الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح الاسلاميين يقابله فشل الليبراليين والعلمانيين

محمد الفهد

2012 / 2 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يوم بعد يوم يسطر الاسلاميون نجاحات على الساحه السياسيه مبتدئة من احداث التغيير في العراق الى تونس ومصر وليبيا وحتى فيما يجري بسوريامن غليان ضد نظام الحكم فيها. واما الدول الاخرى التي فيها نوع من الاستقرار او بعض الحراك ايضا يتصدر فيه الاسلاميون اما معارضين او اغلبيه داخل برلمان اومجالس شورى.
احكام القبضه على مداخل السياسه ومخارجها باتت ميسوره لديهم واصبحوا يطرحون شخصيات تستطيع استقطاب الناس او الاغلبيه منهم .رغم انهم لايملكون حلولا سحريه بل اضافوا عقدا للعقد السياسيه والاجتماعيه ألا انهم سحروا المجتمع واصبحوا اقرب لقلوب الجماهير رغم الفساد المستشري والقتل الذريع وضياع فرص التغيير نحو حياة افضل. أما العلمانيين والليبراليين فقد اصبحوا بعد كل يوم يمر يفقدون امكانية التنافس وجذب الانظار اليهم رغم ايضا لديهم شخصيات كبيره وتواريخ لاباس بها ونضال محترم. هكذا هي المعادله الان في الشارع العربي.
الاسلاميون الان يتحدثون بكل ثقة عن برامجهم المرعبه للمستقبل القريب . لايتكلمون بالسر يعلنون بكل جرأة عن عدم حيادهم فيما تجري من امور ويكيلون الضربات الى امريكا بكل صراحه باعتبارها الراعيه الكبرى للعلمانيه والليبراليه.
يستدرجوها معهم في معاركهم لنيل السلطه ثم يرشقوها بالاحذيه عند اتمام النصر المبين.
بالرغم من وجود دول كبرى تدعم الحريات ووجود منظمات كبيره ايضا ترعى وتراقب ألا انها غير معنيه بدعم هذا النمط من الحراك والخسائر منهمره على رؤوسهم والعالم الحر يتفرج على الانتهاكات الفاضحه .
بل ان الدول الاكثر استباحه للحريات كالسعوديه مثلا تنعم برضا دولي غير مسبوق والمسكوت عنه اكبر بكثير مما يحدث في بلد مثل سوريا مما يعطي الاشارات الخاطئه للليبراليين وانظمة الاسلام السياسي .حتى انه قسم كبير من النقاد يتهمون هذه الدول هي من تنتج الاسلاميين وتدعمهم بالوصول للسلطه ثم ينقلبون الى حجر عثرة كبير بوجه الحريات المدنيه.
والحق يقال انه الاسلام السياسي الذي استقطب الملايين انه استطاع ان يقرأ المجتمع والشعوب قراءه استطاعت معها محاكاتهم عن قرب وغير بعيده عن امنياتهم وتصوراتهم .ولم تذهب للتفسير والبحث العلمي والكلام بالنظريات بل تكلموا على قدر فهم الناس لهم .
والشعوب العربيه لم تكن واعيه كفايه لتحديد مسارات التقدم ونيل الحريات لذا تطابقت الرؤا مابين سياسة الحاكم الاسلامي والمحكوم الساذج فأتت اؤكلها وصار الدعم لهم غير محدود ومن ثم الامساك بالسلطه ومن خلال هيمنتهم على الامور سيقللون حضوض اصحاب الراي المغاير والعلماني ويطمسوا الحقائق الى ابعد ما امكن .
اما العلمانيين وانصار الحريات والانفتاح على العالم الحر فقد تكلموا للناس بطريقه لم يستطيعوا معها اثبات صحة وجهات نظرهم بل لم يستطيعوا افهام الناس ماهي العلمانيه في حين الاسلاميين وصفوها لهم وكانها الكفر فصدقوهم .
بالاضافه الى ذلك غاب تحالف ليبرالي موحد عن الساحه له قوة التاثير ان كان في البرلمان او في المعارضه والاكثر من ذلك انهم قدمو التنازلات تلو الاخرى ليدخلوا بتحالف مع الاسلاميين ليشاركوهم نجاحهم الجماهيري وليقولوا لانصارهم نحن ايضا قد رضينا بهم فارضوا عنا رحمكم الله.
ولم يحاولوا اظهار الضد كمعارضين لفكر سلفي اورجعي او على الاقل كنا نسميهم قبل نصف قرن اعداء التقدميه ولم يستطيعوا كسب الشباب الشريحه المتنوره لصالح الفكر المتحرر ولم يدافعوا عنهم امام الضغوط عليهم في المدارس والجامعات .
وانا اتمنى من العاملين في الحقل السيايسي المتمدن ان يقتربوا من الشارع اكثر فهذه هي مسؤولياتهم الوطنيه لحماية مكاسب الشعوب وثرواته ليجنبوا بلدانهم من البقاء في هذا النفق المظلم والطويل والسبات العميق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وتعليق العمل بعدد من مواد


.. تسلسل زمني لأبرز الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. فما هي أ




.. دولة الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو بشأن المشاركة في إدارة قط


.. عبر الخريطة التفاعلية.. لماذا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ال




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في رفح جنوب قطاع غزة