الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -

محمد منير

2012 / 2 / 10
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. انتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب.


استيقظت وأنا فى حالة تفاؤل شديدة تقارب مرحلة " الهبل " التى كنت اصاب بها فى الاعياد وخاصة أعياد النفحات مثل عيد الأضحى ، وتفاؤلى هذا الصباح لم يكن مبعثه نفحة عيد ولا منحة معطى بل كان تفاؤلاً ثورياً خالصاً لوجه الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية .
قبل أن اقفز من فوق سريرى انتبهت زوجتى الراقدة بجانبى لحالتى الطارئة التى لم يخفها وجهى الفضوح فتثائبت وقالت لى متهكمة " مالك ياسى مسروق فاشخ حنكك شمال ويمين كده مش خايف لوشك يفلق ولا تكونش حلمت بخيبتك التقيلة وأنت نايم " .. رديت فى تعالى الفاهمين " نامى يا متكلسة يا متخلفة ده تفاؤل الثورة ، ايش فهمك انتى " وكالعادة كانت مغمضة العين والأذن والعقل ونامت دون تعقيب .
خرجت الى قهوة مشكاح وطلبت ن قهوة مضبوطة فى فنجان "بحز مدهب" زى اللى بيشرب فيها المثقفين فى حارتنا ، وتحاورت مع نفسى قائلاً " الامور المفروض انها اتغيرت با أبو المساريق وخدام النظام اللى فات واللى كانوا كابسين على الوظائف الكبيرة أكيد طفشوا وجه وقتك يا ابو المساريق تعوّض ايامك اللى راحت وتاخد حقك وتثبت كفاءتك ، دلوقت تروح أى مكان تشتغل فيه براحتك وتستعرض خبر اتك المدفونة وتقبض لك قرشين حلوين بعرق جبينك يعوضوا لك ظلم السنين وفقر الايام اللى ملهاش ملامح " .
جلس بجانبى " درش " مثقف حارتنا ولما عرضت عليه ما يدور فى نفسى قال لى " اسمع يا مسروق انت معاك شهادات عليا ودراسات وخبرات فى الكتب والثقافة والاعلام ما تروح المركز الثقافى اللى فى أول الشارع وتشتغل فيه على الأقل تعمل حاجة بدل القرود بتوع الريس حنتيرة المحبوس واللى قعدوا يتنططوا فيه سنين وباعوا المكتبة والمركز حته حته واجروه مفروش " عجبتنى الفكرة وقلت فى نفسى " ياد يا مسروق كده مظبوط اهى تبقى حجة وحجيجة " قطع درش افكارى محذراً " لكن خد بالك الواد نجدى والبت هاميس بتوع حنتيرة وابنه لسه مسيطرين " .. رديت بإستهانة " ولا يهمك حنتيرة فى الحجز" .
اخدت العيال المساريق وجرى على المركز الثقافى وفى دماغى خطط ثقافية كبرى فقد قررت فتح المكتبة وتشغيل قاعة السيما وعرض افلام يوسف شاهين وصلاح ابو سيف ده غير تحرير جريدة للحارة اعلم من خلالها الشباب المعنى الحقيقى لحرية الابداع والتعبير وبالمرة اكتب فيها بحريتى يمكن افك كبت السنين اللى فاتت .
ما أن دخلت المركز حتى فوجئت بالواد " نجدى " والبت " هاميس " قاعدين متسلطنين زى زمان وفوق راسهم يافطة خضرا كبيرة مكتوب عليها " نجدى وهاميس يؤيدون الثورة العظيمة .. ويقدمون خدماتهم لكل الثوريين " .. وعلى يمينهم لمحت الصالة الكبيرة اللى كان الواد نجدى بيقدم فيها الخمرة وقد تحولت الى ساحة وعظ ومسجد والشيخ " جودت نيازى " اللى قام بالثورة فى كل المحافظات واقف بيخطب فى ولاد عم المساريق وبيطالبهم بضبط النفس "
صرخت فى وش الواد نجدى والبت هاميس قائلا" فز انت وهى ايه البجاحة دى الثورة قامت وحنتيرة محبوس وانتم لسه قاعدين ده انتم عينكم بجسة " وقبل أن اغلق فمى حتى شعرت بلسعة غير غريبة على قفايا فأستدرت فوجدت يد الصول بلال التى أعرفها وأعرفه جيدا .. قلت له " فيه ايه يابلال ، انت لسه عايش فى اوهام الماضى ؟ رد " بلال كده حاف يا حيلة خالتك ، وبتقول ايه ؟..! اوهام الماضى !! .. ده انت اللى عايش فى اوهام الحاضر يا سيد امك ، فوق لنفسك يا معفن ايه اللى خرجك من حارة المساريق وتقل مقدارك " رديت صارخاً " دول فلول يابلال واعداء الثورة " رد " دول رجالة الثورة يا دهل وبتوع المرحلة دى واللى فاتت واللى جاية وإن كان عاجب اهلك " .. تساءلت مندهشا باكياً " لما دول رجالة الثورة يبقى أنا مين ؟ رد بلال ضاحكا ورجله فى مؤخرتى " انت "بدون" يا حيلة والديك ارجع ياد حارة المساريق تانى.

ابتسمت وقلت كعادتى: «قضا أحسن من قضا»، وبدأت رحلة يوم جديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07