الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزبنا في الصميم من نضال شعبنا، فاعلاً متفاعلاً من اجل الديمقراطية وحرية الوطن

حميد مجيد موسى

2005 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حميد موسى في
الكونفرنس السادس للحزب
حزبنا في الصميم من نضال شعبنا، فاعلاً متفاعلاً من اجل الديمقراطية وحرية الوطن


القى الرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، كلمة في الكونفرنس السادس الذي عقد يومي 23 و24/12/2004 فيما يلي نصها...

الرفيقات العزيزات

الرفاق الاعزاء

اسمحوا لي، ونحن نبدأ اعمال كونفرنسنا السادس، ان ارحب بكم باسم رفاقكم في اللجنة المركزية، متمنيا لاعمال الكونفرنس ان تتكلل بكل ما يعزز دور ونشاط حزبنا سياسيا وفكريا، جماهيريا وتنظيميا، وما يرتقي بأدائه ونفوذه وتأثيره في تقرير مصائر وطننا في ظل الظروف الصعبة والحرجة التي تحيط به وبشعبنا.

ايها الاعزاء

الكونفرنس استحقاق نظامي، وحاجة ضرورية لتفعيل العقل والرأي الجماعي، لفحص سياسة الحزب العامة ومتابعة تنفيذها، لاغنائها، لتدقيقها، ولايجاد افضل الطرائق والاساليب في تطبيقها بحيوية ومسؤولية طبقية ووطنية.

فعلى مجلسنا الحزبي تقع مسؤولية خاصة في تفعيل التفكير الجاد والعميق، والنظرة الواقعية، والقراءة الموضوعية للاحداث، للوصول الى التصورات والمواقف والتنبؤات السليمة والعملية، والمدروسة، والمبررة علميا ونظريا، انطلاقا من رصيد تجربتنا الثرّة ومعايشتنا الفعلية للاحداث، ومن خبرة حركات التحرر والتقدم الاجتماعي، ومن معطيات متطلبات العصر ومتغيراته، وآفاق تطوره.

لقد كان علينا- وفق الالتزام النظامي- ان نعقد كونفرنسنا هذا قبل اليوم... ولكن لو كان عقده مرتبطا بمجرد الالتزام النظامي، لاصبح الامر شكليا، روتينيا.

ان ما حكم موقفنا في تأجيل عقد الكونفرنس هو التغييرات الكبيرة في اللوحة السياسية، في الظروف المحيطة، في التطورات التي جرت، وما استتبع ذلك من تغيير ملموس وكبير في احوالنا التنظيمية، والحاجة الاكبر لبذل جهود لا تكل، لإعادة بناء منظماتنا داخل الوطن، وتأهيلها لتلعب دورها، وتأخذ مكانها المناسب في المساهمة الفعالة في رسم سياسة الحزب.

وها نحن اليوم نرى بأن قوام كونفرنسنا اصبح اكثر تعبيرا وانعكاسا لطبيعة تركيبة وبناء الحزب حيث تحتل منظمات الوطن، جنوبا ووسطا، غربا وشرقا، مكانها اللائق الى جانب منظمات الخارج وممثلي الحزب من كردستان. ولتشكل فعاليتنا الحالية الصورة المطلوبة (التي غابت لسنوات طويلة بسبب ظروف القهر والاستبداد) لحقيقة حزبنا، وهو المعبر عن نسيج المجتمع العراقي وعن وحدته الوطنية. حيث تتشكل صفوفه من كل مكونات شعبنا القومية والدينية والمذهبية والمناطقية، من بنات وابناء هذه المكونات جميعا.

اعزائي:

لقد مرّ اكثر من 3 سنوات على انعقاد مؤتمرنا السابع، ومرّت معه مياه كثيرة كما يقال، وحصلت تطورات كبيرة على واقع البلد السياسي والاجتماعي، وتغيرت صورته ولوحة صراع القوى الفاعلة فيه، ومواقعها. كما تشابكت وتعقدت احداثه وتشوّه الكثير من ملامحه بفعل هذه التطورات والاحداث، وتبدّل كذلك الكثير في مزاج الجماهير وفي طريقة تعاملها مع ما يجري، رغم تطلعها الثابت لحياة حرة، سلمية، ديمقراطية، آمنة.

وهذا كله يرتب علينا كشيوعين، وعلى كل القوى الوطنية والديمقراطية (بكل عناوينها ومسمياتها) مهام تاريخية جسيمة، لانقاذ الوطن وتخليصه من ازمته ومحنته، وفتح الطريق السلس لاعادة بنائه واعماره، وضمان تطوره الحضاري وتقدمه الاجتماعي.

فلقد سقط حكم الاستبداد وانهارت الديكتاتورية المقيتة وانتهت باساسياتها حقبة كريهة في تاريخنا المعاصر، اتسمت بالحروب والحصار، بالخراب والدمار، بالتعذيب والاعدامات، بالانفال والمقابر الجماعية وكارثة حلبجة، بالانتهاك الفظ لحقوق الانسان، وبالنزعة العدوانية الاجرامية التي لم توفر القريب وابن الوطن وابن الجيران، بل كانت وصمة في جبين البشرية وطموحها للخير والسلام والسعادة.

ولكن ثمن سقوط الدكتاتورية كان باهضاً بالنسبة الى الوطن. فالحرب التي قوضت اركان النظام، جلبت معها الفوضى والسلب والنهب ايضا، واثمرت الاحتلال وانهيار مؤسسات الدولة، وازمات ومحناً من نوع جديد لقد انهار نظام دموي فاسد، لكن شعبنا لم يتمكن بعد من اقامة بديله الديمقراطي، ولم يحدث هذا بمعزل عن طريقة واسلوب التغيير، ولا بمعزل عن الدور الهامشي التي وضعت فيه القوى الوطنية (وبالذات من ايدوا هذه الطريقة في التغيير) في عملية التغيير (وقد انعكس ذلك في معارضة فكرة عقد مؤتمر وطني شامل تنبثق عنه حكومة وطنية واسعة التمثيل لادارة شؤون الوطن في الفترة الانتقالية. وفي استصدار القرار 1483 من مجلس الامن، والذي شرع للاحتلال).

وكان لابد ان تزداد الصعوبات، بسبب فشل ادارة الاحتلال في ضمان الامن وتوفير الاستقرار، وفي إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتصفية اثار النظام البائد، وفي اعمار البلد، ومعالجة مشاكل الخدمات وتأمين فرص العمل، وما رافق كل ذلك من تفاقم للفساد الاداري، ومن نهب وسلب منظمين.

وكانت السياسة الامنية الفاشلة محفزا ومشجعا لايتام النظام المقبور على اعادة تنظيم صفوفهم، والمباشرة في تحالف مع قوى التطرف والارهاب ومع عصابات الجريمة المنظمة، بعمليات التخريب، وهدر دماء ابناء الشعب، وتدمير ممتلكات البلد وثرواته، انطلاقا من رغبة سوداء في استعادة مجد الاستبداد واقامة نظام جديد للجريمة والبؤس والتخلف.

وها نحن اليوم امام امتحان عسير: من ناحية، عدو متوحش لا يتورع عن استخدام المفخخات والاغتيال وقطع الرؤوس وقتل الابرياء وهو في حالة هجوم، مستخدما كل المحرمات تسنده قوى دولية ومنظمات إرهابية، وتتساهل معه دول جوار، فيمعن في استغلال الحدود السائبة، والفلتان الامني، وكل ذلك من اجل استعادة كنزه المفقود (في السلطة والثروة والنفوذ).

ومن ناحية ثانية شعب باغلبيته الساحقة توّاق للسلم والامان والاستقرار والعيش الحر الكريم في ظل دولة القانون ومؤسسات ديمقراطية، ولكن للاسف تتوفر له المستلزمات والظروف والقدرات الكافية للدفاع عن نفسه، ولتحقيق طموحه في إقامة عراق ديمقراطي تعددي مستقل.

الرفاق الاعزاء

لقد بذلت جهوداً كبيرة لتجاوز الاوضاع الاستثنائية الشاذة، لبناء المؤسسات الوطنية للدولة العراقية (العسكرية ، البوليسية، الامنية) ووظفت طاقات مخلصة لانقاذ البلد من محنته ومعاناة جماهيره المعيشية ( مشاكل الكهرباء والمحروقات، الخدمات البلدية والصحية والتعليمية، معالجة البطالة المستفحلة، واعادة الحقوق لضحايا النظام البائد)... لكن الطريق، على ما يبدو، صعب وطويل، ويحتاج الى جهود أكبر، الى دور اكبر للحكومة الوطنية، وصلاحيات أوضح تعكس السيادة الحقيقية الكاملة في تقرير مصائر البلد، والى مساهمة أوسع للقوى السياسية واحزابها الوطنية المجربة، وذات الخبرة الغنية في مواجهة الديكتاتورية والاستعداد الكافي لحماية أمن الوطن واستقراره، وتعزيز وحدته، والذود عن حق شعبنا في التطور الحر المستقل.

أعزائي

خلال هذه الفترة كان حزبنا في الصميم من نضال شعبنا، فاعلا متفاعلا بصدقية واخلاص من اجل الديمقراطية وحرية الوطن ولصون كرامته.

لقد كنا ضد الحرب وضد الاحتلال.

ولما وقعت الحرب، وأنهار النظام، عملنا مع قوى شعبنا الوطنية الاخرى على معالجة نتائجها باقامة الحكومة الوطنية واستعادة السيادة واعادة اعمار البلد وتحقيق الديمقراطية.

وعندما صدر القرار 1483 مضفيا الشرعية على الاحتلال، رفضنا الدور الهامشي الذي اريد للقوى الوطنية ان تحشر فيه، وحصل ما حصل من اتصالات ومفاوضات بين القوى الوطنية وسلطة الاحتلال، مع دور مشهود لممثلية الامم المتحدة، حيث تمخضت عن تشكيل مجلس الحكم بصلاحياته المحددة.

ومنذ ذلك الحين قررنا انطلاقا من المسؤولية الوطنية ومن ظروف بلدنا التأريخية، ان ننخرط في العملية السياسية، واضعين نصب اعيننا استعادة الاستقلال والسيادة، وانهاء الاحتلال، واقامة المؤسسات الديمقراطية في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.

وبهذا الفهم شاركنا في مجلس الحكم في إطار حزمة متكاملة من التوجهات والاساليب النضالية الجماهيرية والعلاقاتية والاعلامية.

وقد ساهمنا بالقدر الممكن، ليكون صوت حزبنا مسموعا ومؤثرا. ورغم ما على مؤسسة مجلس الحكم من مؤاخذات وما رافقها من سلبيات، فقد اتخذت مجموعة من القرارات وصاغت العديد من الوثائق، التي تعبر بحق عن مصالح الشعب وطموحاته، ومن ابرزها صياغة وأقرار "قانون إدارة الدولة العراقية".

لقد حدد هذا القانون ملامح خطة طريق واقعية متصاعدة، تدريجية، (ضمن الممكن) لاعادة السيادة والاستقلال، ونقل السلطة وانهاء الاحتلال، وبناء الديمقراطية... وقد نص على جدول زمني لمراحل العملية السياسية، تبنته وصادقت عليه الامم المتحدة في قرار مجلس الامن 1546 .

لقد قطعنا شوطا مناسبا على طريق تنفيذ توجهات هذا القانون، فلقد حُلّت سلطة الاحتلال وكذلك مجلس الحكم، وسُلمت السلطة الى حكومة عراقية، وعقد مؤتمر وطني واسع التمثيل، اختار مجلسا وطنيا مؤقتا... وتجري الاستعدادات اليوم حثيثة لاجراء الانتخابات العامة المباشرة، التي من شأن انجازها ان يتيح قيام حكومة شرعية، تحظى بثقة اغلبية الشعب، وتكون في الوضع القانوني والاخلاقي والشعبي، الذي يؤهلها - وهي تستكمل بناء مؤسسات الدولة للمطالبة بانهاء دور القوات متعددة الجنسيات، ورحيل القوات الاجنبية عن ارض الوطن.

لكن قوى الشر، التي فقدت الكثير، والتي تشكل الديمقراطية خطرا على اهدافها ومصالحها، تسعى بكل السبل لعرقلة العجلة السياسية، وتخريب عملية اجراء الانتخابات، وتفرض علينا اليوم جدلا لا يستطيع المخلصون تجاهله، او ادارة الظهر لما يشهده البلد من تأزم سياسي وتدهور أمني.

وبالتالي تصاعدت المطالبات بتغيير موعد اجراء الانتخابات، طمعا ورغبة في توفير اجواء سياسية – أمنية مناسبة.

واذا كان الجدل يستمر متواصلا، ويكتسب احيانا طابع التشنج والتوتر، دون مبرر وبما يضير النقاش الموضوعي الهادئ، فان هذا كله لا يستبعد احتمالات غير متوقعة ومفاجآت غير محسوبة.

على كل حال علينا ان نعمل، وبكل مسؤولية وجدية – حتى مع ظهور احتمال تغيير موعد الانتخابات، وهو احتمال اصبح اضعف في الوقت الحالي – ونستعد للانتخابات كما لو أنها ستحصل في موعدها المحدد، دون أي تغيير او تأجيل.

أعزائي

معركة الانتخابات هامة جدا، وتشكل تحديا كبيرا، وعلى حسن أدائنا ونجاحنا سيعتمد الكثير بالنسبة لدور حزبنا في رسم مستقبل العراق وآفاق تطوره، في حل مشاكل الجماهير وفي تقرير مصائرها.

وهذا يتطلب أستنفار كل قدراتنا وامكانياتنا الجماهيرية، وبراعتنا التنظيمية، وقدرتنا التعبوية، وان نستفيد من تجاربنا ومن تاريخنا الناصع، من سجل امجادنا ومن نور تضحياتنا، وان نكون في المكان الصحيح وفي الموقع اللائق.

الرفيقات والرفاق الاعزاء

يجمتمع شملنا اليوم، وقد تركنا خلفنا سنوات عجاف مرة وطويلة، فقدنا فيها الكثير من الاعزاء، الابطال الميامين في سجون الديكتاتورية ومسالخها المتنوعة، وفي سوح النضال وفي معارك الانصار في الوديان والجبال، وشرد الآلاف في المنافي، وتجرع الصامدون في ارض الوطن المر والعذاب، وخسرنا الكثير والكثير...

وها نحن هنا اليوم، ملء السمع والبصر، حزبا متين الاركان، متشبثا بالحياة والحرية، شديد الطموح لتحقيق حرية الوطن وسعادة الشعب، حزبا للعمل والامل!

ومن حق هذا الحزب الذي تربينا في صفوفه، ومن حق الشهداء والضحايا الذين كرسوا كل حياتهم لتحقيق أهدافه، ومن حق شعبنا الذي يبحث عن الصدق والاخلاص والنزاهة وروح التضحية والمسؤولية، من حق كل هؤلاء ان يطلبوا منا، وان يزيدوا في التطلب، ان نكون بمستوى المسؤولية، جديرين بالثقة، عاقدين العزم على الارتقاء بتماسكنا، وزيادة لحمتنا، وصيانة وحدتنا، ومواصلة عطائنا، لتحويل حزبنا الى حزب جماهيري، ينبض بالحياة والفاعلية، حزب للديمقراطية والتجديد، يتحمل المسؤولية الوطنية، في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ومستقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟