الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير التفجير

ساطع راجي

2012 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


هناك يوميا تسريبات وتصريحات صحفية تتحدث عن تفجير البرلمان وتتضارب المعلومات فيشطب كل منها الآخر لتبقى الحصيلة صفرا كبيرا مدويا لكنه يخفت يوما بعد آخر من خلال الملل الذي يسربه المهووسون بالظهور الاعلامي الفارغ متقمصين دور الخبراء العارفين بكل الاسرار والممسكين بكل المفاتيح وربما هم كذلك فعلا فبلادنا ارض العجائب لكنهم يستخدمون ما يملكون من معلومات في عمليات ابتزاز ومساومات لا يعلمها أحد.
انفجرت السيارة المفخخة في منطقة رمادية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فتسابق رئيسا السلطتين على ادعاء استهدافهما وكأنهما يعرفان جميع تفاصيل الحادث وكل أسراره في نفس سياق الركض نحو اضواء الاعلام لتسويق الذات كهدف كبير اجتمعت ضده كل قوى الشر والجريمة ليحق له والحال هذا ان يفعل ما يشاء لمواجهة تلك القوى التي انما تستهدف العراق عبر استهدافه وهكذا يتصور كل زعيم سياسي ان الهاجس الامني يمكن ان يكون مبررا لكل خطأ أو فشل أو تجاوز.
جاء بعد ذلك رجال الامن وهم في الحقيقة ليسوا سوى رجال اعلام مهمتهم تسويق حكاية ما مهما كانت مكررة ومهلهلة وركيكة، وسلاحهم في ذلك سيديات لا تقول شيئا، وتوعدوا وتعهدوا أن يقولوا كل شيء وان يفضحوا المستور خلال ساعات فمرت الساعات والايام والاسابيع والاشهر دون أن تكتمل الحكاية، لقد تم تسويق السيديات التي سجلتها كاميرات المراقبة على انها نجاح امني واستخباري غاية في الروعة بل انها انجاز ما بعده انجاز ولذلك يستحق من احرزوه الدخول في استراحة طويلة يتعامل معها النواب ولجنتهم التحقيقية الخاصة على انها فاصل يسمح لهم بدخول السباق وتلميع الصورة الشخصية والايهام بانشغال البال بمصلحة وأمن البلاد، ويرى الامنيون والنواب انه لا مبرر للاستعجال وإنه من الطمع والمبالغة ان يطالب الناس بمعرفة نهاية الحكاية، وينسى الامنيون والنواب انهم هم من تسرع في الاعلان عن التوصل الى نتائج في تفجير مجلس النواب وانهم هم لاغيرهم من يذكرون بذلك التفجير الذي سبقته ولحقته عشرات التفجيرات التي اودت بحياة مئات العراقيين دون ان يرف جفن للامنيين وللنواب أما الحكومة فلا يطالبها أحد بشيء لأنها بلا جفنين يرفان حيث تعيش بدون وزيرين للداخلية والدفاع.
حتما هناك ملف تكون خلال هذه الفترة من التحقيقات بغض النظر عن دقة وصدقية معلوماته وبالتأكيد هناك متهمون لكن لاشيء سيعرض من ذلك حتى تحين اللحظة المناسبة للكشف وهو أمر لا يعرف البسطاء من أمثالنا متى يحين موعده فهو يرتبط بإلهامات روحية لا يحظى بها إلا خواص الخواص وفي اثناء ذلك يقدر أهل المواهب اللدنية ممن يمسكون بزمام الامور ماهي مصلحة العامة وغالبا ما يتم الهائهم بالتصريحات التي يقدمها مجاذيب الاعلام من الساسة وهم يدورون حول انفسهم التي تتسع وتتسع فلا يعود في الكون شيء سواها وينظرون للمتسائلين عن الحقيقة باستخفاف، وهذا ليس توصيفا صوفيا بل هو حال البلاد التي تغيب فيها المؤسسات وتترك الامور لأمزجة الاشخاص وتقديراتهم ومصالحهم.
ملف تفجير البرلمان يدار على انه قنبلة يمكن تفجيره عند الحاجة لنسف شيء ما أو حتى لالهاء المواطنين به وجذب انظارهم بعيدا عن المشاكل الحقيقية أي إن ملف تفجير البرلمان قد لا يراد له أن يكون أكثر من قنبلة صوتية عابرة في زحام الاصوات الذي تعيشه البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي