الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا معادلة ما قبل النهاية..

صباح كنجي

2012 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أياً كان موقفنا من تطورات الأوضاع في سوريا، سواء أكنا مع المعارضة وبرنامجها التغييري، أم مع النظام وإصراره على البقاء والتمسك بالسلطة.. أم من محور إقليمي و دولي" نراقب" الحدث ولا "نتدخل" في نتائجه فإن الأمر المتفق عليه.. أن المشهد بات بما يمكن أن نعرفه بمقدمات ما قبل النهاية تفضي إلى نهاية آتية لا محالة..
بعد أن تصاعد العنف إلى مداه الأقصى متمثلاً بزج الجيش والقوات المسلحة في حرب مدمرة تطال البشر والمساكن والمؤسسات الاجتماعية، توضح لكل مراقب إن السلطة وأجهزتها القمعية قد قررت زج كل جبروتها في العركة النهائية لحسم الموقف بالقوة العسكرية وهو ما يتجاوز الحلول الأمنية الداخلية ويحول الساحة الداخلية الوطنية إلى حالة حرب حقيقية، لن تتوقف عند حدود انفصال وانشقاقات عسكرية لاحقة، تستقدمُ أطرافاً دولية، كما فعلها وبدأها النظام المستبد بتحوليه هذا المؤشر عبر الدور الروسي المدعوم من الصين ليزجه كعامل داخلي في تطورات الحدث بالقدر الذي يحقق بقاء النظام واستمراره في السلطة، بعد أن تصاعدت الاحتجاجات وتطورت لتشمل المؤسسات العسكرية التي باتت تتفكك أمام المد الجماهيري وإصرار الجموع المنتفضة على إزاحة النظام وفرض التغيير..
إن تصاعد العنف وزج كل هذا الجبروت العسكري بدعم روسي مكشوف في خضم الصراع الداخلي يعكسُ تطوراً مذهلاً في معادلة الصراع تؤكد أن النظام بات عاجزاً عن حسم الموقف أمنياً طيلة الأشهر الماضية ولجأ للحل العسكري لتحقيق ذات الغاية متوهماً انه من خلال القمع والمزيد من القوة سيحقق له النصر.. نصر البقاء في السلطة، وهو ذات الوهم الذي وقع فيه من سبقه من المستبدين في بقية البلدان التي أنجزت التغيير وبدأت تعد نفسها لبناء شكل آخر من العلاقة بين الدولة والمجتمع خاصة وان بعضها كان يعيش في مرحلة ما قبل الدولة بحكم سيطرة القبيلة واستحواذها على مؤسسة المجتمع كما هو الحال في اليمن وليبيا..
العامل الدولي الذي يبدو مفككاً في الموقف من مجرى الصراع الداخلي في سوريا، يعكس رغبة دولية حاسمة للتغيير تتمثل في أقطاب تتحكم بالقرار ومجرى السياسة الدولية يشهد تحالفاً لرأس المال المالي المهيمن على الاقتصاد ويُخضع منطق السياسة لتجلياته.
يفرزُ المزيد من حالات النفاق السياسي ويجعل من روسيا طرفاً في معادلة داخلية خاسرة، ستكون عواقبه وخيمة على مصالحها أن لم تكن قد نسقت مع زميلاتها في أمريكا لتبادل الموقف من أجل ابتزاز النظام السوري المتداعي لعقد المزيد من صفقات السلاح معه، وهو أمر يكشف لكل متتبع حصيف في هذا الوضع المعقد الذي تتقاسم فيه دوائر الموت حصصها، أن هذه الصفقة ستكون الأخيرة لأنها تأتي في سياق اتفاقيات تبادل المنافع بين تلك الأطراف التي تتلاعب على الحكام الصغار من أمثال الأسد، الذي بات مقتنعاً انه قد تحول إلى دكتاتور لا يقهر.. فانغمس في طريق المجابهة مع شعبه ليولغ في المزيد من الدم، غير مدرك أن هذا الدم هو قاتله.. انه يرتشف مع نظامه كأس ما قبل النهاية.. هذه النهاية التي تذكرني بأحداث إيران التي شهدت تفاصيلها في تلك الأيام قبل أكثر من ثلاثة عقود مضت بعد أن سقط الشاه وهرب.. قلت مهنئاً لصديقي الإيراني وأنا أعيش لحظات تلك الفرحة متنقلا ومطارداً بين سردشت و مهاباد: هنيئاً لكم لقد سقط الشاه وهرب..
قال: الشاه لم يسقط.. أغرقناهُ بدمائنا..!!
بشار ونظامه يسبحون الآن في دماء شعب سوريا.. لكنهم لا يدركون أنهم يغرقون.. إنها لحظات ما قبل الغرق.. نحن في أجواء ما قبل النهاية.. النهاية اقتربت..

صباح كنجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللامركزية
منتصرصلاح الدين ( 2012 / 2 / 12 - 08:04 )
الخطاب المرحلي له مقومات ؛ تشي بمرحلة مخاض يعقبه ميلاد:
أتمنينا هذا لم نرغب له ؛ إما سوريا بالثلاث انتيمات الواقعية في حبائل التقسيم العرقي – المذهبي ؛ كورد و سنة مع مسيحية ؛مع عشق شيعي للإنفصال يشبه لحد كبير حد التطابق للنهج الكوردي .
وإما الدولة أللامركزية المتحدة في مركز مثل حلب وبإتجاه الشرق الشمالي الكوردي ؛ وبأتجاهات عربية ذات سلطات بشبه نمط حكم ذاتي محلي -حكم إداري للعرب - وحكم ذاتي للكورد ؛ ومراعاة حاجة الشيعة لتكوين نمط خاص بهم بدعم مؤلم للعروبة بسبب القوة الاقليمية المطبقة على الواقع العسكري المكون للجيش وكتائب حزب الله وقوات الحرس الثوري .
وسوريا العربية القوية ذات القوة المركزية تعلن الآن القوات الواقعة على الارض بجحافلها : إنها ماتت في الثاني والعشرين من كانون الثاني للعام 2012؛ والبقية تأتي وقد نراه في الصيف !


2 - الاخ صباح كنجي
داود ابراهيم ( 2012 / 2 / 12 - 10:50 )
انت تعرف

وكل عربي ثوري يعرف

ان الذين تظاهروا في ميدان تحرير القاهرة لم يحصدوا ثمار ثورتهم , بل الإسلاميين الذين كانوا في هدنة مؤقتة مع نظام مبارك

كذلك الحال تونس , والتركيبة السياسية الفاعلة في الشارع العربي من خلال طبيعة التظاهرات المصرية لا تتجاوز العشرين بالمئة ... بمقابل .. عشرين بالمئة تمثل السلطة

نصف الشعوب العربية تقريبا هي اغلبية صامتة

نصف الشعب السوري من هؤلاء
وهؤلاء ينتظرون لم تحسم

لا يمكن مصادرة رؤيتهم واعتبارهم بانهم الاكثرية التي تسعى حقا لتغيير النظام والمقارنة مع ما حصل للشاه امر مختلف تماما

هذه انتفاضات شعبية لديها بواعث ومالب اجتماعية ولا ينهض بها الطيف الاكبر من الشعب

لهذا السبب

لا تعول كثيراً يا اخي على امنية اقتراب سقو النظام في سوريا
وكما قلت انت
انا مثلك لست مع رف ضد آخر
لكننا نحلل بقراءة موضوعية ما يجري


3 - التعليق المغرض و المكرر 2 و 3
الحارث العبودي ( 2012 / 2 / 12 - 12:54 )
لو يسمح لي الاخ صباح كنجي بخصوص المعلق الشبيحة المدعو بالقرداحي حيث قد نشر نشر نفس التعليق على موضوع مختلف تماماً بموجب الرابط أدناه:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294947


4 - لبيكم يا عرب
منتصرصلاح الدين ( 2012 / 2 / 12 - 13:36 )
العقرب :
أنثاه تقتله لحظة حصوله على رغائبه منها؛ هذا أكبرها نوعاً
وتواصل مسيرة ألإنجاب العقربي السام وتواصل مسيرة حياتها
( أرملة سوداء ) إختارت الاسوداد في قلب وجسد ومظهر؛ وأداءً
العرب :
أمة بذات تعريف واضح و محدد للأمانة ؛ أسلم تسلم فتكن منا
بقوة العدل والحق والاخلاق تعارفنا !لك ما لنا وعليك ما علينا .
الخيانة والغدر منكر دوماً؛ ومن هاذين البابين دخلت السوداء
احبتي : لا نطلب خير غريب القيم ومتقلب المبدء نصرةً ؛ لنتحالف مع
ذوانتا ضد من أهلكته سمومه فلن يكون لنا نصيراً أبداً
لكل طوائف ومدارس الفقه ؛ لكل عقائد العرب إتحدوا هذا يوم النداء
لبيكم ؛ لبيكم .



5 - سوريا معادلة ما قبل البداية..
طارق الحلفي ( 2012 / 2 / 12 - 15:06 )
عزيز صباح
لم اكن اظن انك تفقد بوصلتك الثورية التي لطالما امتدحتها ايام كردستان .. وانا اطالع هذا الموقف الرث في تناول القضية الملتهبة الان .. السورية. التي تتطلب منا التاني والحكمة والتدقيق الصارم في ابعادها .. القضية التي اتوقع لها ان تكون الموقد الذي ستطبخ على ناره كل الحروب اللاحقة في المنطقة والعالم ...والا ما معنى هذا التكالب الذي لم نشهده في اي مما سبق من ثورات.. واذا قلت لكل خواصها ، قلت لك ولكنك لم تستثنها للاسف .
فالقول -.. أياً كان موقفنا من تطورات الأوضاع في سوريا... ان المشهد بات بما يمكن أن نعرفه بمقدمات ما قبل النهاية تفضي إلى نهاية آتية لا محالة - ليس دليلا على قراءة سياسية متانية .. ولا تحليلا موضوعيا بقدر ما هو تحصيل حاصل واستعادة او تجميع موجز لنشرات الاخبار كـ -.. زج الجيش والقوات المسلحة في حرب مدمرة ... كل جبروتها .. لحسم الموقف بالقوة العسكرية وهو ما يتجاوز الحلول الأمنية الداخلية..-..
او القول . -.. تصاعدت الاحتجاجات وتطورت لتشمل المؤسسات العسكرية التي باتت تتفكك أمام المد الجماهيري وإصرار الجموع المنتفضة...-
يتبع


6 - سوريا معادلة ما قبل البداية..
طارق الحلفي ( 2012 / 2 / 12 - 15:08 )
ثم ان الفقرة التي تشير بها الى ان ..-العامل الدولي الذي يبدو مفككاً في الموقف من مجرى الصراع الداخلي في سوريا، يعكس رغبة دولية حاسمة للتغيير تتمثل في أقطاب تتحكم بالقرار ومجرى السياسة الدولية يشهد تحالفاً لرأس المال المالي المهيمن على الاقتصاد ويُخضع منطق السياسة لتجلياته- ارى انها عبارة دخيلة وغير مترابطة .فما معنى -..مفككا.. ورغبة بالتغير.. وتحكم بالقرار .. وشهادة تحالف رأس المال.. والخضوع لنطق السياسة..-
انها مجرد كلمات وعبارات للاسف رصفت للايحاء بالعمق الفكري بينما هي لا تدلل سوى على ارباك في الصياغة وعدم الوضوح في الافصاح عن الفكرة بل تشوش ملحوظ .
وهكذا مع الفقرة التي تقول بها - يفرزُ المزيد من حالات النفاق السياسي .. روسيا طرفاً في معادلة داخلية خاسرة،... قد نسقت مع زميلاتها في أمريكا لتبادل الموقف من أجل ابتزاز النظام السوري المتداعي لعقد المزيد من صفقات السلاح معه،..-
عبارة مضطربة جدا.. وملتبسة...وكنت ارى ان يكون تتبعك -.. حصيفا ..- ..في هذا الوضع المعقد الذي تتقاسم فيه دوائر الموت حصصها،..-
يتبع


7 - سوريا معادلة ما قبل البداية..
طارق الحلفي ( 2012 / 2 / 12 - 15:09 )
ان النظام السوري كما تعلم، كأي من انظمة القهر والاستبداد، لا يستثنى من ضرورة النضال ضده واسقاطه، ولكن ليس بادوات حلف الاطلسي وعملاءه في دول الخليج.. من قاعدة وسلفين ووهابين .. الذي تظهر مقالتك للاسف تأيدك لها ..
وهو الامر الذي يتطلب من الثوريين التثبت منه.. ومعالجته بوعي وبصيرة متميزة.


8 - شكرا للحارث
صباح كنجي ( 2012 / 2 / 12 - 16:14 )
شكرا عزيزي حارث على متابعتك.. الانترنيت علمنا ان لا نأخذ مثل هذه التصرفات محمل الجد لانها تعكس بساطة وسذاجة تستوجب منا الصبر والتبصير.. المعلقين الشبيحة هم جزء من افرازات الوضع وهذا الذي اسميته بالشبيح مازل يتدرب عبر تعليقاته نتمنى ان يفهم عباراته ويدرك معناها قبل ان يضعها في باب التعليقات.. وحتما الملاحظة الجادة تفيد الكاتب والقراء معاً.. شكرا لك ولكل من يقرأ مدققاً ومتفحصاً ومصححاً وناقدا للرأي .
صباح كنجي

اخر الافلام

.. فرنسا تلتقي إسبانيا في نصف نهائي كأس أمم أوروبا إثر فوزها عل


.. وول ستريت جورنال: بايدن بدا خلال مقابلته على ABC في حالة إنك




.. -سر- انفراجة مفاوضات هدنة غزة.. تنازل حماس عن شرط سابق| #الظ


.. كيف يتلقى نتنياهو تهديد بن غفير؟




.. جزائرية تفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم بأمريكا