الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدب الروسي وكرم المعارضة السورية

شيار دالي

2012 / 2 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


ليس خافيا على أحد من أن التعنت الروسي في مجلس الامن واستعماله لحق النقض " الفيتو" ليس لسواد "عيون النظام" وإنما من أجل الوصول إلى غايتين ، غاية في نفس يعقوب, وأخرى في نفس بوتين, أما الغاية الاولى" في نفس يعقوب" فهي معروفة لكل المهتمين بالشأن السياسي الدولي, ألا وهي مصلحة الخزينة الروسية التي ستخسر الكثير في حال خسارة روسيا لنظام بشار الأسد دون صفقات " محرزة " مع الدول الغربية والعربية من أجل تعويضها عما سيلحق بها من خسائر نتيجة ذلك, لأن روسيا تعتقد بانها ستفقد برحيل بشار الأسد أخر أسواقها في الشرق الأوسط , ففي سوريا يعمل المئات من الخبراء الروس في مختلف مناحي الحياة, وفي سوريا يتم صرف المنتجات العسكرية الروسية.
وأما الغاية الثانية" في نفس بوتين" وهي ليست غاية فحسب, بل هي حلم أيضا ألا وهي استعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية وإعطائها مكانتها كقوة عظمة وكقطب ثاني إلى جانب الولايات المتحدة الامريكية وإعادة الاعتبار لها بعد " سنين غياب" وبين حلم بوتين وأسواق" الكلاشينكوف", وأمام هكذا حسابات ليس هناك مجال – إطلاقا- لاحاديث مثل " حقوق الإنسان" و" الإبادة الجماعية" و"موت الأطفال والنساء" إذاً ,فالمشكلة السورية أكبر مما كنا نتصورها فالأمر يتعلق بكبرياء روسيا والصراع على الكعكة السورية التي وضعها النظام – بتصرفاته غير الذكية - على طبق من ذهب في انتظار التقسيم والكل يبحث عن" حصة" ولكن هناك اختلاف في " وسائل الحصول على هذه الحصة" فالبعض عندهم " الغاية تبرر الوسيلة" و" الوسائل الاخلاقية مضرة بالمصلحة القومية" وهذا ما يحدث الآن مع روسيا, فالغاية هي " رفاه الشعب الروسي وسموه مكانة روسيا وتعاظمها بين الدول العظمى في العالم والوسيلة هي دم الشعب السوري الذي ينزف منذ أكثر من عشرة أشهر وفي هذا المضمار نجد هناك عدة أسئلة تطرح نفسها, وهي :
1- كيف ستكون نظرة الشعب السوري – بعد نيل حريته طبعا – من روسيا مترامية الأطراف؟ وصاحب الحق في الإجابة على هذا السؤال هو الشعب السوري.
2- هل المعارضة السورية ستتجاهل روسيا كليا ودورها في حل الأزمة بعد أن تبين للمعارضة بان مصالح روسيا فوق الأخلاق وضمير ودم الأبرياء؟
واخيرا هل ستعمل المعارضة على الدوران في فلك السياسة الروسية, وتدلو بدلوها وتساهم في تقسيم الكعكة السورية بعدالة – طبعا من وجهة نظر روسيا – وتعطي حصة الأسد للدب الروسي متناسية المثل الشعبي القائل" حدا بيجيب الدب لكرمو؟ ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها