الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ّ انسانية ّ السلطة الكولونيالية

كوسلا ابشن

2012 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ّانسانية ّ السلطة الكولونيالية
فضيحة شهداء التهميش , 26 طفل وطفلة وامرأتين في بلدة انفكو وانتشار اخبار معانات ّ المغرب غير النافع ّ (مناطق الشعب الامازيغي الغير المعرب ) خارج المستعمرة العروبية احرج السلطة الكولونيالية في العهد الجديد-القديم وبهذا بدأت هذه السلطة بتلميع وجهها الاسود عبر التضليل الاعلامي بالحديث عن سياسة المساعدات المقدمة للمناطق المهمشة والتي هي المتضررة الاولى من كل عاصفة طبيعية بسبب غياب وسائل المقاومة .
بشرنا الاعلام الكولونيالي في هذه الايام بان هذه السنة ستخلو من شهداء البرد بفضل ّ انسانية ّ السلطة وكرمها بتحركها لمساعدة رعاياها لمقاومة البرد القارس والثلوج , بعض الشاحنات محملة ببعض الاغطية و اكياس المعونة المكونة اساسا من كلوغرام من السكر وقرورة زيت وعلبة الشاي وبعض القطنيات وعلى الاسرة المستفيدة التقسيط في استهلاك هذه الكمية طيلة فترة الشتاء . بعض الدواوير والاسر المستفيدة من صدقات السلطة الكولونيالية , مثلها مثل كل المناطق و الاسر الامازيغية مازالت تعيش اوضاع القرون الوسطى , فهل ستغير صدقة كيلو سكر الواقع المعاش , او ستكون الصدقات الموسمية (مرة في الشتاء ومرة اخرى في شهر رمضان ) بديل للتنمية المفترضة , الاعلام التضليلي المغطي لهذه المسرحية ومن دون ان يدري كان يعري الواقع المزري للمناطق الامازيغية الغير المعربة , التلفزة الناقلة لارتسامات المستفيدين نقلت في نفس الوقت ملامحهم وتعاستهم واكواخهم و مناطق تنعدم فيها ليس ضروريات الحياة فحسب وانما تنعدم فيه انسانية الانسان, نقلت واقعهم المزري عبر الاجيال بسبب الكولونيالية وسياسة الاضطهاد الاقتصادي -الاجتماعي وسياسة التمييز القومي في كل الميادين . بسبب سياسة الابارتهايد العروبي , قسمت الكولونيالية البلد الى مناطق نافعة ( المناطق المعربة ) ومناطق غير نافعة (المناطق الغير المعربة ) , فالمناطق الاولى استفادت منذ الحماية الفرنسية الى الان من سياسة التنمية بينما همشت واقصيت وحرمت المناطق الثانية من كل المشاريع التنموية , اما ما يخطط له حاليا في بعض المدن الامازيغية كالناضور مثلا , يدخل في اطار سياسة تغيير التركيبة القومية وليس مخطط تنموي , فسياسة التعريب القسري لن تنتهي الا بنهاية اما الكولونيالية او نهاية الوجود الهوياتي الامازيغي .
ا تحسين صورة النظام لدى عامة ايمازيغن بصدقة في حجم قرورة زيت وكيلو سكر و ...اولا هو احتقار للامازيغ وثانيا هذه الافعال الانتهازية لا تلغي سياسة الابارتهايد المنتهجة من طرف السلطة الكولونيالية ضد الشعب الامازيغي , فالواقع يفضح التضليل السلطوي فهذه المناطق كما هو معروف وكما اظهرتها كاميرا المصور التلفزي تفتقر للبنية التحتية لا طرق معبدة فهي معزولة عن المناطق الاخرى , انعدام مركز الصحة والاستشفاء وغياب الادوية وانعدام الماء الصالح للشرب, امراض بسيطة تؤدي بحياتهم , انعدام مراكز التدريس , انعدام كل ما هو ضروري للحياة من دون الخوض في قضايا سياسية وثقافية. الواقع المادي يبين الفرق الشاسع بين الساكنة المحلية البسيطة التي تشقى وتعاني للحصول على قوتها اليومي , وبين الاقلية الكولونيالية التي تنعم بثروات و خيرات الامازيغ وستستمر في جنتها الدنيوية هذه ما دام هناك من يقبل الصدقات ويحمد الله على بؤسه وفقره .
البربر, الاقطاعيين والانتهازيين من استفاد من الوجود الكولونيالي بشقيه الاوروبي والعروبي اما الشعب الامازيغي فقد عانى الويلات من سياسة الاضطهاد والتمييزالعنصري والممارسات العبودية ورغم ذلك فهو يحمد ويشكرالرب على جهنم الدنيوية , اذا وصف الامازيغي بالسذاجة فهذا غير بعيد عن الحقيقة , فهي سيكولوجية عند عامة الامازيغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن