً ، وعمر سليمان حر طليق يدبر المذابح ، و يرسم الخطط لوصم الديمقراطية بالفوضى ، و الشعب المصري بالهمجية .
لقد إتهمت جمال مبارك في الثاني من فبراير 2011 ، إنه وراء ما حدث في ذلك اليوم ، و ذلك في مقال : الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك ، و كتبته و نشرته في الثاني من فبراير 2011 ؛ و لكني لا أتهمه الآن بالمسئولية عما حدث في إستاد بورسعيد في الأول من فبراير 2012 ، بالرغم من الشائعات التي تروجها السلطة ، بل أتهم عمر سليمان و المخابرات السليمانية بالتخطيط ، و الداخلية بالتنفيذ ، و لكن لأرد على هؤلاء الذين يقولون أن جمال مبارك هو المدبر لمذبحة بورسعيد و الممول لها ، بسؤال هو : و هل كان يمكن أن يحدث هذا لو كان جمال مبارك متحفظ عليه بمعرفة الشعب ، و ليس بمعرفة المجلس العسكري و عمر سليمان .
أرجو مراجعة مقال : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و كتبته و نشرته في السابع عشر من فبراير 2011 ؛ و يوجد كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر - حكم في يوتيوب :
allegyptparty .
ثالثاً : كان يجب أن تضع الثورة يدها على كافة الأجهزة الحيوية ، و أن تديرها بنفسها ، و بخاصة الإعلامية و الأمنية .
لقد فشلت الثورة لأنها تركت لأعدائها كل النفوذ ، و هذا عكس ما تقوم به الثورات الناجحة ، و أرجو مراجعة مقال : الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، و كتبته و نشرته في التاسع و العشرين من أغسطس من عام 2011 .
إنني أشير للمقالات و التسجيلات الصوتية السابقة لأقول : لم يكن هناك أي عذر لهؤلاء الذين تصدوا لقيادة الثورة بعد الحادي عشر من فبراير 2011 ، فقد نبهتهم ، و لكن لم يسمعوا ، و إن سمعوا ، لم يستجيبوا .
الإنجازات المرئية للثورة ثلاثة فقط : الأول غير مكتمل هو سقوط مبارك ، و الثاني لا يمكن الحكم عليه بعد ، و هو مجلس الشعب الحالي ، و الأخير في علم الغيب ، و هو إسم الرئيس .
هذا المقال مجرد تقييم ، و ليس دعوة للقيام بأي شيء ، و يجب إلتزام الهدوء التام ، فالآن يجب أن يأخذ مجلس الشعب المنتخب كامل فرصته ، و أن نعرف من سيصبح رئيساً للجمهورية .
ملحوظات تعد جزء من المقال : بدأت كتابة هذا المقال في تمام الساعة : العاشرة و ستة عشر دقيقة من صباح يوم الخميس التاسع من فبراير 2012 ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، المماثل للتوقيت الشتوي لمدينة القاهرة ، و إنتهيت منه في تمام : الساعة الثانية عشرة و تسع دقائق من ظهيرة نفس اليوم بنفس التوقيت ؛ و أكتب هذا ليس فقط لدواعي أمنية يتفهمها معظم القراء ، بل و أيضاً لأنني وجدت إنه قد تم التلاعب في تواريخ نشر مقالات قديمة لشخصي البسيط بشكل فاضح ، حيث تم تقديم تواريخ نشر بعض المقالات بالأيام ، و أحياناً بالأسابيع و أحياناً أخرى بالأشهر ، حتى لا يتم إفتضاح السرقات الفكرية التي يقوم بها كتاب السلطة ، و بعضهم من المشاهير ؛ لهذا أصبح من الضروري وضع التاريخ كجزء من المقال ؛ و أرى أيضاً إنه من الواجب أن أعلن إخلاء مسئوليتي عن أي كتابات تنسب إلى شخصي البسيط و تحرض على العنف ، أو تخالف الصراط المستقيم ، في أي موقع ، و كذلك في كافة مدوناتي و حساباتي في تويتر و في موقع فيسبوك ، لأن السلطة لديها بالفعل كافة كلمات السر لكل حساباتي ، كما يجب أن أوضح إنني لا أستعمل الإيميل بأي شكل منذ سنوات .
ثانياً : إكتشفت أن هناك موقع مصري ، يبدو من محتوياته إنه تابع للسلطة ، قام بوضع تعليق بإسمي بالكامل و هو : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني ، و نص التعليق هو نفس النص المكتوب المرفق بتسجيل صوتي عنوانه : إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع ، في قناة حزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و المشار إليها عالية .
و أنا أعلن إنني لم أقم بإرسال ذلك التعليق ، و كذلك لا أقوم بوضع أي تعليقات في أي موقع مصري ، و فقط أضع أحيانا تعليقات في موقع قناة الجزيرة ، برغم إختلاف توجهاتي السياسية و الثقافية عنها ؛ ذلك هو الموقع الوحيد الذي أعلق فيه ؛ لهذا أخلي مسئوليتي عن أي تعليق ينسب إلي و يوجد في تلك المواقع المشبوهة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|