الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع ثلاثي الابعاد على السلطةفي العراق

علي الشمري

2012 / 2 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قبل الانسحاب الامريكي من العراق كانت الاطراف المتصارعة اليوم تقوم بالتحضيرات والاستعدادات لبدء مرحلة جديدة من الصراع تكون فيه الغلبة لصاحب النفوذ الاكبر في الساحة السياسية العراقية ’كلها كانت تمهد بواسطة عملائها في الداخل لمرحلة ما بعد الانسحاب,لقاءات ومشاورات في عواصم كل مجاورة واقليمية ,اموال تدفع وأرصدة في البنوك الخارجية لاجل تقوية الحلفاء , هناك مزايدات على الارواح والدماء تجري خلف الكواليس والدهاليز المظلمة ,من يستطيع ان يقدم اكبر عدد من الضحايا العراقيين لاجل أرضاء حليفه ؟سياسيوا اليوم كانوا بالامس كما يحلوا للبعض تسميتهم بالمعارضة وهم في الحقيقة كانوا عيون للاجهزة الامنية للدول التي يعيشون فيها.
الطرف الاول ,الاحزاب الكردية المتحالفة مع امريكا وأسرائيل وهي تحاول تحقيق حلمها الذي تأخر كثيرا باقامة دولتها الكردية الموحدة باستقطاع اجزاء من تركيا وايران وسوريا وضمها الى كردستان ,وهذا ما صرح به محمود عثمان حين (الامة الكردية مجزاة بين الدول),وألحقه بتصريح اخر منسق عام حلركة التغيير بأن (حدود الاقليم خط أحمر لا يجوز لاحد في تجاوزه)واعلن تجمع داعمون للتغير (بأن دعم بارزاني لكرد سوريا خطوة وطنية) ولا يألون جهدا والا بذلوه في سبيل تحقيق حلمهم في اقامة دولية كردية ,وها هم اليوم يعلنون دستور كردستان للاستفتاء عليه دون مراعاة للظروف السياسية العصيبة التي يمر بها العراق جراء التناحر بين كيانات العملية السياسية ,وربما يكون لهم الدور المباشرفي أذكاء الصراع من اجل بقاء الدولة العراقية ضعيفة وغير قادرة على مواجهتهم عندما يعلنون دولتهم المستقلة,في المقابل يقومون بتقوية وتعزيزالروابط الثقافية والاقتصادية والاستثمارات مع الدولة اليهودية كونها الداعم الرئيسي لهم حاليا.فهم يلعبون بكل الاوراق التي بايديهم من اجل بقاء الدولة العراقية في حالة من الوهن والضعف وعدم الاستقرار مقابل تقوية كيانهم من خلال الاستثمارات وأعادة بناء البنى التحتية واقامة علاقات دولية خارج نطاق العراق الفدرالي الموحد وافتتاح ممثليات لهم في عواصم الدول,فتارة يلعبون على الوتر الديني الطائفي وتارة على القومية وتارة يرجعون الى تحالفاتهم القديمة في ستينات القرن الماضي,محاولين ؟ان يجعلوامن انفسهم بيضة القبان ,
الطرف الثاني :محور النظام الايراني وتحالفاته مع الاحزاب الشيعية الطائفية في محاولة منهم لفرض نظام شيعي في العراق وتهميش السنة وباقي الاقليات بدعوى المظلومية والتهميش الذي كان يعانون منها طوال الف واربعمائة سنه.,فبعد الانسحاب الامريكي من العراق أدعت ايران هي من هزمت الامريكان في العراق من خلال دعمها للمقاومة الشريفة ,ومن لبنان يصرح نصر الله بأن سوريا أسهمت في هزيمة الامريكان في العراق من خلال دعمها للمقاومة, أيران تحاول بشتى الوسائل المتاحة لديها ان توسع نفوذها الديني في العراق كي تستطيع التمدد من خلال العراق الى باقي دول المنطقة وخصوصا دول الخليج والوقوف بوجة التوسع التركي الذي يحاول هو الاخر أحياء أمبراطورية الرجل المريض تحت شعار الحداثة الاسلاموية وامكانية المزاوجة بين العلمانية والاسلام.
.وما تصريحات قاسم سليماني والسفير الايراني في بغداد الا دليل على الاطماع التي تدور في مخلية القادة الايرانيين ومحاولاتهم المستمرة لاحياء الامبراطورية الساسانية بلبوس القدسية السماوية التي يمثلها الولي الفقية عندما نصب نفسه وكيلا للحجة المنتظر ودعى الجميع الى اطاعته.
الطرف الثالث :محور تركيا والسعودية وتحالفاتها مع الاحزاب السنيةاليوم تلعب السعودية وقطر وبقية دول الخليج دورا مهما في صياغة الخارطة السياسية للدول العربي وخصوصا بعد ثورات الربيع العربي حيث أستطاعت ان توضبها لصالح السلفين والاخوان المسلمين من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي لهما ,فقد نجحوا في احتواء الثورات الشبابية في كل من تونس ومصر ,ومحاولاتهم مستمرة لاحتواء الثورة الليبية,
اما بالنسبة للعراق فتعتبر دول الخليج وبالتعاون مع تركيا سقوط النظام السوري يمهد لها الطريق لاسقاط النظام في العراق وأستبداله بحكم سلفي _أخوانجي مستقبلا .لهذا نجد تركيا هي من اول الدول التي أستضافت مؤتمر للمعارضة السورية في اراضيها وهي من تهدد النظام السوري من استمرار عمليات قتل المواطنيين وبانها لم تقف مكتوفة الايدي جراء ما يحصل في سوريا .
دول الخليج هي من اوصلت عبر الجامعة العربية القضية السورية الى مجلس الامن في محاولة منها الى أستصدار قرار دولي على غرار القرار الخاص بليبيا ,وبعد فشلها على اثر الفيتو الروسي _الصيني ,تحاول اليوم السعودية الى عمل أخر يتمثل في أحتواء المعارضة السورية وكل الناشطين في مجالات المجتمع المدني ,لغرض توسيع المعارضة لنظام بشار الاسد.,و
اقناع الدول العربية على طرد سفراء سوريا وقطع العلاقات الدبلوماسية معها لاضعاف النظام وأسقاطه,وهي الان تحاول تدوير الصراع بين المعارضة والسلطة الى صراع طائفي من خلال تغذية المكون السني بالاموال ودفعه للتوحد ضد النظام العلوي في سوريا.
وما أنعقاد المؤتمر العشائري اليوم في الانبار وأعلانهم مساندة الانتفاضة ’(وهناك أخبار عن عبور مجاهدين من الانبار الى الاراضي السورية وتدفق السلاح عليها ,)ألا هو جزء من المخطط السعودي_الخليجي_التركي لاسقاط النظام ,ومن ثم التوجه بعد ذلك لاسقاط النظام في العراق,وبنفس السيناريوا السوري,متخذين من ذريعة أضطهاد السنة في العراق من قبل الشيعة خير وسيلة لتحشيد الرأي العام السني ,وعندما ينجزون مهمتهم في أسقاط النظام السوري .سوف تتوجه كل الجهود وتفتح كل الحدود مع العراق لادخال البهائم الجهادية مجددا لزعزعة الاستقرار في العراق ,وتهيأة الداخل لاضرابات وتظاهرات لا تهد االا بأسقاط النظام في العراق وأرجاع حكم السنة مجددا كي يضطهدوا شعيته...
كل هذه يجري مع تعمد كل الاطراف بأبعاد وتهميش القوى الوطنية والديمقراطيةومحاولاتهم تدوير الصراع طائفي طائفي ,لقتل الروح الوطنية لدى الشعوب .فكل أطراف الصراع طائفية ,ولهم اتباع من أصحاب الفتاوي جاهزون لاستصدار فتاوي التكفير والشرك لكل طرف يحاول تغليب الوطنية على الطائفية,فهل هذا هو المشروع الامريكي الحلم بدمقرطة الشرق أوسط الكبير؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم