الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة كراس بإسم - الحزب السياسي-

نعيم الأشهب

2012 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مقدمة

حين نزلت الملايين الى الشوارع ، تباعا ، في عدد من البلدان العربية ، منذ مطلع العام 2011، تتقدّمهم طلائع من الشباب المفعم بالحيوية وروح التحدي والفداء، يرددون شعرات عامة ، تشكل قاسما مشتركا لهذه الملايين ، وتلخص القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، التي تراكمت على مدى عقود .. حينها ، بدا للبعض أن صوت الملايين هذا كاف ، وحده، لتحقيق هذه المطالب العادلة والمشروعة ؛ بل وظنّ البعض أن وسائل الإتصال العصرية ، التي ساعدت الشباب الذي تصدى لتفجير هذا الحراك الشعبي التاريخي ، في عملية الحشد وتوقيت الإنطلاق - رغم كونها أداة محايدة يمكن لأي كان امتلاكها وتوظيفها في خدمته - غدت تغني عن الحزب الثوري الذي بدا غيابه واضحا في هذا الحراك التاريخي للملايين .

لكن حين بدأ رصد النتائج الأولية لهذا الحراك غير المسبوق في التاريخ العربي ، بدت هذه النتائج مخيّبة لآمال الذين فجّروا هذا الحراك وساروا في صفوفه الأولى وتعرضوا لرصاص وقتل وتعذيب واعتقال أجهزة النظام التي ما تزال على حالها، بل وبدت هذه النتائج لغزا للبعض؛ وبالمقابل : فالذين جنوا الربح الأولي ، حتى الآن ، من هذا الحراك ، هم من كان دورهم مناورا بين السلطة والجماهير الثائرة ، وفي أحسن الأحوال دورا ثانويا متربصا .

مقوّمات نجاح ثورة التغيير
هنا يتضح بجلاء قاطع أن تحقيق أية ثورة لأهدافها يفترض، بالضرورة ، توفر عاملين إثنين : موضوعي وذاتي . وحين انفجر الحراك الشعبي العربي بالزخم الرائع الذي أذهل المراقبين ، كان هذا أسطع شهادة على نضوج العامل الموضوعي ، أي وصول المحكومين الى القناعة بأنهم ما عادوا يحتملون العيش تحت نفس الشروط ، ولا عاد الحكام ، بدورهم ، قادرون على مواصلة الحكم بنفس الأساليب . وقد تحققت نقطة التقاطع هذه كحصيلة لتراكمات على مدى عقود من المعاناة والتهميش والقهر السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، حتى بلغت نقطة الغليان والإنفجار.
لكن هذه الملايين التي نزلت الى الشوارع تتحدّى ، بصدورها العارية ، الإرهاب الدموي الذي رضخت له الشعوب العربية على مدى عقود ، بدت كجسم يفور بالثورة والتمرد ، لكنه يتحرك بدون رأس ينظم حركته نحو الهدف المنشود ، رأس يمتلك البرنامج الواضح لمعالجة قضايا المرحلة ، والخبرة ووضوح الرؤيا والمعرفة بقوانين الاستراتيجية والتكتيك للعمل الثوري ، وبخاصة التحالفات السياسية والطبقية ، المؤقتة والثابتة ، وتحديد الحلقة المركزية الكفيلة بسحب بقية الحلقات خلفها في اللحظة المحددة ، خلال مسيرة الثورة ، واستبدالها بغيرها حين تتغير الوقائع ، وما يستتبع ذلك بالضرورة من تصويب النار الأساسية في اللحظة المعينة على الهدف المركزي، ثم الانتباه لتحويلها ، في الوقت المناسب نحو الهدف الذي حلّ محلّه.. وغيرها من هذه القوانين ، التي تجعل من حركة الجماهير عملية واعية هادفة ذات أبعاد محددة جلية وواضحة

بمعنى آخر، فقد انفجر الحراك الشعبي العربي في لحظة نضج فيها العامل الموضوعي نضوجا كاملا ، بدليل أن الانفجار جاء عفويا ؛ لكن هذا الإنفجار جاء في وقت غاب فيه العامل الذاتي المتمثل بالحزب الثوري المجرّب والقادر وحده على قيادة مثل هذه العملية التاريخية بنجاح نحو الهدف المنشود ؛ ولذلك بدى وأن قوى رجعية ومحافظة قد اختطفت الثورة ؛ لكن هذا الإختطاف يلخص ، بدوره ، حقيقة مزدوجة : من الجانب الواحد غياب الحزب الثوري المؤهل لقيادة مثل هذه العملية التاريخية ؛ ومن الجانب الثاني حضور وجاهزية المختطف ، ونعني هنا ، في الأساس ، تنظيم الإخوان المسلمين ، الذي حافظ على صلاته بالجماهير بالاستفادة من الغطاء الديني ، ومن منابر المساجد، لدى شعوب مؤمنة - وهو إمتياز لم تتمتّع بمثله القوى العلمانية - يضاف الى ذلك ، إرساؤه بنية تحتية لإدامة وتطوير هذه الصلات ، على شكل عيادات ومستوصفات طبية ورياض أطفال ومدارس وغيرها ، إلى جانب مشاريع اقتصادية تدرّ عليه مداخيل ثابتة ؛ ومعلوم أنه تأتى له ذلك بفضل تدفق أموال النفط عليه بغزارة من دول الخليج وعلى رأسهم السعودية. وقد تشكلت الظروف الموضوعية لتمدد هذا التيار للإسلام السياسي - بعد أن كان محاصرا ومحدود التأثير في سنيّ الإنتصارات والإنجازات للمشروع القومي - عقب إجهاض المشروع القومي ، بنتجة هزيمة حزيران 1967 من جهة ، وفشل اليسار في أن يكون البديل من الجهة الثانية .

ومع ذلك ، ينبغي الإعتقاد بأن هذا الإختطاف الى حين ؛ طالما الحراك الشعبي مستمر ومتواصل ، وبأشكال متنوّعة ، بين كرّ وفرّ، ومدّّ وجزر ، كمياه البحر ، في سبيل القضايا الأساسية التي فجرت ثورة التغيير وما زالت بلا حل . فالقوى التي اختطفت الثورة لا تستطيع ولا مؤهلة لحلّ هذه القضايا ، ولو من حيث الأساس . فلا عقيدتها الإقتصادية ولا السياسية ولا الإجتماعية تلتقي مع هذه المطالب ، بل العكس . وبالتالي ، فستصبح ، وعلى الفور، كما راح يتضح الآن ، جزءا من المشكلة لا من الحل.
الآصلاح الديني
وساعة تقتنع الجماهير العريضة ، بالتجربة المباشرة ، بعجزالقوى التي اختطفت الثورة في تحقيق هذه المطالب ، بل وعداءها لها ، لا أقل من النظام السابق ، فإن هذه القناعة ستحمل معها مشروعا للإصلاح الديني الذي تأخر في بلادنا ، وذلك بفصل الدين عن الدولة. ولكن هذا لا يعني بأي حال أن خروج أو إخراج الإسلام السياسي من السلطة سيكون بنفس آليات دخوله اليوم اليها ؛ بل قد يفرض ذلك صراعا شرسا ومعقدا وربما دمويا .

وما كان للثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 أن تحقق أهدافها بالقضاء على الإقطاع لصالح الرأسمالية الصاعدة ، دون أن توجّه ، في الوقت ذاته ، ضربة قاصمة للكنيسة ، التي كانت تمثل ، آنذاك ، ليس فقط الدين السياسي، بل والاقتصادي ، حيث كانت أكبر إقطاعي في فرنسا ، كما في بقية أوروبا ؛ وبنتيجة ذلك تحقق فصل الدين عن الدولة؛ أي الإصلاح الديني
.
الحزب المؤهل لقيادة ثورة التغيير الجارية
من جانب آخر، فطبيعة القضايا التي أدت الى تفجير ثورة التغيير وشموليتها وتداخلها ببعضها البعض ، من سياسية واقتصادية واجتماعية ، تحدد هوية الحزب المؤهل دون سواه ، لقيادة هذه العملية الثورية الشمولية الأهداف .. حزب ثوري راديكالي ، ينتمي ويمثل مصالح الطبقة العاملة وبقية الطبقات والفئات الكادحة ، التي عانت ، وعلى مدى عقود من الفقر والتجويع والارهاب والتهميش .

أما غياب هذا الحزب عن قيادة ثورة التغيير هذه فيعود ، بدوره ، إلى عاملين : موضوعي وذاتي . موضوعيا - كان الحزب الثوري ، بمسمّياته المختلفة ، أكثر من عانى من ارهاب وملاحقة الأنظمة المتعاقبة منذ نيل الاستقلال السياسي ، ولا يستثنى من ذلك أنظمة البرجوازية الصغيرة المعادية للإمبريالية والصهيونية ، ورمزها نظام عبد الناصر. وما كان لتقييد حركة هذا الحزب فى الإتصال الحر بالجماهير إلآّ وأن يؤثر على تقييمه وتقديره للوضع الملموس وبالتالي ، على رسم سياسته المطلوبة للتعاطي السليم مع الوضع المعني . وتقييد وتحديد صلة هذا الحزب في الإتصال الحر بالجماهير شكل التربة التي أوقعت هذا الحزب ، أحيانا ، في الإنحراف يسارا أو يمينا.

بينما العامل الذاتي مركب من عدة عناصر، منها انعدام الديموقراطية داخل هذا الحزب ، وعدم تجديد قياداته في الوقت الملائم - مع الأخذ بالحسبان مضاعفات المطاردة والسرية في تعميق هذا المنحى غير الديموقراطي - ومنها ضعف الإستقلالية الفكرية لهذا الحزب أمام تأثيرات المنظومة الفكرية للحزب الشيوعي السوفياتي ، والمكرّسة ، في المحصّلة النهائية، لخدمة أهداف الدولة السوفياتية ، وذلك من منطلق التماهي سياسيا وفكريا مع أول حزب نجح في إختراق النظام الرأسمالي وأقام نظاما جديدا ، يمثل الهدف المشترك لجميع أحزاب الطبقة العاملة ؛وتأثرا بأهمية الدور التضامني الذي كان يلعبه الإتحاد السوفياتي في دعم قضايا شعوبنا العربية ، شان الشعوب المضطهدة الأخرى . وبينما لعبت هذه الأحزاب دورا طليعيا متميزا في النضال لتصفية نظام الحكم الكولونيالي وشبه الكولونيالي، فقد بدأ هذا الدور بالتراجع ، وبخاصة في ظلّ قيام علاقات متنوعة ومتطورة بين الإتحاد السوفياتي وعدد من الدول العربية الرئيسية وفي مقدمتها مصر.

إن هذه الإتكالية الفكرية ، قد حدّت ، بنسب متفاوتة ، من اعتماد الحزب الثوري المعني على الذات وشحذ طاقاته الفكرية لتشخيص قضايا مجتمعه الخاصة والملموسة ، وصياغة السياسة الصائبة التي تؤدي لمعالجتها بنجاح . وقد بدت الآثار السلبية لهذه الإتكالية الفكرية على الحزب الثوري واضحة وجلية ، بنوع خاص، وإن بنسب متفاوتة بين حزب وآخر ، في هذا البلد أو ذاك ، بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي ، وذلك في تناسب طرديّ مع مستوى هذه الإتكالية. وهكذا راح هذا الحزب ، ولا سيما في بلادنا العربية، وبنسب متفاوتة ، يترهّل ويتدجّن مع الوضع القائم؛ ويفقد ، في الوقت ذاته ، ملاحظة وفهم المتغيرات العميقة التي طرأت على مجتمعاتنا العربية بنتيجة خضوعها لمفاعيل العولمة الرأسمالية والليبرالية الجديدة ، ولا سيما في تحويل مجتمعاتنا من انتاجية الى مجرد استهلاكية - خدماتية ، وما ترتب على ذلك من تحوّلات اجتماعية سلبية خطيرة ، ولاسيما في مجال التهميش والبطالة لقطاعات واسعة من الشعب الشغيل .وبنتيجة مجموع هذه التطورات جرى تحوّل خطير في تفكير قيادات هذه الأحزاب لمفهوم الحزب ، إذ تحوّل لديها من وسيلة الى غاية : من وسيلة لخدمة أهداف الطبقبة العاملة والجماهير الكادحة ، حتى الوصول الى السلطة لتأمين هذه المصالح .. الى غاية في ذاته : أي الحفاظ عليه بأي ثمن ، حتى ولو على حساب المباديء التي نشأ بإسمها.

دور الموضوعي والذاتي في الثورة
واذا كان ضمان نجاح الثورة يتطلّب ، بالضرورة، توفر العاملين : الموضوعي والذاتي ، كما أشير سابقا ، فان غياب أحدهما يعني ، بالبداهة ، إجهاض الثورة . والتاريخ حافل بالأمثلة على ذلك . فمثلا ، كان العامل الموضوعي ناضجا في ألمانيا ، عام 1933، بنتيجة الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي بدأت في جميع البلدان الرأسمالية عام 1929. وكانت ألمانيا ، حينها ، أمام مفترق طريقين : إما التحوّل نحو الإشتراكية أو الانعطاف نحو الفاشية ؛ حيث غدت سلطة البرجوازية البرلمانية عاجزة عن التعاطي مع نتائج تلك الأزمة ، وبخاصة البطالة الجماهيرية الواسعة . كانت مقوّمات توفير العنصر الذاتي للتحوّل نحو الخيار الإشتراكي، تشترط وحدة الشيوعيين والإشتراكيين الألمان . لكن خيانة قيادة الحزب الإشتراكي الديموقراطي الألماني اليمينية ورفضها ، آنذاك ، التحالف مع الشيوعيين ، سدّت الطريق على هذا الخيار ، ومهّدت السبيل لصعود النازية ، التي حصدت ثمار نضوج العامل الموضوعي لصالحها. وبالمقابل ، فحين انتقل غيفارا ، القائد الثوري المجرّب ، الى بوليفيا ، لتفجير ثورة شعبية فيها ، في وقت لم يكن العامل الموضوعي قد نضج فيها، بما فيه الكفاية ، لمثل هذه الثورة ، فقد ثبت أن فعله كان نوعا من الإنتحار.

لكن لمّا كان الموضوعي والذاتي في تكوين الثورة مترابطين في علاقة جدلية ، يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به ، ولما كان- في الوقت ذاته - لكل منهما مسار تطوره المستقل نسبيا عن الآخر، مما ينفي ، بدهيا ، حتمية نضوجهما دوما معا ، وبالتالي، تبقى إمكانية نضوج أي منهما قبل الآخر.. وإذا كان غياب العامل الذاتي يجهض الثورة ويسمح بسرقتها ، فإن غياب العامل الموضوعي وعدم نضجه الكافي للثورة والتغيير يجعل من محاولات العامل الذاتي تفجير الثورة ضربا من العبث والانتحار . وعليه ، فرغم أهمية العامل الذاتي الذي لا غنى عنه لتحقيق الثورة لأهدافها ، فإن العامل الموضوعي له الأهمية الأولى في هذه العلاقة الثنائية ، باعتباره يشكل البنية التحتية للثورة ، بينما العامل الذاتي يمثل بناءها الفوقي.

بمعنى آخر، فالعامل الذاتي يساهم بنشاطه في إنضاج الظروف الموضوعية للثورة ، لكنه لا يستطيع خلقها ، إذا انعدمت مقّوماتها؛ بينما نضوج العامل الموضوعي للثورة ، يمكنه ، إذا تواصل واستمر ، أن يفرز العامل الذاتي ، حتى ولو عبر مسار التجربة والخطأ المكلف . وبالقابل ، يمكن للعامل الذاتي المعادي للثورة - إذا كان جاهزا - أن يجهضها ويحوّل نضوج العامل الموضوعي لصالح مشروعه المعاكس ، طالما العامل الثوري مفقود أو عاجز عن التصدي لدور قيادة الثورة . فالحزب النازي ، مثلا، حلّ قضية البطالة الجماهيرية في ألمانيا، آنذاك ، التي كانت العنصر الأساسي في إنضاج العامل الموضوعي ، ولو كان هذا الحل في إطار التحضير للحرب ؛ وكذلك جرى ، تقريبا ، في ظفار، في سبعينات القرن الماضي ، حيث باشرت السلطة هناك مشاريع تطويرية ، عاجلة عالجت ، من حيث الأساس ، قضية البطالة والفقر المتفشيين ، آنذاك ؛ علاوة على الاستفادة من بعض أخطاء قيادة تلك الثورة التي تحوّل بعض قادتها الى متعاونين وموظفين عند النظام .

وبالمقابل ، فاستمرار العامل الموضوعي الناضج لثورة التغيير ، وتواصله ، في عدد من دول أميركا اللاتينية، كنتيجة لعجز سلطات تلك البلدان القمعية والمرتبطة بالإمبريالية الأميركية ، في حلّ أيّ من القضايا الأساسية التي أنضجت العامل الموضوعي لثورة التغيير، فقد أفرز العامل الموضوعي الناضج والمستمر لثورة التغيير ، الحزب الثوري المطلوب لقيادة هذه الثورة ، عبر مسار التجربة والخطأ المكلف ، كليا أو جزئيا، نتيجة اندماج بعض الأحزاب الثورية التي كانت قائمة ، لكنها عجزت عن تصدّر دور القيادة في ثورة التغيير.

وبالتالي ، فاستمرار ثورة التغيير وتواصلها ، التي اندلعت بداية العام 2011 ، في سبيل أهداف شاملة وعريضة ، سياسية -اقتصادية - إجتماعية ، طالما القوى التي اختطفت الثورة تعجز عن تحقيقها ؛ إن هذا الاستمرار كفيل بإفراز العامل الذاتي المطلوب ، ولو عبر مسار أطول وآلام أكبر. وضمانة هذا الاستمرارقائمة ليس فقط في بقاء القضايا الأساسية التي فجّرت ثورة التغيير قائمة دول حل جذري، بل وكذلك في استيعاب الجماهير العريضة لجميع أشكال القمع والإرهاب الرسمي وتحدّيها له بنجاح؛ يضاف الى كل ذلك دخول ملايين جديدة ، نساء ورجالا ، لأول مرة حلبة العمل والصراع السياسي .

وبداهة ، فأن هذا الوضع الثوري الناشيء يضع الأحزاب الشيوعية في البلاد العربية وغيرها من التنظيمات التي تعتبر نفسها ثورية وتقدمية ، وجها لوجه ، أمام تحد مصيري : إما أن ترتفع إالى مستوى المعركة التي فجّرتها الجماهير عفويا ، ولم يكن لهذه الأحزاب والتنظيمات فضل في ذلك ، وهذا يستلزم بالضرورة حدوث انتفاضات داخل هذه الأحزاب والتنظيمات تشفيها من أمراضها التي تسببت في ترهلها وتخلفها عن حركة الجماهير ؛ وإلاّ ، فلن يكون مصيرها سوى الإندثار ، والتواري عن مسرح التاريخ.

نعيم الأشهب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الثوري الراديكالي والحزب الثوري المدجن
عتريس المدح ( 2012 / 2 / 13 - 13:54 )
للحقيقة نثمن مقالة الرفيق نعيم الاشهب عاليا،ونضيف بأنه وفي الفترة الماضية وبعد سقوط النموذج السوفياتي وحيث بدأ الكثير بالبحث عن نماذج وتطوير للنظريات الثورية الاجتماعية وغيرها، دخل اليسار في صراع غير ديموقراطي داخلي ما بين قيادات قد تكلس فكرها واصبحت تفصل العمل الحزبي على مقاسها بل وتآمرت على كل من كان يبحث عن التجديد لدرجة أن هذه القيادات قد تدجنت، وما نجنيه اليوم من قصور هذه الاحزاب بفقدانها طليعيتها هو ما يدفع ثمنه اليوم الشعوب العربية من دمائها نتيجة انقضاض قوى الردة المدعومة بالبترودولار، لذا وفي اعتقادي وكون الهجمة في العالم العربي من قبل قوى الردة لم محليا ول يعد أقليميا على مستوى الدول ، بل هي هجمة منسقة على مستوى المنطقة أرى أنه يجب أن يتداعى مفكري اليسار وقيادات القوى التقدمية والعلمانية الى تشكيل جبهة للقوى الثورية على مستوى العالم العربي تنسق العمل الثوري القادم وتطور الاحزاب التقدمية واليسارية وتبني مهامها على اساس الترابط الدياليكتيكي لكل أحداث المنطقة وذلك حتى نستطيع اللحاق بحركة الجماهير لقيادتها الى الخلاص بعيدا عن زمن الردة والشقلبة الاسلاموية الرجعية

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-