الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تخبؤه لنا قادم الأيام .. بعد محاكمة الزعيم عادل إمام

سالم وريوش الحميد

2012 / 2 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ماذا تخبؤه لنا الأيام بعد محاكمة الزعيم عادل إمام ..؟
الأمم تعرف بمبدعيها ، أن تاريخ مصر الفني والأدبي كان ولازال علامة مميزة ، في حياة الأمة العربية بل والحضارة العالمية فقد نهلنا من كنوز ثقافتها الكثير وكان أدبائها المعين الذي لا ينضب ، ولا أعتقد إن هناك مكتبة عربية شخصية أوعامة تكون خلوا من مؤلفات مصرية ولا غرابة في ذلك فمصر أم الدنيا .. وأم الإبداع ، حضارتها الموغلة بالتأريخ كانت سر عظمتها ، وقد جاء الربيع محملا ببشائر ونذر ، البشائر هي تخلصها من حكم مستبد ، والنذر جاءت بعد أن غابت الرؤيا عن مستقبل مجهول ، تلفه الضبابية
أحببت أن أطرح عدد من الأسئلة حول محاكمة عادل أمام ، ولم أشأ أن أبدي رأيا ، بل هي تساؤلات جالت في خاطري ،
أولها لم كل هذا الحب لعادل إمام ..؟
أتذكر حين عرضت مسرحية شاهد مشافش حاجة في العراق عام 1980 انقطعت الحركة في بغداد ، وتجمع الكثير حول شاشات التلفزيون في المقاهي والبيوت لمشاهدة المسرحية ، وقد امتدت الضحكات من جنوب العراق حتى شماله ، وكانت حديث الناس الذي لا ينقطع لسنوات
، وحين دعي لإقامة عرض مسرحي في بغداد رفض أن يكون العرض لنخبة خاصة بعيدة عن هموم الفقراء
حكم على الفنان عادل أمام بالسجن ثلاثة أشهر وغرامة 1000جنيه مصري ، بتهمة الازدراء بالدين والاستهزاء باللحية والجلباب ، والنقاب في افلام مرجان أحمد مرجان ، الإرهابي ، وحسن ومرقص
قد تكون هذه المحاكمة هي بداية حرب على الفن والفنانين ، هكذا يقول البعض ..؟!،
وهي بداية الإرهاب الفكري مثلما قال فنانو مصر
الحكم بحبسي تهديد لحرية الفن والإبداع كما قال هو
خصوصا وإن هناك العشرات من الفنانين الذين تناولوا الإسلام السياسي المبني على العنف وانتقدوه وسخروا منه ..؟!
، الكثير وليس عادل أمام وحده ..؟ ،
وهل ستكون هذه المحاكمة صورة مشابهة لحقبة ما يسمى (بالمكارثية ) في سبعينات القرن المنصرم في أمريكا والتي حوكم خلالها فنانين وأدباء وعلماء بتهمة معاداة الفكر الحر الديمقراطي ،والانتماء للشيوعية ،
و هل ما يجري الآن في مصر غريبا ..؟!
أهذا جزء من محاولة فرض الهيمنة الفكرية ، وهو جزء من مخطط أعد له ليكون عامل عدم استقرار ، في مصر،
وإلا ما سر هذا التوقيت و دماء شباب سالت في بورسعيد لم تبرد .بعد ..؟
هل عادل أمام امتحان لردة فعل الجماهير ، فيما لو أقدم الإسلاميون على محاكمات أخر..؟ هذا ما يدور في جعبة الكثير ،
ولو رأينا الحكم الصادر بحق الفنان عادل أمام لوجدنا أنه لا يتناسب مع حجم الجريمة ، لو طبقت بحكم إسلاميا كما أريد له ،
لكنه بداية البداية ، فإن مرر مثل هكذا حكم سيكون بداية لمحاكمات أخرى على هذا الغرار، وهل عادل هو المقصود بالذات ،
و هل أن اختيار عادل أمام بشخصه ، هو إنذار ورسالة موجهه لكل الفنانين مفادها :إن عادل أمام وما يمتلكه من جماهيرية واسعة وحب كبير لا يملكه أ ي زعيم عربي ، لن يسلم من أيدينا ،
وبالتالي هو جس لنبض الشارع المصري ..!
أيهما أثقل على المصريين السكوت أم الرفض أم .القبول بالقرار وتمريره كأنه حدث عادي
أو حدوث ضجة وصخب كبير ، ونشوب اضطرابات ، وأزمة لا يمكن احتوائها .. إلا عن طريق العنف أو تهدئة الوضع بإخراجه إذا ماوضع خلف القضبان .؟
هل حقيقة أن عادل أمام أساء إلى الإسلام ..؟
وهل حين كان ينتقد العنف والقتل والإرهاب , وحين ينتقد كل المتلبسين باسم الدين، والمرتدين جلبابه بالزيف ،هو إساءة للإسلام ّ..؟
ماذا لو سقط الرهان ،وعاد عادل أمام محمولا على الأكتاف منتصرا من تلك المعركة التي كان هو أول ضحاياها ،
ليظل متبوء قلوب الجماهير الكبيرة الذين أحبوه من المحيط للخليج
هل أن عادل أمام يمثل رمزا مصريا خاصا بمصر ،أم أنه صوت كل عربي ..؟
، فهو تكلم عن فقراء كل الوطن العربي ، فهو المنبوذ و الهلفوت ، وهو القروي البسيط ، والشغال , والمتسول وهو أبن الحارة ، والفلاح والجنايني ، والسمكري ، والسائق وحتى إنه حين تناول شخصيات برجوازية وأرستقراطية فهو لفضحها وكشف زيفها ،وخداعها فلم يسلم من إنتقادته الاذعة ، من اقتات على السحت الحرام ، وآكلي اموال الشعب ، والسماسرة ، وزعماء هذه الأمة دون أن يستثني منهم أحدا
كيف ستكون مصر بلا فن ولا فنانين ، وإن طبقت أحكام الشريعة لوجدنا الكثير من الفنانات من راقصات وممثلات ومطربات أظهرن عريهن وأثرن الغرائز بالإغراء .. فهل سيكونن بمنأى عن عقوبة (إشاعة الرذيلة )
، وهل ستكون هذه بداية لهجرة الكثير من الفنانين خارج مصر أو هجرة الفن اضطرارا وتقية ..؟
ما شكل مصر بلا سياحة ، وبلا نجيب محفوظ ، ولا ألف ليلة وليلة ..؟.
هل ستظهر فتاوى جديدة بتحريم الغناء والمسرح والموسيقى وربما كرة القدم ، والتماثيل وإلغاء الأوبرا وربما تحطيم أهرامات الجيزة وتماثيل الفراعنة ،
..؟ كل شيء جائز , لا تستعجلوا البت بما ستبئنا به قادم الأيام ،
والسؤال الذي يطرحه الجميع أين هو الربيع ...؟!
ربما هو ربيع الأسلام السياسي وأمريكا ..فهل من الممكن لأمريكا أن تزرع كيانات إسلامية وتساهم في أسقاط أعتى الدكتاتوريات لتضع قوى
طالما حاربتهم وجندت كل قواها للقضاء عليهم
سؤال في دائرة الشك ... يبقى يدور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م