الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردة حمراء في عيد الحب

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 2 / 13
الادب والفن


ورقة بيضاء أصبح معين علينا أن نعمرها باللون الأحمر، لون ارتبط في الرابع عشر من شباط، إذ واجهات بيع الهدايا تزدان به، وبعض الشباب من الجنسين يعبرون عن حالهم ولكن على استحياء في هذا اليوم، برمز احمر يكاد يظهر للأخر الذي يستطيع أن يراه وحده من دون الناس، ناطقا له بالهمس عن سابق تصور وتصميم فاتحا بابا للحياة، مالكا استثناءات براقة وانتصارات لا حد لها. بالرغم من أن هذا اليوم هجين على ثقافتنا إلا أننا نحفل به وكأننا كنا نبحث عن هذا اليوم المعجزة من دون كل الأيام، الجميع لا يرى نفسه إلا باحثا عن الشيء الذي ينقصه.
بطاقة بريدية تفيض عطرا، تختصر المسافات وتبقي على هذا اللهيب مشتعلا، بداخل هذه البطاقة بطاقة اصغر منها، فيها مما يدل على يوم يتشح بالاحمرار، هكذا تمرّ بنا الأيام ونحن في غفلة عنها ، نمضي ولدينا اعتقاد بأننا نزهر صحراء الحياة ، هل نحن من نموت أم أن هناك من ينوب عنا في فعل الموت، الموت قريب منا يقترب من غرفة نومنا لكنه يرتدي ملابسنا وملامحنا.

هل ترانا نحن من يحتفي بيوم الحب أم انه الحب الذي يود الاحتفاء بنا مناديا لنا بصوت يكاد يلامس السماء، بيدا أننا لا نسمع إلا صداه، لا نشتم عبيره إلا عندما يغيب عنا وهجه تماما كالغريق الذي يتم إنقاذه عند وصوله الشاطئ.
الكاتب الصحفي سيمون خوري يقول: إذا وجد الإنسان السلام في نفسه، فسيجد مكانا للآخرين في عقله، فهل تراه السلام الذي ضل طريقه إلينا أم انه الحب الذي أصبح عملة نادرة تتناقص وتفقد جذورها بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع، حتى أصبح كل إنسان كيان مستقل بذاته.

في ثورات ربيعنا هذا، عرفنا اللون الأحمر، عرفناه على شبابنا وشيبنا على أطفالنا وأجنتنا عندما أصبحوا موتى يملئون الشوارع، عرفناه على حياة إيقاعها صاخب يكاد يصم الأذان، ليست القلوب الغافية هي التي تجتاح بل المدن الوادعة والغافية هي التي تجتاح ويسال دمها من ذوي القربى.

انه يوم الحب الذي يواجه بصراخ واستنكار بل وتحريم لمن تسول له نفسه متلبسا بحمل وردة حمراء أو كلمة أو بطاقة في عيد الحب، مع أن تلك البطاقات أصبحت لا تمثل تصريحا بالحب بقدر ما تمثل بطاقة معايدة، مجرد معايدة، إذ أن هذه الأسلحة المستخدمة من قبل الشباب تعني لمن يمثلون المرحلة القادمة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اشتعال القلب بالأمور التافهة، لا شيء يجعلنا نحفل بالحب أو بأي عيد ما دامت قلوبنا مصابة ومسكونة بأشقاء لا يحفلون بالحرية بل يدفعون أرواحهم ثمنا لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دمنا
غلبان عبدالواحد ( 2012 / 2 / 13 - 08:59 )
كلون دمنا النازف ابدا.....يتصاعد الى حلوقنا ..حب ....ام ماذا يا من يملؤون الأرض موتا وجثثا ؟
يا من تحملون الموت اينما حلت اصابعكم
يا من تروقهم دماءنا تصهل على ذرات ارضنا
وهم لا يعملون انها ستزهر يوما حنونا وزعتر
ستزهر بارودا وخنجر
اي حنون سوف يكون في مستقبلنا ؟!!!اتراه يزهر
اتراه يزهر ؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - سيزهر
عبله عبدالرحمن ( 2012 / 2 / 13 - 13:52 )
الاستاذ غلبان عبد الواحد تحياتي اليك اثمن لوعتك وحرصك على الدم النازف مع الامنيات بأن يورق الربيع ويزهر كل الشكر لك

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?