الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 2 / 10
كتابات ساخرة


تونس في السنة أولى حكومة مؤقتة ..لا أحد يعلم متى ينتهي التوقيت ..بعد أن أدمنوا على الوعود المؤبدة. .رسبوا في الجوع و تألقوا في الحريات و أخطئوا عدد الشهداء ..أخطئوا في عدّ الأصوات و المقاعد و المنهزمين و الأحزاب و الأموال التائهة عن أصحاب الحقّ ..أخطئوا عدد البطّالين و عدد المتسولين و عدد الأحياء و عدد الموتى و عدد الذين بين بين ..و حين وصلوا الى عدد الجرحى والشهداء والأحياء أُصيبوا بالنسيان..
لا أحد يعلم بالضبط عدد الذين استشهدوا قبل ذبح الشاة و بعد سلخها و أثناء اقتسام أعضائها ..قالوا "لن نغلق القائمة إلا بعد أن يستشهد العدد الباقي "..و أجهد الشعب نفسه .. فاحترق بعضهم ثانية وثالثة ورابعة ..مناصفة بين الذكور والإناث... بلهيب الجوع و شراسة الكرامة ... وفاء لأولي الأمر..و سلام عليهم يوم يُبعثون بلا مناصب و لا حقائب و لا ملابس غربية و لا سيارات دبلوماسية مدفوعة البنزين ..و حين لبّى الشعب نداء الشهادة بعد رسوبه في الثورة ..و احترقت أجساد أخرى.. خجلت جرائدنا و شاشاتنا من ذكرها ..كانت من قبل في عهد الاستبداد المنصرم تحرمنا من المعلومة الصحيحة بالتصفيق البنفسجي ..أما اليوم، بعد الرسوب في الثورة، فقد صارت تعاقبنا بضجيج الأحزاب وترجمنا بصناديق الاقتراع الفارغة... لأننا سبقناها في كل مرة إلى معرفة ما يقع لنا أو علينا، لا فرق،...كلّنا تونسيون....فسامح الله ملوكنا وخلفاءنا وأصهارنا من المحيط إلى الخليج...ومن يحرّم الأخبار وهي حلال...ومن يبيع أرواح الشهداء في سوق ليبيا... ومن يستثمر في الأرواح وهي رميم ..
ولا ننسى طبعا كل من ذهب إلى القصرين مشكورا.. محمّلا بأطنان من الوعود الديمقراطية والخطب الانتقالية والعدالة الوقتية...فلم يجد الأهالي العزّل أية آداب للضيافة غير تقديم صور أبنائهم الشهداء...الذين ظلّت أرواحهم تخيّم على المكان في انتظار قصاص لم يأت بعد...يومئذ رسب الجميع في الثورة...واعتذر الشعب عن مواصلة الرقص في المقابر...
وفي اليوم الموعود، اكتسحت الأعلام السوداء الشارع الكبير...و أدرك أحرار تونس يومها لماذا هجرت العصافير تمثال ابن خلدون ..ولماذا صار الاحتجاج تهمة يوم عيد الثورة...ولماذا انسحب الشهداء من المدينة التي ماتوا من أجلها...وصار الثوار غرباء في ساحة ثورتهم...ولماذا انتصبت حكومة شرعية جدا...تريد هذه المرة أن تمتلك القصر والشارع معا...وألاّ تترك للشعب غير الدعاء ...أو الاتهام بأن يساهم في توسيع ثقب الحداثة والأوزون...ويعرّض مصالح البلاد والعباد إلى خطر المعارضة للمعارضة...ويقف حجر عثرة أمام استفادة شعبنا من الديون الشقيقة والدراهم الصديقة...يومها قالوا: لقد صارت الثورة تقدّميّة أكثر من اللازم...وبات الشعب خطرا على مصير الأمة...أدام الله عزة المؤمنين...وكفانا شرّ السافرين...
وتساءلت السافرات بكل براءة: هل ستظل تنعق الغربان فيها أم سيعود الحمام ؟ ..و حين يصير علم تونس الجميلة أقلّ الأعلام رفرفة في سمائها... حينها يندم الجميع على اتيان فعلة الثورة ..غفر الله ذنب من سرق ثورة الجياع من الجياع بكل شفافية...و لعن الله من ركب على ثورة الكرامة...وحمى الله حكامنا من شر الاعتصامات التقدمية في المعامل والطرقات والكليات...الخلفية، وكفاهم مؤونة الاحتجاجات...الشيوعية، حتى يهنئوا بالحكم...والحقيبات...ورزق الله شعبنا الطيب جميل الصبر والسلوات...وكثيرا من الفتيان والفتيات...حتى يواصلوا رمي الجمرات وتدريب الحياة على مزيد من الثورات....آمين...يا رب التونسيين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي