الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب والعاصفة 1

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2012 / 2 / 10
الادب والفن


الحب والعاصفة

رواية

ملخص الرواية

هنادي كانت طوال حياتها فتاة رقيقة ولطيفة، لا تفكّر في مبادئ تقتني بها وتعيش الحياة في لحظاتها دون ان تفكّر في الغد. ولكن حفلة الجامعة التي حضرتها في السنة الأولى من دراستها غيّرت مجرى حياتها. فقد حملت لها لقاءً مجدّدا وغير متوقّع مع سامر، الولد المشاغب والمزعج الذي طالما كان يغيظها، بعد عشر سنوات من الغياب، وقد أصبح شابا وسيما وجذّابا يخطف الأنظار. كانت هنادي مبهورة بالتغيّر الطارئ فيه ومشدودة اليه منذ تلك الحفلة، الا أنها كانت تعلم أنها ممنوعة من الإقتراب منه بسبب الماضي، وقد حذّرها أخوها وليد من التحدّث اليه، كما حذّرتها فادية وشادن وحتى فاتن المغرمة به منذ زمن. ورغم كل التحذيرات والممنوعات تبقى صورة سامر تتردّد في ذهنها، تسحرها نظرات عينيه وتبهرها ابتسامته العذبة، وتجد هنادي نفسها أسيرة الحب الكبير الذي يملؤها بسعادة لم تكن تحلم بمثيلها حتى في أجمل أحلامها، ذلك الحب الذي يفتح عليها عاصفة لم تكن تتصوّرها حتى في أسوأ لحظاتها.
ثم تقع هنادي في حيرة كبيرة. فهل تبقى على صمتها واستكانتها وتقبل بما يريده الجميع منها وهي لا ترضاه؟ أم تتخلّى عن حياتها الرّاغدة والهادئة في حضن العائلة وتبحث عن السعادة في مكان آخر حيث لا أمان ولا ضمان؟ وهل تملك من الجرأة والشجاعة ما يكفي كي تتمرّد على حياتها وهي التي كانت دوما تتهرّب من مواجهة مشاكلها؟
هنادي تستمدّ قوتها من سامر كي تغيّر مصيرها بيدها وتخاطر من أجل بناء حياة تختارها بنفسها وتمارس فيها حريتها كإنسانة لها مشاعر ورغبات.

شخصيات القصة
عائلة الطحان
هنادي (20 عاما)- بطلة القصة والراوية
وليد (30 عاما)- أخ هنادي
فادية (17 عاما)- أخت هنادي
عائلة ابو جودة
سامر (24 عاما)- حبيب هنادي
ليلى (9 سنوات)- اخت سامر
هالة (46 عاما)- والدة سامر
سميح (52 عاما)- والد سامر
عائلة العم ابراهيم
ابراهيم (52 عاما)- عم هنادي
شادن (20 عاما)- صديقة هنادي وابنة عمها
رامز (25 عاما)- ابن عم هنادي
عائلة فهد الصانع
فاتن (18 عاما)- صديقة سامر السابقة
عائلة سهيل العمري
ابتسام (49 عاما) - الوالدة
زياد (26 عاما)- خطيب شادن
وجدي (23 عاما)- اخ زياد
خلود (19 عاما)- اخت زياد



1
حفلة الجامعة

تمرّ السنون وتدور الأيام وتأتينا بما نكون نتوقّعه الأقل، وكانت حفلة الجامعة التي أقيمت بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة حدثا مهما غيّر من مجرى حياتي.

لم أكن أنوي حضور الحفلة منذ البداية. وكان أخي وليد قد وافق على ذهابي بعد جهد غير بسيط من قبلي ومن قبل شادن، ابنة عمي وصديقتي القريبة منذ الصغر، وسمح لي بالبقاء حتى الساعة التاسعة، ليس أكثر، فأعود الى البيت بصحبة شادن وأخيها رامز. وحين أسترجع الآن بذاكرتي كل ما حدث بعد تلك الحفلة، أتساءل إن كان حضوري فيها من حسن حظي أم من سوئه؟!

القاعة كانت تضجّ بالناس. وقفت مع بعض صديقاتي نتبادل أطراف الحديث حين سمعت صوتا من ورائي ينادي باسمي: "هنادي؟"

استدرت نحو مصدر الصوت، فوجدتني أمام شاب وسيم الطلعة، مديد القامة ونحيف الجسم، يواجهني بعينين فاحمتين لامعتين وابتسامة عذبة تغشى وجهه بغشاء من الجمال. استغربت منه في بادئ الأمر، اذ بدا وكأنه يعرفني جيّدا، رغم أن وجهه لم يكن مألوفا لديّ. ولكن بعد لحظات من التحديق، عاد بي الزمان عشر سنوات الى الوراء وارتمت أمام عينيّ عشرات من صور الماضي وذكريات الطفولة خلال أجزاء صغيرة من الثانية.

"كيف حالك يا هنادي؟" سمعته يسألني ويعيدني الى الحاضر.
قلت مندهشة: "سامر؟"
"يعني لم تنسَيني؟"
قلت دون ان أقطع عنه عينا: "الحقيقة أنك تغيرّت كثيرا... يعني... كبرت."
ضحك من كلامي بمرح. "مؤكّد أنني كبرت." قال، ومدّ لي يده ليصافحني.
ثم سأل: "ماذا تفعلين هنا؟"
"انا أتعلم هنا. وانت؟"
"وانا ايضا."
"وهل عدتم من أميركا؟"
"أجل. عدنا."
"حقا؟! متى؟"
"منذ نحو أسبوعين."
في تلك اللحظة، ظهرت فاتن من خلفه، جميلة كعادتها وصوتها يتغنّج: "سامر، ألا تريد أن تدعوني للرقص؟"
حوّلتُ نظري اليها. كانت تلبس فستانا ليلكيا جميلا من الشّيفون، تبدو فيه في غاية الأناقة، وقد جعلت شعرها الذّهبي الطويل ينسدل على ذراعيها ليزيدها سحرًا وألقا فوق جمالها الأخّاذ.

انتبهت اليّ، فارتفعت ابتسامة صغيرة على شفتيها الممتلئتين، الملوّنتين بحمرة فاقعة. "اهه... أرى أنك التقيت بصديقة الطفولة من جديد. كيف حالك يا هنادي؟"
"بخير." أجبتها.
قال سامر وهو يتبادل النظر بيني وبينها: "أليس رائعا أن يجمعنا الزمان من جديد بعد كل هذه السنوات؟"
"فعلا. من كان يتوقّع أن تجتمعا أنتما الإثنان بعد هذه السنوات؟!" قالت فاتن بكثير من الصفاقة.
"لم أكن أظن انكم قد تعودون الى البلاد." قلت متوجّهة الى سامر.
"ولا نحن ظننّا ذلك. ولكن ذلك ما حصل. صدّقيني يا هنادي، لا يوجد أغلى من الوطن." قال.
"ولكنك عشت طوال حياتك في أميركا."
"صحيح، ولكنني كنت أحبّ هذه البلاد بطريقة عجيبة خلال زياراتنا. الحياة هناك مختلفة تماما."
"طبعا مختلفة!" تدخّلت فاتن، التي قضت ايضا معظم حياتها هناك، الى أن عادت مع والديها الى البلاد قبل أقل من سنة. وأضافت: "الحياة هناك صاخبة، ممتعة... ليست مثل هنا."
قال لها سامر بلهجة مؤنبة: "كان بإمكانك البقاء هناك اذن، لم عدت الى هنا؟"
بدت فاتن في غاية الإستياء. "أبقى؟؟؟ أكنت تريدني أن أبقى هناك لوحدي؟"
"كنت ستجدين أحدا تكونين معه." قال لها سامر بشيء من السّخرية.
لاح الغيظ من صوتها وهي تقول: "كم انت غليظ!" ثم بادرته بنظرة كلها اغراء، وقالت: "هيا يا سامر، ألن تدعوني للرقص؟"
رأيته يبتسم نحوي ثم قال مودّعا: "دعينا نراك اذن يا هنادي."
وذهب معها.

وقفت في مكاني للحظات، دون ان أحسّ بما حولي، وذكريات الطفولة تغمر رأسي، حين كنا أطفالا نلعب ونلهو... انا، شادن، فاتن، سامر، رامز... كم كنت أعانده! وكم كان يغيظني بوقاحته! ورغم الخلافات والمشاحنات المستمرّة بيننا، كنا نلتقي كثيرا في نطاق العائلات خلال زياراتهم الى البلاد... الى أن كان ذلك اليوم المشؤوم الذي هبط علينا كالصّاعقة... وغيّر مجرى حياتنا دون رجعة.

كنت في العاشرة من عمري ولم أسمع عن التفاصيل كثيرا. ولكن الذي حدث أن والد سامر، سميح ابو جودة، قتل والدي الذي كان أحد أصدقاء عمره الى جانب فهد الصانع (والد فاتن) وسهيل العمري. ومنذ ذلك الوقت يعيش سميح ابو جودة في السجن، وعادت عائلته الى اميركا ولم نعد نسمع عنهم شيئا. وأصبح أخي الأكبر وليد، الذي كان حينذاك شابا في مقتبل عمره، أبانا وأمّنا وأخانا وأختنا وكل شيء. كانت والدتي قد توفيت بمرض السرطان قبل الحادث بسنتين ولم يتزوج أبي من بعدها. فهبطت على أخي وليد مسؤولية كبيرة، وربما أكبر ممّا يقدر على تحمّله شاب صغير مثله لم يتعدّ العشرين.

أفقت من أفكاري على صوت شادن: "هنادي؟ اين سرحت؟"
"هه؟ لا... لا. أنا هنا." قلت.
فسألتني باستغراب: "من ذلك الشاب الوسيم الذي كان يكلّمك قبل قليل؟"
"ألم تعرفيه؟"
تعجّبت شادن. "وهل أنا أعرفه؟"
"أنظري اليه جيدا."
صوّبت نظرها نحوه، وقد كان واقفا برفقة بعض الصبايا، ولم يطل بها الأمر حتى اتّسعت عيناها دهشةً وهتفت: "سامر؟"
"لقد تغيّر كثيرا، أليس كذلك؟"
"فعلا. تغيّر."
"أخبرني أنهم عادوا الى البلاد قبل أسبوعين وهو يتعلّم هنا في الجامعة."
وقفنا نرمّقه لحظات طويلة بصمت، وقد كان واقفا يحدّث الصبايا من حوله، وقد بدَين مستمتعات بحديثه، فتنطلق منهن ضحكات مرحة من وقت الى آخر.

"تعلمين؟ أكاد لا أصدّق أنه سامر الذي عرفناه! لقد تغيّر كثيرا."
"من الطبيعي أن يتغيّر." قالت. "عشر سنوات ليست بقليل."
"صحيح." وافقت. وبعد لحظة، إستطردت قائلة: "ولكن، لماذا عادوا الى هنا؟ أعني... انهم يعيشون في اميركا منذ سنوات طويلة، لماذا عادوا الآن؟"
فقالت: "لا تنسي أن والديه من هذه البلاد وقد أمضيا طفولتهما هنا. ثم سافرا الى اميركا بحثا عن الرزق."
"هل هذا يعني أنهم لم يعودوا شركاء في الشركة؟"
"هذا صحيح. لقد باعوا حصّتهم كما فعل والد فاتن. أصبحت الشركة الآن من حق عائلة زياد وحدها."
نظرت اليها متعجّبة من كلامها. "هل كنت تعلمين بعودتهم؟"
فأجابت: "نعم. أخبرني زياد."
"ولِم لم تخبريني؟"
"ظننت أن ذلك من الأفضل."

اقتربت بعض زميلات شادن في دراستها يسألنها عن حالها. وقفت بهدوء، على مقربة منهن، وعادت بي أفكاري الى تلك الأحداث في الماضي التي غيّرت كل شيء في حياتي.

يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه طيبه
محمد الفهد ( 2012 / 2 / 10 - 22:48 )
تحيه طيبه
قصة جديره بالقراءة والتمعن
الف شكر للجهود الطيبه


2 - القصة
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 7 / 3 - 10:38 )
القصة جميلة تمتلئ بالأحداث والأسماء، فتبدو أنها أقرب إلى مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي، يتوه القارئ بين الأسماء الكثيرة ويكاد تفلت من بين يديه الأحداث.. كما لا يوجد مساحة كبيرة للتحليل النفسي وتعقب أفكار الشخصيات وانفعالاتها؟
هذا ما قرأته في فصلين، ولا أدري كيف ستعالجين الفصول التالية..
هناك بعض العبارات التي تحتاج إلى إعادة صيغة مثل:
بما نكون نتوقّعه الأقل، عبارة غير مفهومة، هل تقصدين وتاتينا بما لن نكن نتوقعه، أو تأتينا بالقليل من توقعاتنا؟
وصافحها بتهذيب، المفروض أن تكون صافحها بطريقة مهذبة
قلت بتأديب، الصحيح: قلت بأدب
أتمنى أن أجد الوقت لقراءة باقي الفصول
تحياتي إليك


3 - الرواية طويلة
حوا بطواش ( 2012 / 7 / 3 - 12:09 )
كما ذكرت هذه رواية طويلة وتكثر فيها الأسماء والأحداث والفرق بينها وبين المسلسلات التلفزيونية العربية هو أنها تركّز على شخصية واحدة فقط وهي شخصية هنادي وبعض الشخصيات الأخرى الى جانبها، أما المسلسلات العربية خاصة السورية التي أتابعها فهي تمتلئ حقا بالشخصيات والمحاور العديدة وأحيانا لا ترتبط ببعضها البعض كثيرا حيث يتوه المشاهد حقا.
أما بالنسبة للعبارات التي ذكرتها فأنا استعملت: -بتأديب- و -بتهذيب- بعد أن قرأتهما كذلك في روايات أحلام مستغانمي ان لم أكن مخطئة والقصد منهما هو ما فهمته فعلا، وأيضا عبارة -ما كنا نتوقعه الأقل- ذكرت في رواياتها وأعجبتني وتعني بالنسبة لي ما ذكرته أنت أيضا. وعلى فكرت لدي روايتان أخريان يمكن اعتباراهما من نوع الرواية القصيرة أو القصة الطويلة لا أدري التسمية الملائمة، وقد نشرتهما في هذا الموقع على حلقات، وهما -أحلام كبيرة- و -الرجل الخطأ- وفيهما اختزلت الأحداث أكثر ربما تعجبانك أكثر. أتشرف بك دكتور نافذ.


4 - أحلام كبيرة- و -الرجل الخطأ
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 7 / 3 - 14:25 )
تحياتي سيدة حوا بالنسبة لاحلام مستغانمي ليست حجة في اللغة، فهي كثيرا ما تستخدم في رواياتها عبارت منحوتة غير صحيحة، لكن هناك أدباء لهم روايات مكتوبة بلغة راقية، من عبد الحليم عبدالله وغيره ..
أما بالنسبة لروايتك أحلام كبيرة والرجل الخطأ فلم اجدها في صفحتك فيمكنك أن ترسيلها على بريدي، [email protected]


5 - يسعدني ذلك
حوا بطواش ( 2012 / 7 / 3 - 20:15 )
سأبعث لك بكل سرور
تحياتي

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل